باحثون لـ"بوابة المواطن": تركيا لن تكترث لموجة الغضب بين شعبها.. وهدفها القضاء على الأكراد
الأحد 28/يناير/2018 - 08:01 م
عواطف الوصيف
طباعة
التفتت أنظار العالم أجمع، لما يحدث الآن في سوريا، ولكي تكون الكلمة أكثر تحديدًا، ما يتعلق بانتشار القوات التركية في عفرين، تلك الخطوات التي تطورت لنجد هجمات في منبج، علاوة على ما ينوي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أن يقوم به من تقدم في منطقة إدلب.
وأسفرت الخطوات والإجراءات، التي قامت بها ممثلي السلطة التركية عن نشوب سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات من قلب تركيا، مما يكشف عن تفاقم الشأن الداخلي هناك، لذلك كان لابد من استخلاص أهم التوقعات حول ما يمكن أن يحدث حيال هذا الأمر.
الأكراد وجهات أخرى..
أكد الدكتور محمود العدل، أحد أبرز الباحثين في مركز الأهرام، والمتخصص في الشأن التركي، أن التظاهرات والاحتجاجات الحالية في تركيا، لا تتوقف عند الأكراد فقط وإنما هي نتاج غضب عارم، وسط العديد من الجهات والتنظيمات بتركيا.
هدف تركيا..
حدد "العدل" الهدف الذي تسعى له تركيا، وهو القضاء تمامًا على منظومة الأكراد من المنطقة، وهو ما بات واضحًا من خلال موقفهم مما حدث في كردستان العراق، وكيف أنهم وقفوا ضدهم حينما فكروا في الانفصال، عن العراق لتشكيل دولة مستقلة خاصة بهم، لذلك فإنهم يفكرون الآن في إيجاد وسيلة تساعدهم على القضاء على القومية الكردية في سوريا.
اقتصاد حر..
تطرق الدكتور محمود العدل، لنقطة هامة وهي أن تركيا دولة ذات اقتصاد حر تعتمد على طوائف طبقات مختلفة فيما يتعلق بدفع الضرائب، لذلك يكون من الطبيعي أن تشهد حدوث احتجاجات وتظاهرات قوية في العديد من المناطق، لأن الخطوات العسكرية التي نفذتها القوات التركية في عفرين، ستؤدي إلى تضخم اقتصادي كبير، وهو ما سيعود على الشعب التركي بالضرر في النهاية.
وأضاف الدكتور العدل، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستمر في عملياته العسكرية بعفرين، كما أنه يحاول في الإنتشار بمناطق أخرى مثل منبج وإدلب، وهو ما لن يتقبله الشعب التركي، بأي شكل من الأشكال، لأنه ذات نتائج سلبية سياسيا وإقتصاديا.
جنوب شرق تركيا..
في محاولة للاستفاضة بشكل أكبر في هذه القضية، حاولت "بوابة المواطن" تناول كافة الثغرات والزوايا، لذلك تمكنَّا وبعد التواصل مع باحث مركز الأهرام وأحد أبرز المتخصصين في الشأن التركي، الدكتور محمد عبد القادر، معرفة أن المناطق التي من المتوقع أن تتوسع فيها الإحتجاجات في تركيا، هي مناطق شرق تركيا وتحديدًا القريبة من شمال سوريا، وهذا أمر طبيعي، لأن ضربات القوات التركية وجهت ضد عفرين، بشمال سوريا.
منتشرة لكن محدودة..
قال "عبدالقادر"، إن الإحتجاجات التي تشهدها تركيا قد تبدو منتشرة بصورة كبيرة، لكنها في حقيقة الأمر محدودة، لأنها ستتمركز بمدينة ديار بكر واسطنبول، لأن كلاهما يضمان أكبر نسبة من الأكراد.
مزيدًا من الضحايا..
يرى الدكتور محمد عبد القادر، أنه من الصعب تحديد متى نهاية هذه الإحتجاجات، لأنه وفي حال استمرار وقوع ضحايا وقتلى ممن يواجهون الموت من أكراد سوريا، سيستمر هذا الصراع لفترة طويلة، خاصة إذا أدّت عمليات القوات التركية إلى مقتل الكثير من الجنود الأتراك.
مصلحتي أولاً..
كان لابد من معرفة ما إذا كان لهذه الاحتجاجات نتائج سلبية على تركيا، وكيف يمكن أن تتأثر بها وإلى أي حد من الممكن أن تصل لها، فأكد الدكتور عبد القادر، أن تركيا لا تكترث لكل هذه الإحتجاجات، سواء المشتعلة بين مختلف أطياف وفئات الشعب التركي، أو في العراق، أو في سوريا، علاوة على أنها لا تكترث لكافة الانتقادات، الموجهة ضدها من قبل مختلف دول العالم، لأنها وببساطة تفكر في مصلحتها أولا وقبل أي شيء، وكل ما تفكر فيه، هو أن تتمكن من التمدد السياسي والعسكري القوي في المنطقة.