شيخ الازهر يدعو للحوار مع الشباب بدلا عن الإملاء والأمر والنهي
الثلاثاء 05/يوليو/2016 - 03:49 م
قال فضيلة الإمام الأكبر دكتور احمد الطيب شيخ الازهر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يثق في قدرات الشباب وكان يربيهم ويؤهلهم حتى يتولوا المهام، فقد أمَّر أسامة بن زيد، وكان عمره 19 سنة في ذلك الوقت، على جيش المسلمين في حربه مع الروم الذين كانوا يحاولون القضاء على هذا الدين، وكان تحت إِمْرَتِه من الصحابة مَن أعمارهم بين الخمسين والستين.
وأضاف الإمام الأكبر أن الدول من غير شباب كسيحة، وأن الشباب من غير حكماء مندفع ومتهور، ولذلك على الشباب إذا قُدِّموا في الصفوف الأولى أن يصغوا إلى نصائح الكبار وتوجيهاتهم والاستعانة بخبراتهم.
ونقل بيان للازهر الشريف اليوم عن الامام الطيب قوله ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يتبع طريق الحوار مع الشاب، كما هو الحال مع الشاب المسلم الذي جاء يستأذنه في الزنا، فقد روى أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: «ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا» . قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِم ْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ » . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ» . قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْء، وهذا هو التعليم عن طريق الحوار.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن العالم العربي جاء تَأخُّره نتيجة لإهماله وتهميشه للمرأة والشباب، فالمرأة أُهملت وهُمِّشَتْ بتأثير عادات وتقاليد بعيدة عن توجيهات الشريعة والإسلام، ومعركتنا الآن إنتاج امرأة قادرة على أن تنهض بهذا المجتمع وتتحمل مسئوليته كما تتحمل المرأة الأوروبية نصيبها في بناء المجتمع، والشباب أيضا أُهمل بسبب انشغالنا بقضايا مهمة لكن ما كان ينبغي أن تشغلنا عن الشباب وهم أهم قضية.
وأكد أن القرآن الكريم استعمل منذ البداية أسلوب الحوار مع الشباب، وليس أسلوب الإملاء والأمر والنهى، وعَرَض لأنموذجين: أحدهما للشاب المتمرد الذي يستعلي ويستكبر ولا يستجيب، والأنموذج الثاني للشاب الواعي المتدبر الذي يعي ما يفعل، فمنذ نزول سيدنا آدم وأمنا حواء عليهما السلام تبدأ قصة شابَّين هما ابنا آدم عليه السلام: شابٍ هو رمز للتمرد وللانبطاح أمام نزواته وشهواته، وشابٍ يعيش على ضوابط أخلاقية عُليا.
واستشهد الإمام الأكبر بقول الله تعالى في سورة المائدة (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وذلك أن كلًّا من قابيل وهابيل ابني آدم -عليه السلام- قدَّم صدقة قربة إلى الله سبحانه، فتقبل الله صدقة هابيل؛ لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل صدقة قابيل؛ لسوء نيته، وعدم تقواه، فقال قابيل -على سبيل الحسد- لأخيه هابيل: (لَأَقْتُلَنَّكَ) بسبب قبول صدقتك، ورفض قبول صدقتي، فكان رد هابيل على أخيه : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله، ألا وهي تقوى الله تعالى، وقال هابيل لأخيه الذي توعده بالقتل: ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، وزيَّنت له نفسه الإقدام على تلك الفعلة الشنعاء، فارتكب جريمته النكراء، فقتل أخاه حسدًا وظلمًا، فخسر دنياه وأخراه) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ولِيدارِيَ جريمته هذه؛ لأنه لم يكن يعرف مسألة القبور (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) فقصة الكون في القرآن الكريم تبدأ بشابين وأنموذجين للشاب المتمرد والشاب الواعي المنضبط.
وأضاف: "وهناك قصة سيدنا نوح -عليه السلام- مع ابنه التي حكاها القرآن الكريم في سورة هود، وذلك أن نوحًا -عليه السلام- في بداية الطوفان نادى ابنه (وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ) قائلا: (يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ) فرد الابن عليه: (سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ) فخاطبه نوح قائلا: (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ) وانتهى الحوار بين نوح وابنه : (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)، فهذا شاب متمرد يُضاف إلى قابيل دفع ثمن كبره وعناده واستكباره، وهناك نموذج آخر للشاب المطيع وهو سيدنا إسماعيل –عليه السلام-والذي يتجلى في الحوار الذي دار بينه وبين أبيه إبراهيم - عليهما السلام- ) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ( فالأب يتعامل مع ابنه التعامل الأمثل ويتحاور معه ويقول له: (فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) وهنا يُظهر إسماعيل كمال البر لأبيه ويساعده على طاعة ربه، حيث قَالَ (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) مع أنه أمرٌ من الله في المنام، وهكذا كل الأنبياء اتبعوا أسلوب الحوار الذي اعتمده القرآن الكريم سواء في بلاغ الأنبياء والرسل إلى الناس أو بلاغ القرآن إلى الناس.
وأضاف الإمام الأكبر أن الدول من غير شباب كسيحة، وأن الشباب من غير حكماء مندفع ومتهور، ولذلك على الشباب إذا قُدِّموا في الصفوف الأولى أن يصغوا إلى نصائح الكبار وتوجيهاتهم والاستعانة بخبراتهم.
ونقل بيان للازهر الشريف اليوم عن الامام الطيب قوله ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يتبع طريق الحوار مع الشاب، كما هو الحال مع الشاب المسلم الذي جاء يستأذنه في الزنا، فقد روى أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: «ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا» . قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِم ْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ » . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ» . قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟» قَالَ: لَا. وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: «وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ» . قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْء، وهذا هو التعليم عن طريق الحوار.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن العالم العربي جاء تَأخُّره نتيجة لإهماله وتهميشه للمرأة والشباب، فالمرأة أُهملت وهُمِّشَتْ بتأثير عادات وتقاليد بعيدة عن توجيهات الشريعة والإسلام، ومعركتنا الآن إنتاج امرأة قادرة على أن تنهض بهذا المجتمع وتتحمل مسئوليته كما تتحمل المرأة الأوروبية نصيبها في بناء المجتمع، والشباب أيضا أُهمل بسبب انشغالنا بقضايا مهمة لكن ما كان ينبغي أن تشغلنا عن الشباب وهم أهم قضية.
وأكد أن القرآن الكريم استعمل منذ البداية أسلوب الحوار مع الشباب، وليس أسلوب الإملاء والأمر والنهى، وعَرَض لأنموذجين: أحدهما للشاب المتمرد الذي يستعلي ويستكبر ولا يستجيب، والأنموذج الثاني للشاب الواعي المتدبر الذي يعي ما يفعل، فمنذ نزول سيدنا آدم وأمنا حواء عليهما السلام تبدأ قصة شابَّين هما ابنا آدم عليه السلام: شابٍ هو رمز للتمرد وللانبطاح أمام نزواته وشهواته، وشابٍ يعيش على ضوابط أخلاقية عُليا.
واستشهد الإمام الأكبر بقول الله تعالى في سورة المائدة (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وذلك أن كلًّا من قابيل وهابيل ابني آدم -عليه السلام- قدَّم صدقة قربة إلى الله سبحانه، فتقبل الله صدقة هابيل؛ لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل صدقة قابيل؛ لسوء نيته، وعدم تقواه، فقال قابيل -على سبيل الحسد- لأخيه هابيل: (لَأَقْتُلَنَّكَ) بسبب قبول صدقتك، ورفض قبول صدقتي، فكان رد هابيل على أخيه : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله، ألا وهي تقوى الله تعالى، وقال هابيل لأخيه الذي توعده بالقتل: ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، وزيَّنت له نفسه الإقدام على تلك الفعلة الشنعاء، فارتكب جريمته النكراء، فقتل أخاه حسدًا وظلمًا، فخسر دنياه وأخراه) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ولِيدارِيَ جريمته هذه؛ لأنه لم يكن يعرف مسألة القبور (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) فقصة الكون في القرآن الكريم تبدأ بشابين وأنموذجين للشاب المتمرد والشاب الواعي المنضبط.
وأضاف: "وهناك قصة سيدنا نوح -عليه السلام- مع ابنه التي حكاها القرآن الكريم في سورة هود، وذلك أن نوحًا -عليه السلام- في بداية الطوفان نادى ابنه (وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ) قائلا: (يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ) فرد الابن عليه: (سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ) فخاطبه نوح قائلا: (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ) وانتهى الحوار بين نوح وابنه : (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)، فهذا شاب متمرد يُضاف إلى قابيل دفع ثمن كبره وعناده واستكباره، وهناك نموذج آخر للشاب المطيع وهو سيدنا إسماعيل –عليه السلام-والذي يتجلى في الحوار الذي دار بينه وبين أبيه إبراهيم - عليهما السلام- ) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ( فالأب يتعامل مع ابنه التعامل الأمثل ويتحاور معه ويقول له: (فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) وهنا يُظهر إسماعيل كمال البر لأبيه ويساعده على طاعة ربه، حيث قَالَ (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) مع أنه أمرٌ من الله في المنام، وهكذا كل الأنبياء اتبعوا أسلوب الحوار الذي اعتمده القرآن الكريم سواء في بلاغ الأنبياء والرسل إلى الناس أو بلاغ القرآن إلى الناس.