تقدم سمكة القراض أو الشهيرة بالأرنب على رأس مائدة مطاعم المأكولات البحرية بالمدن الساحلية وخاصة مدن القناة الثلاث وتقدم بكثرة فى الاسماعيلية، وسميت بالأرنب لأنها تشبه الأرنب فى شكل مقدمة أسنانه وكذلك طريقة سلخه قبل الأكل، وهى تحمل تحت جلدها وكبدها وفى أحشائها سم قاتل لا ترياق له.

وهى طعام شهير بأنه يتسبب فى تسممات هضمية خطيرة جدا بسبب سم "التيدرودوتاكسين".

وتنمز سمكة الأرنب حتى 40 سم، وتعيش منفردة وسط الشعاب المرجانية وكذلك فى الأماكن الضحلة فى المحيطين الهندى والهادى وشرق البحر المتوسط، وهى أيضا سمكة سريعة الخوف وعندما تخاف تستخدم أشواكها السامة فى الدفاع عن نفسها ضد أى خطر تواجهه.

ورغم انها تستخدما أشواكها المسممة استعداد للهجوم فهى بذلك تعد من الأسماك الخطيرة، الا أن الصياد المحترف لا يجهل شكلها وتمييزها ويستطيع التعرف عليها والتخلص منها.

وقد صدرت عدة تحذيرات من استخدامها كوجبة بحرية فى مصر وتعد من الأسماك المجرم اصطيادها أو بيعها وتداولها بالأسواق نظرا لسميتها وخطورتها على صحة المواطنين.

وهن المعروف عنها أنها تتغذى على فضلات الأسماك، وهى تسببت فى الكثير من كوارث الموت الجماعى، ورغم كل ذلك يقوم الصيادون باصطيادها وبيعهاغ لتجار السمك الذين لا يترددون لحظة فى شرائها لتميز طعمها وجنى الكثير من المال حيث أنه8ا مطلب رئيسى فى قائمة طلبات(الزبائن) بمطاعم المأكولات البحرية أو أسواق السمك.

وفى هذا الشأن يقول دكتور محمد عبد العظيم (طبيب بيطرى)، بأن سمكة الأرنب تحتوى على عدد كبير من الغدد ذات السمية العالية، تحت الجلد مباشرة وبجانب الكبد وبأحشائها، وتتمركز السموم فى الكبد والأمعاء وأسفل الجلد والمناسل والخياشيم ولكنها لا توجد فى لحم السمكة ومن هذه النقطة جاءت مبررات تجار الأسماك لبيعها وشرائها بحجة أنهم يدركون جيدا طريقة سلخها وتنظيفها وتجنب مراكز الاصابة بالتسمم فيها، كما أن كبد هذه الأسماك هو الأكثر خطورة.

يعيش من نوع هذه السمكة 39 نوعا فى المياه المالحة و28 نوعا فى المياه العذبة وهى تحارب صيادى الأسماك حيث أنها تمزق شباك الصيد بأسنانها الحادة.

ويضيف أن أعراض التسمم تختلف من شخص لاخر على حسب الكمية التى قام بتناولها، وتبدأ هذه العراض بالرغبة فى النوم العميق الذى قد يصل الى أكثر من 6 ساعات متواصلين، وكذلك حدوث تنميل مفاجئ فى الوجه واللسان والشفتين، بالاضافة الى حالات الاسهال والقئ والدوخة والكحة، وقد يتطور الأمر فى الكثير من الحالات الى حد توقف الجهاز التنفسى والتسبب بالوفاة.

كما أن الأعراض الأكثر حدة تظهر على شكل الام عضلية ومشاكل نفسية، وهبوط فى ضغط الدم وشلل مفاجئ وتحدث الوفاة بعد مرور 6 الى 8 ساعات.

و أشار الى أنه اذا كانت نسبة التسمم مركزة فستؤدى الى غيبوبة سريعة ومن ثم الوفاة مباشرة دون الدخول فى أعراض أخرى.
و ألمح الى أن كل تلك الأعراض تظهر متأخرة بعد تناولها بثلاث ساعات كاملة ولم يكتشف العلم الحديث حتى الآن ترياق شاف من هذا السم لنجاة المصابين.


و ذكر حماده شعبان أحد أصحاب مطاعم ومحال الأسماك بمدينة فايد بالاسماعيلية، أن هناك اقبال شديد على شراء وطلب هذا النوع من الأسماك تحديدا، وهى المفضلة لدى الكثيرين، وتتواجد بكثرة فى البحرين الأبيض والأحمر وكذلك قناة السويس.

و أكد بعض أصحاب المطاعم أن قائمة الطعام بها تتقدمها وجبة سمك الأرنب لرغبة الرواد الشديدة فيها، مشددين على أنه ليس هناك أى خطر من تناولها ولا من مناطق السم فيها، اذ أنه يمكن التخلص من السموم الموجودة بها بشكل تام اا تم سلخها وتنظيفها بالشكل الصحيح والدقة اللازمة.

جدير بالذكر أن هناك مذكرات قامت على ايضاح حقيقة تصدير السمك المذكورة الى المدن العربية فى شكل (فيليه) لطمس معالمه التى تميز شكله، ويتم دخوله فى مكونات وجبة ( السى فوود) وتقحم فى كل أطباق شوربة السى فوود بالمطاعم كما تدخل جميع البيوت.