صورة تدمي القلوب.. عجوز تعيش في عراء البرد بعد جحود ابنها
"حملته وهنا ووضعته كرها" هى كلمات الذكر الحكيم الذى عبرت بعمق عن ألم انبثاق حياة من أخرى .. فمن منا لم يدرك بعد مدى قدسية وجود الأم في الحياة، من منا لم يعايش ألم مخاض آمرأة سواء كانت أخته أم زوجته أو أخرى وعاصر بعينيه مدى الوجع التى تعيشة المرأة في رحلتها للأمومة ..
ففي صورة تدمى
القلوب حزنا علي معنى التراحم الذى اندثر في دنيا المادة تلك التى نعيشها، تم رصد صورة
لعجوز بها من الوهن ما يجزع له القلوب، تنام بحزن علي فراش بالي أمام سلم أحدى العمارات
السكنية ، ليس هناك ما يسد البرد عنها سوى "جلباب خفيف" يستر جسدها ولا يستر
عجزها عن مقاومة شرور الزمان .
وتتجلي فداحة الأمر
في سبب وجود العجوز علي تلك الحالة وهى زوجة الأبن التى لم تتحمل أم زوجها وهى علي
مشارف الموت بسبب عدم قدرة الزوجة علي تحمل ضعفها "وقرفها" منها كما يقال
.. فيقوم الأبن العاق بطرد أمه من الشقة لمراضاة زوجته .
ولا يمكن إغفال نظرة الأم الوجلي من الدنيا .. وكيف لا تخاف وقد أنكسر سندها في الحياة تحت عجلة قسوة الأيام، ماذا تبقي لها سوى نظرة عطف من غريب ليس من دمها، ويبقي السؤال معلقا .."كيف تسن الدساتير عقوباتها علي السارقين والقتلي وتتغافل عن من قتل الرحمة في قلبه وسرق زهرة أيام من انجبته وتركها في تلك الحالة لا حول لها ولا قوة! ".