مستشفى بنجا بسوهاج.. من منارة طبية إلى خرابة صحية ومركز رعاية لـ"الدواب"
الجمعة 09/فبراير/2018 - 10:56 ص
سوهاج ... أيمن الجرادى
طباعة
صرخات حقيقة تعالت من أصوات أكثر من 25 ألف نسمة، يقطنون بقرية بنجا التابعة لمركز ومدينة طهطا، شمال محافظة سوهاج، بسبب الإهمال الشديد الذي لحق بالمستشفى التكاملي التي كانت منارة صحية بين القرى المحيطة بها، حيث يقصدها الجميع لما تتمتع به من إمكانات وأجهزة جيدة، ولكن سرعان ما التهمتها يد الفساد، وخاصة بعد تحويلها لوحدة طب الأسرة.
تتكون مستشفى بنجا التكاملي سابقًا، ووحدة طب الأسرة حاليًا من عدد 2 مبنى، الأول من 4 طوابق، الطابق الأول يشتمل على عيادة الأسنان، وباقي العيادات الخارجية، والصيدلية، وتنظيم الأسرة، وحجرة الإشاعة وحجرة المعمل، أما الدور الثاني حتى الرابع فهو مخزن لجميع رواكد وأجهزة الإدارة ككل.
وأما المبنى الثاني، فهو من طابقين، ويشتمل على سكن الطبيب، سكن التمريض، غرفة الرعاية، المطبخ، غرفة المواليد والوفيات، غرفة المراقب الصحي، غرفة الملفات، وقليلهم مفعل والباقي لا حياة لمن تنادي.
يعمل بالوحدة الصحية ما يقارب من 37 موظف، ليس بينهم إلا طبيبة واحدة تأتي 3 أيام فقط من وحدة نجع حمد، وباقي أيام الأسبوع الوحدة خارج الخدمة البيطرية إلا بعض الأعمال الإدارية مثل استخراج شهادات الميلاد والوفيات والتطعيمات.
كان يتردد المئات يوميًا على مستشفى بنجا التكاملي، قبل تحويله إلى وحدة طب أسرة، حيث أهالي قري نجع حمد، نجع الجيلاني، نجع عبد الخالق، نجع الجمل، بني حرب، الكوم الأصفر، عرب بخواج، وغيرهم يترددون عليها، ولكن لا ترى فيها إلا أصحاب القرية الراغبون في استخراج شهادات الوفاة أو التطعيم للأطفال حديثي الولادة.
"الفئران تغزو المستشفى"..
يقول أسامة كمال، معلم بالأزهر الشريف، وأحد أبناء قرية بنجا، أنه تم تفريغ مبنى مستشفى بنجا التكاملي بعد تحويلها لوحدة طب أسرة، من الأدوات والأجهزة الصحية، وتم نقلها إلى مستشفى طهطا المركزي، وبعض المستشفيات الأخرى، إلا قليل من الأجهزة مثل جهاز السونار والذي لا يعمل عليه أحد لعدم الدراية به.
وأضاف كمال، أنه نتيجة الإهمال الذي لحق بالمستشفى في كافة الجوانب، انتشرت الفئران بمعظم أرجاء المباني للمستشفى لعدم الصعود والنزول، وقلة التوافد إليها من أهالي القرية والقرى والنجوع المجاور، بعد فقدانها رونقها والكثير من الخدمات التى كانت تقدمها للمواطنين.
"حياة الأهالي في خطر"..
أما أحمد نصار، أحد أبناء القرية، وموظف، يقول في حالة لدغ أي مواطن بعقرب، أو مرضه مرض شديد واحتياجه لطبيب، نسرع في منتصف الليل، سواء كان الجو البارد أو حار، إلى مستشفى طهطا المركزي الذي يبعد كيلومترات، للتداوي، وقد لا نجد وسائل مواصلات خاصة ليلًا، وذلك يعرض حياة الأهالي للخطر.
"المستشفيات.. مركز رعاية لـ"الدواب"..
يقول حسين عقل، أحد الموظفين القاطنين بالقرية، أن إمكانات المستشفى قليلة، والعمل يتم من الصباح وحتى الثانية ظهرًا، لمدة 3 أيام فقط، ولا يوجد بها طبيب مقيم يخفف عن كاهل المرضى، ويوجد جهاز أشعة لا يتم استخدامه بسبب عدم وجود فني له، وموجود بغرفة مغلقة عليه، مؤكدًا أن المستشفى مهملة وترعى بها الدواب في بعض الأحيان.
ويشتكي بعض الأهالي والموظفين، من عدم وجود طبيب مقيم، ويعلل مدير الإدارة ذلك بالعجز الشديد في عدد الأطباء، وذلك يناشد الأهالي بتوفير طبيب مقيم، رحمة بهم وبأبنائهم الذين يتعرضون للمخاطر ولا يجدون من ينقلهم ليلا إلى المستشفى المركزي بطهطا، وإرجاعها إلى ما كانت عليه مستشفى تكاملي تخدم عشرات الآلاف من المواطنين بالقرية والقرى المجاورة.