فيديو| دور السينما "خرابات مغلقة" بسوهاج

الأحد 11/فبراير/2018 - 02:05 م

سوهاج ... أيمن الجرادى

مأساة واقعية تعيشها محافظة سوهاج، بسبب انعدام وجود دور فعال للسينما بها، وخاصة بعد عام 2010، والتي كان فيها أخر عرض لفيلم سينمائي، تحت اسم "صرخة نملة"، وذلك بدار الأوبرا في ميدان الثقافة سوهاج.

"6 سينمات بسوهاج"..

أنشئ منذ فترة بعيدة في محافظة سوهاج، وبالتحديد في الخمسينات من القرن الماضي، 6 دور للسينما تقريبا على مستوى أرجاء المحافظة، كان أولها سينما "النصر" وهي أهلية، وكانت بشارع الورشة بمدينة سوهاج، وتم إغلاقها في نهاية الستينات بسبب خلافات مع الشركاء لتتحول إلى برج سكني.

أنشئ بعد ذلك سينما أخرى "الحرية" بمدينة سوهاج، ولكنها أُغلقت في منتصف التسعينات بسبب تراجع أعداد المترددين عليها، فضلًا عن أن المصروفات فاقت الإيرادات، مما اضطر أصحابها إلى إغلاقها وتحويلها إلى مخزن للمشروبات الغازية.

وتم إنشاء سينما "الثقافة" بشكل تجاري داخل قصر ثقافة سوهاج، وتوقفت عن العمل في التسعينات، أما سينما "شريف" التي تقع في مدينة جرجا، جنوب المحافظة، فقد تم إغلاقها في الثمانينات وتحويلها إلى برج سكنى من قبل أصحابها لأنها تقع في منطقة تبلغ قيمة متر الأرض فيها مبالغ مرتفعة.

كما أغلقت سينما "أوبرا" في ميدان الثقافة وقلب سوهاج، في عام 2010، بسبب انخفاض أعداد الزوار بشكل كبير، لتصدر المحافظة قرارًا بتحويلها إلى مول تجارى وترفيهي، لأن ملكيتها تتبع مجلس مدينة سوهاج.

وفي مركز ومدينة طهطا، كان يوجد دور عرض للسينما في شارع المركز، ولكن تم إغلاقها منذ فترة كبيرة، وتم شغل مكان الأرض التي كانت فيها.

"شباب سوهاج: نحتاج سينما"..

قال أمجد محروس، طالب جامعي، وأحد أبناء محافظة سوهاج، "ما ذنب الشباب الراغبين في قضاء وقت فراغهم بطريقة حسنة في عدم وجود سينما في محافظة بأكملها؟"

وأضاف محروس، أن محافظة سوهاج بحاجة ماسة إلى دور عرض ومسرح، لاستيعاب طاقة الشباب للترفيه، والابتعاد بهم عن الأفكار المنبوذة والمتطرفة، موضحًا أن المحافظة كان بها 5 دور لعرض الأفلام، وكانت جميعها ممتلئة بالشباب المثقف الواعي، ويتم عرض الأفلام الهادفة التي يمكن الاستفادة منها، فضلًا عن أنها كانت جاذبة للأسر، خاصة في المناسبات، كالأعياد، ونهايات الأسبوع، وعندما اتجهت السينما إلى عرض الأفلام التجارية، والهابطة التي تحتوي على مشاهد غير لائقة، بما لا يتناسب مع عادات وتقاليد أهل الصعيد، عزف معظم الأسر عن الذهاب لدور السينما، حتى إن كثيرًا من الأسر راقبوا أبناءهم وبناتهم وتم منعهم من الذهاب للسينما بسبب تلك الأفلام الهابطة التي تغير سلوكهم إلى الأسوء.

"سينما تبث الأفكار الهادفة"..

أما محمد زقالي، أحد أبناء محافظة سوهاج، يطالب بضرورة تدخل الجهات الحكومية لتبني فكرة إنشاء دور عرض سينمائي مرة أخرى داخل المحافظة، تهتم بعرض الأفلام الهادفة لتوعية الشباب بخطورة المرحلة التي تمر بها البلاد، بديلًا من تركهم يجلسون على المقاهي، ويكونون عرضة للفكر المتطرف، خاصة مع وجود أعداد كبير من العاطلين عن العمل ولا يجدون أية فرصة عمل، ولا يعرفون كيف يقضون أوقات فراغهم.

"الانترنت والفضائيات سبب تراجع السينما"..

علل أحد العاملين بقصور الثقافة في سوهاج، أن الفضائيات والإنترنت، أحد الأسباب الرئيسية التي قضت على تلك الصناعة المهمة، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا من الشباب يسألونه عن الأسباب التي أدت إلى عدم وجود سينما في المحافظة، وأن غالبية الشباب يبحثون عنها، خاصة مع وجود جامعة بها آلاف الطلاب منهم من أبناء المحافظة وخارجها، والغالبية منهم يرغب في نهاية الأسبوع الذهاب للسينما، كما أن الأسر تحتاج لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في السينما.

"سرقة جهاز عرض سينما "أوبرا" في سوهاج"..

توقفت سينما الثقافة "أوبرا" بسوهاج، عن العمل في بداية عام 2010، وتم سرقة جهاز العرض منها في أحداث ثورة 25 يناير، ولم يتم تزويدها بجهاز عرض بديل من قبل وزارة الثقافة حتى الآن.

"إقامة مركز تجاري على أرض سينما أوبرا"..
سبق وأعلن محافظ سوهاج الحالي، الدكتور أيمن عبد المنعم، عن مشروع إنشاء مركز تجاري وترفيهي، على المساحة المقامة عليها سينما "أوبرا"، بميدان الثقافة بارتفاع سبعة طوابق تتم زيادتها إلى 11 طابقًا، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 196 مليون جنيه، حيث سيشمل المركز على مكاتب إدارية ومطاعم وكافيهات وعيادات طبية وقاعتي سينما، إحداهما على مساحة 270 مترًا مربعًا، والأخرى على مساحة 540 مترًا، كما سيشمل على "جراج للسيارات"، بالدور الأرضي يتسع لـ90 سيارة، وصالة متعددة الأغراض لعقد الاجتماعات.