فاجنر.. بين عبقرية "الخلاص" ومرض "نيتشه" الخاص
الخميس 15/فبراير/2018 - 06:21 ص
لمياء يسري
طباعة
مؤلف موسيقى.. كاتب أوبرا.. هذه هي الألقاب التي سوف تجدها عند البحث عن اسم الفنان الألماني ريتشارد فاغنر، لكن هذه الأسماء والألقاب تخفي وراءها الكثير والكثير من التفاصيل التي ربما لا يعلمها الكثيرون عن الراحل الكبير، المولود في لايبزغ 1813، ورحل عن دنيانا البندقية، إيطاليا سنة 1883، وهو الابن الأصغر لتسع أولاد، علّم نفسه الموسيقى والعزف على البيانو، وكان يفضل كتابات شكسبير وغوته، وشيللر.
اشتغل فاجنر بعد ترك الدراسة في الجامعة، كمدرب للموسيقى في مدينة Würzburg الألمانية، كما ألف هناك أول أوبرا خاصة به، والتي كانت بعنوان الجنيات ( the Fairies)، وفي عام 1839، ترك ألمانيا هربًا من دائنيه، وقرر الذهاب إلى باريس، من أجل البحث عن رغد العيش والتأليف بالإضافة إلى تحقيق شهرة واسعة بين الفرنسيين، لكن الأمور لم تسر على ما يرام في الثلاث سنوات الأولى له هناك، حيث عاش في فقر شديد، إذ لم يستطع الخروج عن دائرة التأليف الأوبرالي والعيش وسط موسيقيو الشوارع في باريس، فاستعان على ضيق العيش، بالكتابة للصحافة، وتأليف الموسيقى التجارية.
وفي عام 1841م قام فاجنر بتأليف أول أوبرا قدمها إلى الجمهور، وكانت بعنوان "الهولندي الطائر، أما عن طبيعة موسيقى فاجنر، فقد كانت مثل الهروب من مآسيه، فحياة فاجنر كانت عبارة عن سلسلة من الفشل والعثرات الدائمة، على المستوى الاجتماعي والعاطفي، ومشاركاته في الثورات الفاشلة، كان يهرب من كل هذا الفشل إلى الموسيقى.
وقبل الاستغراق في الحديث عن فاجنر كفنان يجب أولًا أن نلقى نظرة على جانب مختلف من حياة هذا الفنان وعلاقته بأحد التلاميذ اللذين انقلبوا عليه أساتذتهم، ونقصد هنا "نيتشه" التلميذ الذي انقلب على أستاذه وخرج من عبائته، إلى الحد الذي جعله يؤلف كتابًا بعنوان "قضية فاجنر.. نيتشه ضد فاجنر" ينتقده فيه رغم مديحه السابق له، وغالى في كتابه من شأن الموسيقيِّ بيزيه، أمام فاجنر، موضحًا كم الثراء الذي تحدثه فيه موسيقاه، مقارنة بموسيقى فاجنر التي وصفها بالعنيفة، والمفتعلة والساذجة في بعض الأحيان، ولم يتوقف عداء نيتشه لفاجنر عند هذا الحد بل تخطاه حين وصف أستاذه بـ"المرض الخاص".
ويصف نيتشه جوهر أوبرا فاجنر على إنها "أوبرا الخلاص"، لأن فاجنر لم يفكر بعمق في مسألة ما كما فعل في الخلاص، ودائمًا لديه شخص يحتاج إلى الخلاص، ففي أوبرا tannheuser البراءة فيها تفضل تخليص المخطئ صاحب المنزلة المرموقة، أو نساء متزوجات لا يرين مانعًا من أن يأتيهن الخلاص على يد أحد الفرسان، مثل أوبرا tristan and isolda، ويقول نيتشه عن أوبرا Siegfried أنها كانت أوبرا الخلاص لفاجنر نفسه، الذي كان يتسآل فيها عن الخلاص من آلام العالم، وأجاب بأن هذا لن يحدث إلا إذا تخلصنا من الأعراف القديمة ، ويضيف نيتشه أن غاية العمل الأساسية كانت تحرير المرأة.
لكنه يعود بعد ذلك ليقول أنه " كارثة كبرى على الموسيقى" ذلك لأنه نجح في استثارة الأعصاب لدى كل من يستمع إلى موسيقاه، فكان نجاحه باهر في هذه المسألة، بدرجة حولت كل الموسيقيين الطموحين حول العالم إلى" تلاميذ لصناعته السحرية".
اشتغل فاجنر بعد ترك الدراسة في الجامعة، كمدرب للموسيقى في مدينة Würzburg الألمانية، كما ألف هناك أول أوبرا خاصة به، والتي كانت بعنوان الجنيات ( the Fairies)، وفي عام 1839، ترك ألمانيا هربًا من دائنيه، وقرر الذهاب إلى باريس، من أجل البحث عن رغد العيش والتأليف بالإضافة إلى تحقيق شهرة واسعة بين الفرنسيين، لكن الأمور لم تسر على ما يرام في الثلاث سنوات الأولى له هناك، حيث عاش في فقر شديد، إذ لم يستطع الخروج عن دائرة التأليف الأوبرالي والعيش وسط موسيقيو الشوارع في باريس، فاستعان على ضيق العيش، بالكتابة للصحافة، وتأليف الموسيقى التجارية.
وفي عام 1841م قام فاجنر بتأليف أول أوبرا قدمها إلى الجمهور، وكانت بعنوان "الهولندي الطائر، أما عن طبيعة موسيقى فاجنر، فقد كانت مثل الهروب من مآسيه، فحياة فاجنر كانت عبارة عن سلسلة من الفشل والعثرات الدائمة، على المستوى الاجتماعي والعاطفي، ومشاركاته في الثورات الفاشلة، كان يهرب من كل هذا الفشل إلى الموسيقى.
وقبل الاستغراق في الحديث عن فاجنر كفنان يجب أولًا أن نلقى نظرة على جانب مختلف من حياة هذا الفنان وعلاقته بأحد التلاميذ اللذين انقلبوا عليه أساتذتهم، ونقصد هنا "نيتشه" التلميذ الذي انقلب على أستاذه وخرج من عبائته، إلى الحد الذي جعله يؤلف كتابًا بعنوان "قضية فاجنر.. نيتشه ضد فاجنر" ينتقده فيه رغم مديحه السابق له، وغالى في كتابه من شأن الموسيقيِّ بيزيه، أمام فاجنر، موضحًا كم الثراء الذي تحدثه فيه موسيقاه، مقارنة بموسيقى فاجنر التي وصفها بالعنيفة، والمفتعلة والساذجة في بعض الأحيان، ولم يتوقف عداء نيتشه لفاجنر عند هذا الحد بل تخطاه حين وصف أستاذه بـ"المرض الخاص".
ويصف نيتشه جوهر أوبرا فاجنر على إنها "أوبرا الخلاص"، لأن فاجنر لم يفكر بعمق في مسألة ما كما فعل في الخلاص، ودائمًا لديه شخص يحتاج إلى الخلاص، ففي أوبرا tannheuser البراءة فيها تفضل تخليص المخطئ صاحب المنزلة المرموقة، أو نساء متزوجات لا يرين مانعًا من أن يأتيهن الخلاص على يد أحد الفرسان، مثل أوبرا tristan and isolda، ويقول نيتشه عن أوبرا Siegfried أنها كانت أوبرا الخلاص لفاجنر نفسه، الذي كان يتسآل فيها عن الخلاص من آلام العالم، وأجاب بأن هذا لن يحدث إلا إذا تخلصنا من الأعراف القديمة ، ويضيف نيتشه أن غاية العمل الأساسية كانت تحرير المرأة.
لكنه يعود بعد ذلك ليقول أنه " كارثة كبرى على الموسيقى" ذلك لأنه نجح في استثارة الأعصاب لدى كل من يستمع إلى موسيقاه، فكان نجاحه باهر في هذه المسألة، بدرجة حولت كل الموسيقيين الطموحين حول العالم إلى" تلاميذ لصناعته السحرية".
ويضيف نيتشه أنه كان موسيقي منحط..
لكن متى تتحول الموسيقى إلى عمل منحط ؟ يجيبنا نيتشه، عندما يكون العمل خالي من " الحياة"، بالإضافة إلى كل ذلك، كان فاجنر معادي لليهود وموسيقاهم، قال دكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه " من هم اليهود "، ( كان فاجنر ممن أتجهوا إلى هذا الاتجاه، فكان ينسب إلى الموسيقيين اليهود بعض السمات والخصائص الفنية السلبية، و في مقاله اليهود في الموسيقي عام 1850، هاجم فاجنر بكل شدة فليكس ميندلسون وغيره من الموسيقيين اليهود، ومما يذكر أن أعمال فاجنر ممنوعة في إسرائيل)، هذا بالإضافة إلى أن هتلر كان محبًا جدا لأعمال فاجنر، وكان دائم الاستماع لها، مما أصل هذا العداء، و أدى إلى زيادة كره اليهود لفاجنر وموسيقاه.