بدأت القصة عندما اتصلت بي أرملة وحكت لي أنها ورثت من زوجها قطعة أرض مساحتها 5 أفدنة في الإسماعيلية، وإنها ليس لديها وقت لرعاية المزرعة أو خلفية زراعية، فعرض عليها أحد المتخصصين الزراعيين زراعة أشجار أخشاب، وقد قامت بزراعة الباولونيا.
وبعد مرور 6 سنوات من الزراعة، جاء تاجر لشراء الأخشاب من هذه المزرعة.
وكانت المفاجأة حيث كان سعر الخشب يفوق ثمن الأرض برغم أن أراضي الإسماعيلية من أغلى الأراضي، ويصل طول هذه الشجرة في أول عام إلى 4-5 متر، وفي العام الثاني قد تصل إلى 20 متر.
وقال المهندس ياسر طاهر، الخبير الزراعي : يعتبر خشب شجرة الباولونيا من أجود أنواع الخشب في العالم، حيث يزيد سعر المتر منه عن 4000 جنيه مصري، ويتميز بصلابته ووزنه الخفيف ومقاومته للحريق والحشرات وخصوصاً النمل الأبيض، ويعتبر الحل الأمثل لصنع الأبواب والشبابيك والأثاث بصفة عامة لأنه مقاوم للثني والرطوبة، فشجرة الباولونيا تنمو في المناطق الفقيرة، وتتحمل دراجات الحرارة المختلفة والظروف البيئية الصعبة .
ويرجع أصل الباولونيا إلى الصين، وقد استعملت لآلاف السنين في جميع مجالات الحياة الصينية.
وقبل مئات السنين وصلت إلى اليابان وسميت kiri ، ونتيجة للطلب المتزايد على الخشب عالمياً واتساع ونمو الاقتصاد العالمي، وجد العلماء الأمريكيون والاستراليون بشجرة الباولونيا البديل الناجح والخشب الأفضل للاستثمار والزراعة، بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وازدياد خطر الاحتباس الحراري، واهتمام العالم بالحفاظ على الغابات لضمان انبعاث الأكسجين، فأصبحت الباولونيا البديل الأفضل لخشب الغابات المحمي.
وتعد الباولونيا أسرع نمو شجرة في العالم، حيث تصل سرعة نموها إلى المتر كل شهر في السنة الأولى، ففي السنة الخامسة أو السادسة يصل طولها إلى أكثر من 20 متر، وتكون صالحة للقطع والتسويق والصناعة، كما أن جذر الشجرة مرن وقوي ويتعمق في الأرض حتى 20 متر باحثاً عن المياه الجوفية والرطوبة.
وشجرة الباولونيا مناسبة جداً لإقليم البحر المتوسط والمناخ الصحراوي حيث تعيش في درجة حرارة من ناقص عشرة إلى زائد 45 درجة وأحيانا أكثر، وتفضل سقايتها بمياه الصرف الصحي المكررة لأنها لا تعطي ثمراً للأكل مما لا يشكل خطر على الصحة العامة.
ودرجة حموضة التربة المطلوبة هى 5-8 ph ، كما أنها تعاود النمو مجدداً من ذات الجذع بعد قطعها كل 5 إلى 6 سنوات.