"حافية القدمين".. صورة تجسد آلام سوريا في سيدة تتشح بالسواد
الإثنين 19/فبراير/2018 - 08:49 م
سارة منصور
طباعة
قتلى في الطرقات وصراخ لم يهدأ لحظة منذ 6 أعوام.. فبعدما كان الوطن دافئًا والأحلام تتدلى من فوق الأغصان، ضاع الوطن وجف معه كل شيء.
"لك الله يا سوريا" هي كلمات لا نملك أكثر منها في الأراضي العربية، نرسل المساعدات تارة ونفتح أبوابنا للاجئين تارة أخرى، ولكن من يوقف نزيف الدماء؟ هو سؤال يعلم إجابته الله وحده.. وحتى تلك الساعة لم نرَ أى بادرة للرد عليه من قريب أو غريب.
ولعل سوريا أصبحت الآن أرض الصراعات بين أطراف ليس لها دخل بالقضية سوى ضرب أطراف أخرى دست أنفها واستغلت التوتر هناك، مثل روسيا التي لا تريد أن تنفرد أمريكا بالموقف هناك، وإيران التي تهدف لتهذيب إسرائيل.. ومن يدفع الثمن هو الشعب السوري الذي قال يومًا لا لحاكمه.. فقط "لا" كان ثمنها غاليًا كما يبين الموقف.
وفي صورة تدمي القلوب، ترصد صورة لسيدة سورية تتشح بالسواد وهي تجرى باكية وعلى وجهها دماء بعد ضرب منزلها بقرية حزانفو بريف أدلب بسوريا بعد القصف الروسي الأخير، الذي أطاح بأحلامها وآمالها وما كان لها في الحياة من رفيق.
أطلق عليها رواد الفيس بوك "حافية القدمين"، على اسم قصيدة نزار قبانى الشهيرة، ولكن اللقب هنا لم يكن للتغزل في مفاتنها، بل لوصف حالها بعد أن عانت العري على يد خلافات لم تتدخل فيها هي ولم تتوقعها قط في وطنها الحبيب.
ولعلها ليست الصورة الأولى ولا الأخيرة التي تدمي القلوب على سوريا، فالعالم لم ينسَ بعد جثة الطفل أيلان الكردي وهو مفارق للحياة على البحر موليًّا ظهره للمصور والعالم بأسره الذي لم يرحم ضعفه.. فكم عدد الصور التي ستملأ ألبوم آلام سوريا ليكتفي العالم وتتوقف الحرب هناك.. وإلى أي برّ ترسو سفينة السلام في الأيام القادمة.