مترجم "داعش" يروي رحلة الانتماء إلى التنظيم.. وصولاً إلى السجن
السبت 09/يوليو/2016 - 11:49 ص
كان جان محمود يحي ، أحد المترجمين الرسميين لدى تنظيم داعش الإرهابي في الرقة، يترجم الخطابات قبل عمليات الإعدام التي يقوم بها التنظيم في ساحة النعيم المركزية بالمدينة التي يسيطر عليها منذ أعوام.
وتحدث يحي عن تجربته مع التنظيم، في مقابلة نشرتها صحيفة "إندبندنت" البريطانية، والتي قالت إنها سجلت أثناء وجود يحي في سجن المزة العسكري نواحي دمشق، وكيف سافر من بلاده قرغيزستان إلى سوريا، مروراً بتركيا، من خلال نظام معقد وعمليات تكتيكية فائقة من قبل المجندين.
وقال يحي: "الكثير من الناس شهدوا هذه الإعدامات، وفي أحد الأيام كنت بالقرب من الساحة، عندما رأيت تجمعاً غفيراً بالوسط، وسألت بعضهم: ما الذي يحدث؟ فقالوا إن هناك عملية إعدام".
وتابع: "كان هناك 7 رجال راكعين استعداداً لإعدامهم، للاشتباه بأنهم جواسيس، وأنهم قاموا بزرع قنابل في المدينة، وكان هناك رجل وراء كل سجين - سبعة جلادين لسبعة رجال- وتمت عملية الإعدام بإطلاق النار على الرأس من الخلف، بعد أن قرأ المفتي الخطاب".
وفي حين يؤكد يحي أنه لم يقتل أي شخص، فإنه يعترف بأنه إنه كان في الواقع "واحداً منهم"، وكان غارقاً بالأفكار المتطرفة. مضيفاً: "ذهبت إلى مصر لدراسة الشريعة في جامعة الأزهر، وبقيت هناك عاماً ونصف العام، عندما أصدر أحد الشيوخ "فتوى الجهاد" في سوريا، وقال إن على كل مسلم أن يذهب إلى هناك للمشاركة بالقتال. وقام الشيخ بإعطاء سجلات للطلاب وأشرطة تحتوي عمليات تعذيب وقتل للجيش السوري، وقدم للجميع 100 دولار هدية".
قرر يحي الذهاب لسوريا "لتلبية دعوة الجهاد"، وكان طالب آخر قد ساعده على السفر إلى تركيا، حيث اشترى له تذكرة سفر إلى مطار أتاتورك، وأوصى رجلاً هناك يدعى أبو محمد التركي باستقباله، وكان التركي مسؤولاً عن نقل "الجهاديين" إلى سوريا. وفي رحلة استمرت 13 ساعة، نقل يحي إلى الحدود مع سوريا، حيث وجد مئات الشباب أمثاله.
وتابع يحي قصته: "بقيت ليلتين في منزل كبير على الحدود، ثم تم نقلي إلى طريق للتهريب، رأيت فيه المئات من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 يتلقون المساعدة على عبور الحدود. وكان يتم تقسيم الناس حسب وجوههم، فمن لديهم ملامح عربية يمرون في اتجاه، ومن لديهم ملامح أجنبية مثلي، يأخذونهم إلى طريق تهريب آخر".
وأضاف: "تم اقتيادي إلى منزل هناك معروف بـ "بيت الضيافة" لرجل يدعى سيف الله الشيشاني، وكانت هناك مخيمات اللاجئين في المنطقة المجاورة مع أعلام للأمم المتحدة. وكانت النساء يرتدين النقاب. هناك الكثير من المنازل لضيوف المقاتلين".
وتابع يحيى: "في بيت الشيشاني، التقيت رجلاً من قرغيزستان يسمي نفسه أبو حنيفة كان يدرس الشريعة في المملكة العربية السعودية، وسألته لأي مجموعة ستنضم؟ جبهة النصرة أم داعش؟، فأجاب: بالطبع داعش فهم الأقوى. وكان أبو حنيفة مثل المفتي في المنزل. ووقتها أعلنت انتمائي لتنظيم داعش".
انضم يحي لمجموعة من 30 مقاتلاً من الشيشان وقيرغيزستان، وقال: "لاحظت أن هناك منازل منفصلة لمختلف الجماعات المجندة، منزل للألمان، ومنزل للبريطانيين، ومنزل البلجيكيين، وآخر للفرنسيين".
وقال يحي إنه "كان هناك قتال شرس في سوريا في عام 2013 بين داعش والجيش السوري الحر، فحاول داعش الانسحاب من ريف حلب ولكن كان محاصراً من جميع الاتجاهات، وحينها أصدر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عبر الإنترنت، قراراً بنقل جميع النساء والأطفال من أسر التنظيم إلى الرقة، دوناً عن الشباب ليقاتلوا في أرض المعركة. وأنا كمترجم، انتقلت مع الأسر وبقيت في فندق أوديسا في الرقة".
قضى يحيعدة أيام في الرقة، يترجم للدواعش الذين يشهدون بانتظام عمليات الإعدام في ساحة نعيم في المدينة. ولكن بعد عدة أشهر هناك، تحولت ملحمة يحي "الجهادية" إلى مهزلة.
فذات يوم تعطلت السيارة التي كان يقودها وعندما ذهب بها لورشة لإصلاح السيارات، التقى رجلاً سورياً هناك سأله ما إذا كان يريد أن يتزوج، يقول يحي: "لم أكن أعرف من أين جاء هذا الرجل لكنه قال لي: غداً الساعة السابعة سألتقيك حتى تزور بيت الفتاة وتطلبها".
وفي اليوم التالي ذهب يحي مع الرجل إلى المنزل الواقع بالقرب من قاعدة الطبقة الجوية في منطقة تقع تحت السيطرة النظام.
وهنا كانت نهاية رحلة يحي، لدى وصوله إلى المنزل، قدم إليه الشاي والعصير الذي كان يحوي مخدرات، فسقط مغشياً عليه. وعندما استيقظ بعد خمس ساعات، قال إنه وجد خمسة جنود من قوات النظام يقفون حوله، واثنين من أصدقائه، "فأخذونا إلى الطبقة ثم إلى سجن المزة في دمشق، واعترفنا بكل شيء لأننا كنا نرتدي ملابس المقاتلين".
وبعد عامين وشهرين في أحد السجون السورية، قال يحي ما يقوله جميع السجناء دائماً تقريباً، فبعد اعتقاله، قال إنه تلقى معاملة جيدة من خاطفيه ولم يتعرض للتعذيب. ويأمل، كما يقول، بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيمنح العفو للسجناء وأنه يستطيع العودة إلى دياره لعائلته، وأضاف يحي: "لكن الآن أنا معروف في قرغيزستان بأنني إرهابي، وأنا قلق من أن تعتقل الشرطة عائلتي".
وحول عائلته أشار يحي إلى أنه "قبل أن أغادر قيرغيزستان، أبلغني قريبي أنه إذا أردت أن أكون مدرساً للشريعة، فيجب أن أدرس في مصر، فطلبت ذلك من والدي، الذي وافق على الفور وساعدني على السفر إلى هناك. وعندما اتصلت به لأول مرة فور انتقالي إلى سوريا، كان هذا قبل ثلاثة أشهر من القبض علي، طلبت منه ألا يغضب. لكنه قال لي: لقد خدعوك ليس هناك شيء اسمه جهاد، وطلب مني العودة، وقال إنه كان يخشى أن يلقى القبض عليه من قبل الشرطة.
وتقول الصحيفة إن وادي فرغانة التي تقع فيها بلدة أوش المنحدر منها يحي، كانت منذ سنوات موطناً للمتطرفين، حتى في ظل الحكم السوفيتي، ويستغل داعش الوضع في بناء وتأسيس كوادر عاملة له هناك. ومن غير المرجح أن تطالب الحكومة القرغيزية بالإفراج.
وتحدث يحي عن تجربته مع التنظيم، في مقابلة نشرتها صحيفة "إندبندنت" البريطانية، والتي قالت إنها سجلت أثناء وجود يحي في سجن المزة العسكري نواحي دمشق، وكيف سافر من بلاده قرغيزستان إلى سوريا، مروراً بتركيا، من خلال نظام معقد وعمليات تكتيكية فائقة من قبل المجندين.
وقال يحي: "الكثير من الناس شهدوا هذه الإعدامات، وفي أحد الأيام كنت بالقرب من الساحة، عندما رأيت تجمعاً غفيراً بالوسط، وسألت بعضهم: ما الذي يحدث؟ فقالوا إن هناك عملية إعدام".
وتابع: "كان هناك 7 رجال راكعين استعداداً لإعدامهم، للاشتباه بأنهم جواسيس، وأنهم قاموا بزرع قنابل في المدينة، وكان هناك رجل وراء كل سجين - سبعة جلادين لسبعة رجال- وتمت عملية الإعدام بإطلاق النار على الرأس من الخلف، بعد أن قرأ المفتي الخطاب".
وفي حين يؤكد يحي أنه لم يقتل أي شخص، فإنه يعترف بأنه إنه كان في الواقع "واحداً منهم"، وكان غارقاً بالأفكار المتطرفة. مضيفاً: "ذهبت إلى مصر لدراسة الشريعة في جامعة الأزهر، وبقيت هناك عاماً ونصف العام، عندما أصدر أحد الشيوخ "فتوى الجهاد" في سوريا، وقال إن على كل مسلم أن يذهب إلى هناك للمشاركة بالقتال. وقام الشيخ بإعطاء سجلات للطلاب وأشرطة تحتوي عمليات تعذيب وقتل للجيش السوري، وقدم للجميع 100 دولار هدية".
قرر يحي الذهاب لسوريا "لتلبية دعوة الجهاد"، وكان طالب آخر قد ساعده على السفر إلى تركيا، حيث اشترى له تذكرة سفر إلى مطار أتاتورك، وأوصى رجلاً هناك يدعى أبو محمد التركي باستقباله، وكان التركي مسؤولاً عن نقل "الجهاديين" إلى سوريا. وفي رحلة استمرت 13 ساعة، نقل يحي إلى الحدود مع سوريا، حيث وجد مئات الشباب أمثاله.
وتابع يحي قصته: "بقيت ليلتين في منزل كبير على الحدود، ثم تم نقلي إلى طريق للتهريب، رأيت فيه المئات من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 يتلقون المساعدة على عبور الحدود. وكان يتم تقسيم الناس حسب وجوههم، فمن لديهم ملامح عربية يمرون في اتجاه، ومن لديهم ملامح أجنبية مثلي، يأخذونهم إلى طريق تهريب آخر".
وأضاف: "تم اقتيادي إلى منزل هناك معروف بـ "بيت الضيافة" لرجل يدعى سيف الله الشيشاني، وكانت هناك مخيمات اللاجئين في المنطقة المجاورة مع أعلام للأمم المتحدة. وكانت النساء يرتدين النقاب. هناك الكثير من المنازل لضيوف المقاتلين".
وتابع يحيى: "في بيت الشيشاني، التقيت رجلاً من قرغيزستان يسمي نفسه أبو حنيفة كان يدرس الشريعة في المملكة العربية السعودية، وسألته لأي مجموعة ستنضم؟ جبهة النصرة أم داعش؟، فأجاب: بالطبع داعش فهم الأقوى. وكان أبو حنيفة مثل المفتي في المنزل. ووقتها أعلنت انتمائي لتنظيم داعش".
انضم يحي لمجموعة من 30 مقاتلاً من الشيشان وقيرغيزستان، وقال: "لاحظت أن هناك منازل منفصلة لمختلف الجماعات المجندة، منزل للألمان، ومنزل للبريطانيين، ومنزل البلجيكيين، وآخر للفرنسيين".
وقال يحي إنه "كان هناك قتال شرس في سوريا في عام 2013 بين داعش والجيش السوري الحر، فحاول داعش الانسحاب من ريف حلب ولكن كان محاصراً من جميع الاتجاهات، وحينها أصدر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عبر الإنترنت، قراراً بنقل جميع النساء والأطفال من أسر التنظيم إلى الرقة، دوناً عن الشباب ليقاتلوا في أرض المعركة. وأنا كمترجم، انتقلت مع الأسر وبقيت في فندق أوديسا في الرقة".
قضى يحيعدة أيام في الرقة، يترجم للدواعش الذين يشهدون بانتظام عمليات الإعدام في ساحة نعيم في المدينة. ولكن بعد عدة أشهر هناك، تحولت ملحمة يحي "الجهادية" إلى مهزلة.
فذات يوم تعطلت السيارة التي كان يقودها وعندما ذهب بها لورشة لإصلاح السيارات، التقى رجلاً سورياً هناك سأله ما إذا كان يريد أن يتزوج، يقول يحي: "لم أكن أعرف من أين جاء هذا الرجل لكنه قال لي: غداً الساعة السابعة سألتقيك حتى تزور بيت الفتاة وتطلبها".
وفي اليوم التالي ذهب يحي مع الرجل إلى المنزل الواقع بالقرب من قاعدة الطبقة الجوية في منطقة تقع تحت السيطرة النظام.
وهنا كانت نهاية رحلة يحي، لدى وصوله إلى المنزل، قدم إليه الشاي والعصير الذي كان يحوي مخدرات، فسقط مغشياً عليه. وعندما استيقظ بعد خمس ساعات، قال إنه وجد خمسة جنود من قوات النظام يقفون حوله، واثنين من أصدقائه، "فأخذونا إلى الطبقة ثم إلى سجن المزة في دمشق، واعترفنا بكل شيء لأننا كنا نرتدي ملابس المقاتلين".
وبعد عامين وشهرين في أحد السجون السورية، قال يحي ما يقوله جميع السجناء دائماً تقريباً، فبعد اعتقاله، قال إنه تلقى معاملة جيدة من خاطفيه ولم يتعرض للتعذيب. ويأمل، كما يقول، بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيمنح العفو للسجناء وأنه يستطيع العودة إلى دياره لعائلته، وأضاف يحي: "لكن الآن أنا معروف في قرغيزستان بأنني إرهابي، وأنا قلق من أن تعتقل الشرطة عائلتي".
وحول عائلته أشار يحي إلى أنه "قبل أن أغادر قيرغيزستان، أبلغني قريبي أنه إذا أردت أن أكون مدرساً للشريعة، فيجب أن أدرس في مصر، فطلبت ذلك من والدي، الذي وافق على الفور وساعدني على السفر إلى هناك. وعندما اتصلت به لأول مرة فور انتقالي إلى سوريا، كان هذا قبل ثلاثة أشهر من القبض علي، طلبت منه ألا يغضب. لكنه قال لي: لقد خدعوك ليس هناك شيء اسمه جهاد، وطلب مني العودة، وقال إنه كان يخشى أن يلقى القبض عليه من قبل الشرطة.
وتقول الصحيفة إن وادي فرغانة التي تقع فيها بلدة أوش المنحدر منها يحي، كانت منذ سنوات موطناً للمتطرفين، حتى في ظل الحكم السوفيتي، ويستغل داعش الوضع في بناء وتأسيس كوادر عاملة له هناك. ومن غير المرجح أن تطالب الحكومة القرغيزية بالإفراج.