الحلقة السادسة.. أساطير يونانية.. هدية السماء
الإثنين 05/مارس/2018 - 09:38 ص
لمياء يسري
طباعة
اكتملت المخلوقة الجديدة التي يرسلها زيوس إلى الأرض، وسميت باندورا أي هدية الجميع، نظرًا للصفات الممنوحة لها من كل الربات وأنها أرسلت من كل آلهة السماء إلى كل رجال الأرض.
وقبل أن يرسلها زيوس بصحبة رسوله هيرمس إلى الأرض، صنع صندوقا من العاج والذهب، ومزخرف بأجمل المناظر، ثم وضع داخله الكثير من الهدايا، وأرسلها مع الرسول هيرميٍس إلى الأرض، ولكن بروميثيوس علم بأمر هدية زيوس، وأرسل إلى شقيقه أبيمثيوس، ونصحه بألا يقبل أية هدايا من زيوس.
ولكن هيرمس قد تلقى أوامر من زيوس أن يرسل باندورا إلى أبيمثيوس، لأنه كان يعلم جيدًا مدى حرض بروميثيوس، وأن أبيمثيوس أكثر سذاجة منه، اخترق هيرمس سريعا السماء، ونزل إلى الأرض، وتقابل مع أبيمثيوس، وما أن وقع نظره على باندورا، إلا وهام بها وانعقد لسانه عن الكلام، دار حولها محملقًا بجمالها وتفاصيلها الجسدية الدقيقة، ولكن أبيمثيوس لما علم أنها هدية من زيوس رفض الهدية في أدب واحترام، لأنه كان يطيع آخاه.
ولما علم زيوس بهذا الأمر، أصر على معاقبة بروميثوس، فقبض عليه وصلبه على صخرة بمنطقة نائية جرداء، ثم سلط عليه طائر العٌقاب، لينتزع كبده كل صباح، فينمو بداخله كبد جديد وما أن ينضج مع بداية صباح اليوم التالي، فيأتي الطائر لينتزعه مرة أخرى، وهكذا عذاب يومي متجدد.
رأى أبيمثيوس عذاب أخيه فلم يتحمل، ووافق أن يتقبل هدية زيوس، فاستقبلها في منزله بعدما أوصلها هيرمس إليه، وقبل أن يغادر منزلهما أخبرهم " إذا أرتم أن تعيشا في سلام وسعادة، لا تحاولا فتح الصندوق أبدًا ".
وعاشت باندورا فترة بين الرجال، في سلام، فلا فساد، ولا ظلم، عاشت مخلصة لأبيمثيوس، تنشر البهجة حولها، والمرح والسرور، حتى أن أبيمثيوس لم يندم على قبوله لهذه الهدية، ولكن كانت باندورا من حين لآخر تسأل أبيميثيوس عن سبب تشديد هيرمس لعدم فتح الصندوق، فكان يجيبها أن يفضل السعادة على أن يفتح الصندوق، وحاولت في كثير من الأحيان أن تفتح الصندوق لكن، في كل مرة كان أبيمثيوس يفسد عليها ذلك.
فقد كانت تسلل يوميًا إلى مكان الصندوق، وتقف أمامه متأملة بالساعات، إلى أن جاءت لحظة لم تتمالك نفسها، غلبها الفضول، فأخذت الصندوق من مكانه، وأمسكته بين يديها، تحسست الغطاء، مترقبة ما الذي يمكن أن تجده في هذا الصندوق ؟ ما الشيء الذي يمكن أن يفسد عليها حياتها، ثم رفعته بقوة، ولكن كان أبيمثيوس قد وصل في هذه اللحظة، أغلق الصندوق بسرعة شديدة، تشاجرا وصفعها على وجهها، فتجمع البشر حولهما، وانقسم الجميع بين مؤيد ومعارض، ودب الشقاق بين الجميع، والفرقة، وانتشرت الأمراض، وأصيب الرجال بالشيخوخة، وعلم أبيمثيوس أن زيوس كان يٌسجن كل الشرور، والأمراض والأطماع داخل الصندوق، الحياة الآن أصبحت شديدة التحمل والصعوبة، ولا تطاق، حتى باندورا كان اليأس قد تسرب إلى نفسها وأرادت الانتحار، فعاد أبيمثيوس وفتح الصندوق، ليخرج الأمل منطلقا إلى الأرض بين الناس، جعلهم قادرون على تحمل أعباء الحياة، وقسوتها.
هكذا كانت قصة الخلق والوجود الإنساني بأكمله كما تصوره الإغريق، أو ربما كما كتبه الشعراء الإغريق، كما أوضح ذلك الدكتور عبد المعطي شعراوي، في النهاية هي محاولة لفهم الكون الغامض الذي نعيش فيه.. وإلى لقاء.
وقبل أن يرسلها زيوس بصحبة رسوله هيرمس إلى الأرض، صنع صندوقا من العاج والذهب، ومزخرف بأجمل المناظر، ثم وضع داخله الكثير من الهدايا، وأرسلها مع الرسول هيرميٍس إلى الأرض، ولكن بروميثيوس علم بأمر هدية زيوس، وأرسل إلى شقيقه أبيمثيوس، ونصحه بألا يقبل أية هدايا من زيوس.
ولكن هيرمس قد تلقى أوامر من زيوس أن يرسل باندورا إلى أبيمثيوس، لأنه كان يعلم جيدًا مدى حرض بروميثيوس، وأن أبيمثيوس أكثر سذاجة منه، اخترق هيرمس سريعا السماء، ونزل إلى الأرض، وتقابل مع أبيمثيوس، وما أن وقع نظره على باندورا، إلا وهام بها وانعقد لسانه عن الكلام، دار حولها محملقًا بجمالها وتفاصيلها الجسدية الدقيقة، ولكن أبيمثيوس لما علم أنها هدية من زيوس رفض الهدية في أدب واحترام، لأنه كان يطيع آخاه.
ولما علم زيوس بهذا الأمر، أصر على معاقبة بروميثوس، فقبض عليه وصلبه على صخرة بمنطقة نائية جرداء، ثم سلط عليه طائر العٌقاب، لينتزع كبده كل صباح، فينمو بداخله كبد جديد وما أن ينضج مع بداية صباح اليوم التالي، فيأتي الطائر لينتزعه مرة أخرى، وهكذا عذاب يومي متجدد.
رأى أبيمثيوس عذاب أخيه فلم يتحمل، ووافق أن يتقبل هدية زيوس، فاستقبلها في منزله بعدما أوصلها هيرمس إليه، وقبل أن يغادر منزلهما أخبرهم " إذا أرتم أن تعيشا في سلام وسعادة، لا تحاولا فتح الصندوق أبدًا ".
وعاشت باندورا فترة بين الرجال، في سلام، فلا فساد، ولا ظلم، عاشت مخلصة لأبيمثيوس، تنشر البهجة حولها، والمرح والسرور، حتى أن أبيمثيوس لم يندم على قبوله لهذه الهدية، ولكن كانت باندورا من حين لآخر تسأل أبيميثيوس عن سبب تشديد هيرمس لعدم فتح الصندوق، فكان يجيبها أن يفضل السعادة على أن يفتح الصندوق، وحاولت في كثير من الأحيان أن تفتح الصندوق لكن، في كل مرة كان أبيمثيوس يفسد عليها ذلك.
فقد كانت تسلل يوميًا إلى مكان الصندوق، وتقف أمامه متأملة بالساعات، إلى أن جاءت لحظة لم تتمالك نفسها، غلبها الفضول، فأخذت الصندوق من مكانه، وأمسكته بين يديها، تحسست الغطاء، مترقبة ما الذي يمكن أن تجده في هذا الصندوق ؟ ما الشيء الذي يمكن أن يفسد عليها حياتها، ثم رفعته بقوة، ولكن كان أبيمثيوس قد وصل في هذه اللحظة، أغلق الصندوق بسرعة شديدة، تشاجرا وصفعها على وجهها، فتجمع البشر حولهما، وانقسم الجميع بين مؤيد ومعارض، ودب الشقاق بين الجميع، والفرقة، وانتشرت الأمراض، وأصيب الرجال بالشيخوخة، وعلم أبيمثيوس أن زيوس كان يٌسجن كل الشرور، والأمراض والأطماع داخل الصندوق، الحياة الآن أصبحت شديدة التحمل والصعوبة، ولا تطاق، حتى باندورا كان اليأس قد تسرب إلى نفسها وأرادت الانتحار، فعاد أبيمثيوس وفتح الصندوق، ليخرج الأمل منطلقا إلى الأرض بين الناس، جعلهم قادرون على تحمل أعباء الحياة، وقسوتها.
هكذا كانت قصة الخلق والوجود الإنساني بأكمله كما تصوره الإغريق، أو ربما كما كتبه الشعراء الإغريق، كما أوضح ذلك الدكتور عبد المعطي شعراوي، في النهاية هي محاولة لفهم الكون الغامض الذي نعيش فيه.. وإلى لقاء.