رحب مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدارالإفتاء المصرية، بدعوة المشاركين في اجتماع الخبراء الذى عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو بالتنسيق مع الأكاديمية الإسلامية للبحث والتنمية لدراسة المتابعة القضائية في المحاكم الأوروبية لقضايا التحريض على الكراهية والتمييز العنصري في وسائل الإعلام.
ودعا الاجتماع الجاليات والأقليات المسلمة إلى تأسيس مراصد لحقوق الإنسان للتمكن من متابعة المستجدات التي شهدتها التشريعات والقوانين في الدول الأوروبية.
وأصدر الحاضرون بيان في ختام أعمالهم في مدينة خانت البلجيكية، حث على اتباع النهج السليم والفاعل المتعلق بتقديم الشكاوى أمام المحاكم المحلية قبل عرضها على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وأضاف المرصد أن توصيات هذا الاجتماع لو نفذت لأسهمت فى مواجهة الإسلاموفوبيا التى تنتشر بشدة في الغرب حيث حث الخبراء المشاركون الجاليات والأقليات المسلمة في أوروبا على تطوير وتعزيز ثقافتها القانونية ذات الصلة بمجال الإعلام وحقوق الإنسان، بما يسمح لها بالدفاع عن هويتها وثقافتها الإسلامية في إطار القوانين والمعاهدات الدولية المتعارف عليها.
وأوصوا الإيسيسكو بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات التابعة له، في المجالات المتعلقة بالمعالجة القانونية لظاهرة الإسلاموفوبيا والصور النمطية عن الإسلام في الإعلام الأوروبي استنادا على قيم حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا.
وطالب المشاركون حكومات الدول الأوروبية على إحداث التوازن بين حرية التعبير، واحترام المقدسات الدينية، حفاظا على السلم والأمن الدوليين.
وتابع المرصد أن الاجتماع دعا المنظمات الدولية الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، لتنسيق الجهود من أجل تفعيل المواثيق، والعهود والاتفاقيات، والإعلانات والقرارات، والقوانين الوطنية والدولية المؤكدة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، وبين مختلف التجاوزات والإساءات إلى الأديان التي يتم ارتكابها من طرف وسائل الإعلام تحت غطاء حرية الرأي والتعبير.
كما طالب الخبراء إلى ربط حرية التعبير بالمسؤولية، وإلزام مؤسسات الإنتاج الإعلامي، بالعمل على ترويج رسائل إعلامية تراعي ثراء التراث الثقافي الإنساني، وتراعي واجب احترام الأديان وبالخصوص الدين الإسلامي، وثقافة الأقليات المسلمة في الغرب، وذلك في إطار التسامح، مع الالتزام بالمبادئ الأساسية لأخلاق مهنة الصحافة، ونبذ الكراهية والعنصرية.
وأضاف المرصد أن المشاركين فى الاجتماع حثوا المواطنين المسلمين في الدول الغربية التي تسيء وسائل إعلامها إلى الإسلام والمسلمين، على اللجوء إلى القضاء الوطني من أجل مقاضاة هذه المنابر الإعلامية، تحت مبرر الدعوة إلى الكراهية الدينية، اعتمادا على القوانين الوطنية لتلك الدول، وعلى قواعد القانون الدولي التي تحرم ذلك.
كما دعوا إلى تعزيز الثقافة الحقوقية للإعلاميين المسلمين الممارسين في الدول الغربية، وأوصوا الإيسيسكو بمواصلة تنظيم دورات تدريبية لفائدتهم في إطار تطبيق منهاج تكوين الصحفيين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية .
وأكد المرصد أنه سبق وأن أوصى فى العديد من تقاريره وبياناته بأنه ينبغى على المواطنين المسلمين فى الدول الغربية المشاركة بفعالية فى المجال العام على أوسع نطاق وفى كل وسائل الإعلام والمحافل والمراكز البحثية والثقافية ليفككوا خطاب الكراهية الموجه ضد الإسلام والمسلمين وهو ما أكدت عليه توصيات اجتماع الإيسيسكو.