قال جيش كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا من غواصة، السبت، ولكن يبدو إنه سقط بعد فترة وجيزة من الإطلاق.
يأتي إطلاق الصاروخ بعد أيام من تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية وبعد يوم واحد من تعهد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بنشر منظومة دفاع صاروخية للتصدي لتهديدات بيونجيانج وبعد يومين من تهديد الشمال بأشد رد على ما وصفه بأنه "إعلان حرب" من جانب الولايات المتحدة، كما يأتي بعد إدراج واشنطن لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في القائمة السوداء بسبب مزاعم بانتهاك حقوق الإنسان.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية في بيان إن الصاروخ أطلق حوالي الساعة 11:30 صباحا بتوقيت سول (0230 بتوقيت جرينتش) في المياه الواقعة شرقي شبه الجزيرة الكورية، وأضاف البيان أن الصاروخ أطلق على الأرجح من غواصة لكنه سقط فيما يبدو في المرحلة المبكرة من الإطلاق.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الصاروخ انطلق بنجاح لكن المقذوف انفجر بسرعة في الجو على ارتفاع بلغ نحو عشرة كيلومترات ولم يقطع أكثر من بضعة كيلومترات قليلة عبر المياه، وامتنع جيش كوريا الجنوبية عن تأكيد تلك التفاصيل، مشيرا إلى سياسته بعدم التعليق علنا على أمور استخباراتية.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه تم رصد الصاروخ في البحر جنوب شرقي مدينة سينبو الكورية الشمالية. ويقول خبراء إن صورا التقطتها الأقمار الصناعية تشير إلى أن بيونجيانج تحاول تطوير برنامجها لإطلاق الصواريخ الباليستية من الغواصات في تلك المنطقة.
من جانبها قالت القيادة الاستراتيجية الأمريكية -ومهمتها رصد ومنع الهجمات الاستراتيجية التي تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها- إنها رصدت ما يعتقد أنه صاروخ باليستي من طراز كيه.إن-11 أطلق من غواصة.
وأضافت القيادة في بيان أن الصاروخ انطلق من ميناء سينبو بالساحل الشرقي لكوريا الشمالية ثم سقط في البحر بين كوريا الشمالية واليابان.
أدانت اليابان والولايات المتحدة وجيش كوريا الجنوبية إطلاق الصاروخ بوصفه انتهاكا صارخا للعقوبات المفروضة على الشمال من الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قوله يوم السبت إن الإطلاق يمثل "تحديا واضحا" لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقال آبي للصحفيين "علينا أن ندين بشدة عملية الإطلاق من خلال العمل مع المجتمع الدولي"، وأضاف أن الإطلاق ليس له تأثير كبير على الأمن القومي الياباني، أما الولايات المتحدة فقالت إنها تراقب الوضع وتقيمه بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة.
وقالت جابرييل برايس المتحدثة باسم مكتب شؤون شرق آسيا والمحيط الهادي في وزارة الخارجية الأمريكية "ندين بشدة الاختبار الصاروخي الكوري الشمالي الذي ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر بشكل واضح استخدام كوريا الشمالية لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية".
وأضافت: "هذه الأفعال واستمرار كوريا الشمالية في السعي لاكتساب قدرات في مجال الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية تشكل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة وحلفائنا ولاستقرار منطقة آسيا والهادي".
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت سلسلة من التجارب العسكرية بدأت في يناير كانون الثاني بإجراء رابع تجربة نووية لها وتضمنت إطلاق صاروخ طويل المدى في الشهر التالي.
وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة صارمة على كوريا الشمالية في مارس آذار بسبب تجربتها النووية وإطلاقها صاروخا، وترفض كوريا الشمالية العقوبات وتعتبرها مساسا بسيادتها وحقها في استكشاف الفضاء.