يميننًا ويسارًا كانت تترقب الزوجة العيون من حولها وتتابع نظراتهم لها من بعيد، وتتفاجئ النظر المباشر لها، وسريعًا بحثت عن نظارتها السوداء لتخرجها من بين محتويات حقيبتها الصغيرة التي تحملها على كتفها، وتواصل السير داخل المحكمة.

سألت الزوجة عن القاعة التي تنظر بداخلها دعوى الخلع التي أقامتها وحملت رقم 1322 بمحكمة أسرة إمبابة، ليشير لها أحد موظفي المحكمة عليه ا ويتركها ليواصل عمله.

بعد دقائق معدودة دخل المحامى الخاص بها إلى قاعة المحكمة وخرج إلى ها يستدعيها للدخول، رغبة لأمر القاضي للاستماع إلى ها.

وقفت الزوجة "سحر.م.ع" تروى قصتها المأساوية وسط صمت يخيم على الجميع، وقالت تزوجت من "محمود.ع.ط" 31 عامًا، عن طريق أحد معارف والدتي الذي رشحه لها باعتباره أنه جاره ويعلم مدى حسن أخلاقه، وأخبرها أنه يبحث عن فتاة ليكمل معها حياته، وأوصاه أن يساعده في تلك المهمة.

وتابعت "سحر" رحبت والدتي به بعد أن أثنى من رشحه لها في أخلاقه، واتفقا على ميعاد ليحضره إلى منزلنا لنتعرف عليه ونشاهد بعضنا للمرة الأولى قائلة "هاته وتعالى وإن شاء الله خير".

في الميعاد المتفق عليه بينهما حضر "محمود" ومعه زميل والدتي، ابتسمت الفتاة أثناء حديثها ولمعت معها عيناها وظهرت فيها الدموع وعادت بذاكرتها إلى الخلف، لأول مرة وقعت فيها عيناها على زوجها التي تريد أن تخلعه، وواصلت كلامها "أي حد يشوفه ينخدع فيه" فهو يملك الوسامة والمظهر الجيد اللذان يجعلانه يدخل القلب من الوهلة الأولى.

وأضافت حدث بيننا راحة بعد اللقاء الأول، وزارنا بعدها في المنزل لمرتين، ثم طلب من والدي الاتفاق على موعد قرائة الفاتحة، وبعدها تمت خطبتنا، متابعة أن فترة الخطوبة كانت خإلية من المشاكل، سواء أشياء بسيطة تحدث عادة بين المخطوبين، وبعد ذلك بعام ونصف، شعرنا بأننا نريد أن نكمل حياتنا بجوار بعضنا.

أخذت الزوجة نفسا عميقًا ملأ رئتيها وأخرجته بهدوء، لتتابع وقتها شعرت بأن الله عوضني به عن كل مافاتني وأنه سيكون سندي في تلك الحياة، ليتم بعد ذلك عقد قرانهما وزفافهما في حفل عائلي بسيط حضرة الأهل والأصدقاء متمنيين لهما حياة زوجية سعيدة.

وأشارت الزوجة إلى أنها منذ أن انتقلت إلى عش الزوجية وهي تشعر بملاحقة ابنة عمه المطلقة له بنظراتها، وكانت تخشى عليه منها ولم تكن تعلم أنه تربطهما علاقة لم تشعر بها يومًا.

بعد الأشهر الأولى من الزواج بدأت تنكشف أمامها أمور زوجها، ولاحظت عليه تأخره في زيارة عمه لساعات متأخرة من الليل وكان يرفض أن يصطحبها معه إلى هناك، حتى يكون على راحته، حتى تملك الشك منها، وشعرت أن هناك شئ يحدث في تلك الزيارة من وراء ظهرها.

لم يهدأ بال الزوجة وراحت تبحث للزوج عن ثغرة كى تتوصل إلى مايخفيه عنها، وفي أحد الأيام أثناء تفتيشها بهاتفه، عثرت على صور تجمعه في أوضاع حميمية بابنة عمة .

توقفت الزوجة وقتها عن الكلام حتى تنشف دموعها وتبتلع ريقها كي تستطيع مواصلة الحديث، قائلة أصيبت بصدمة أفقدتنى توازنى بسبب صورهما المخلة، وشعرت حينها أن فرحتى تحولت إلى كسره، وتركت على أثرها المنزل وأنا مازلت عروسه في الأشهر الأولى، وما زادني وجعا أنه لم ينكر علاقته بها، وأكد أنه ينتوي الإرتباط بها ، لحبه لها منذ فترة، فتقدمت بطلب خلع لإنهاء علاقة زوجية مع شخص خائن.