القوصية، أحد أهم المدن التي توقف بها التاريخ القديم، فهى تحد شمال الدولة المصرية القديمة، فهى نبع الحضارة الفرعونية، ولم يتبقى سوى جزءًا واحدًا من أطلال مدينة أثرية منسية بكى عليها التاريخ، وهى منطقة البربا حالياً، والتي تعني المعبد، وهي الكائنة بحي الزرابي بالقوصية.

يعد مركز "القوصية" بمحافظة أسيوط من المراكز القديمة، وذلك بسبب وجود العديد من المقابر والكنوز الأثرية القديمة بها وبالقرى التابعة لها، مثل: "قرية مير" و"آثار قصير العمارنة" بالبر الشرقي للنيل، مما يدل على وجود حياة وحضارة قديمة به.

ويقع هذا المركز التاريخي، بمنتصف محافظة أسيوط، مما يجعله في منتصف خريطة جمهورية مصر العربية تقريبًا، مما يسهل حركة تجارة المقاولات منه وإليه بشكل خاص، والتجارة بشكل عام، كما تبلغ المساحة الكلية للمركز إلى 224.46 كم2، وهى تمثل 13.2% من إجمالي مساحة المحافظة؛ لأن مساحة المركز الإجمالية مأهولة فإنه يمثل 13.1% من إجمالي المساحة المأهولة في المحافظة.

تنتشر العملات الأجنبية الصعبة بمركز "القوصية" بشكل كبير جدًا، وذلك بسبب انتشار المعالم السياحية التي دعت السياح من كل دول العالم لزيارتها والتمتع بعظمة التراث المصري القديم، وذلك بسبب وجود العملات الأجنبية الصعبة، ولكن سفر أهل القوصية للعمل بالخارج في دول الكويت والسعودية والإمارات وأمريكا والنمسا سبب قويًا في وجود العملات الأجنبية الصعبة بها.

وفي السياق ذاته، انتشر عدد كبير لشركات المقاولات والمقاولين وأصحاب محاجر الرمل والطوب، ووكلاء بيع الأسمنت والحديد، ومن هنا صارت مدينة "القوصية"، مدينة تجارية كبيرة لدرجة جعلتها أشبه إلى حد كبير بالمحافظة وليس مركز، وخاصة انتشار بناء وبيع الأراضي والعقارات السكنية "الأبراج والمنازل الفخمة".

يذكر أنه تم افتتاح العديد من المراكز ومحلات بيع الملابس والأحذية ومراكز الاتصالات المختلفة بمدينة "القوصية"، وذلك في ظل ارتفاع سعر متر أرض البناء، وكان "للقوصية" نصيب كبير في ارتفاع سعر الأرض، حيث وصلت أسعارها لأرقام فلكية، وصل سعر المتر في بعض المناطق، مثل: منطقة غياضة والدراوشة وشارع الجلاء وشارع الري وغرب البلد وغيط النعناع والنزالي إلى 30000 جنيه للمتر الواحد، مما يفوق سعر المتر في المدن الجديدة بالقاهرة بأكملها.