كارثة حقيقية تعشه قرية النور بشرق النيل ببني سويف، من تدفق المياه الزائدة عن محطة الصرف الصحي بالمدينة الصناعية ببياض العرب شرق النيل ببني سويف، وامتدت المأساة لتشمل قرية "النور" التي تحولت إلي كابوس في حياة الأهالي، بينما المسئولون في وادي تاني.
قال شعبان عبده من المقيمين بقرية النور إن القرية يوجد بها ١٠٠ أسرة هربت كلها ولم يبق منها سوي ٢٠ إسر بسبب مياه الصرف الصحي، وتوجهنا بشكوى إلي المحافظين السابقين أكثر من مرة منذ سنة ٢٠١٠ حتي الآن ولا احد يسال فين، وأننا نتضرر من الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي من محطة الصرف الموجودة بالمدينة الصناعية ببياض العرب، التي أصبحت تهدد القرية بالانهيار وانتشار الأوبئة والأمراض وقام المحافظ السابق ماهر بيبرس بتحويلها إلي رئيس شركة المياه والصرف الصحي وللأسف الشديد لم يتم عمل شئ حتي ألان منذ ٦ سنوات.
يقول الحاج سعد عبد الحميد نجار مسلح، إن المنازل قاربت على الانهيار بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية عن الأرض، وبسبب الروائح الكريهة التي تنتج عن المياه يعاني الأطفال من الأمراض وانتشار الفيروسات الضارة.
وتؤكد أم خالد، أنْ المياه الجوفية أغرقت جميع المنازل التي لا يعلمون مصدرها، وتزداد المياه بالمنازل في فصل الصيف فضلًا عن وجود الحشرات الضارة التي أصابت أبناء القرية بالأمراض، وتكمل: تقدمنا بالعديد من الشكاوى في العديد من المناطق سواء مجلس المدينة أو المحافظة ولكن باءت كل هذه المحاولات بالفشل، ولا زلنا نعاني.
وأوضح فني شبكات بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، بأنه يجب تغيير الشبكة بأكملها لحل مشكلة المياه الجوفية بالقرية، مستدركًا أن المحافظة منذ 2011 لم يدخلها متر واحد من المواسير، وأن تركيب المواسير "ماشي بالواسطة والتزكي".


وأشار نجار المسلح، إلي أن يوجد بجوار القرية محطة محولات كهرباء شرق النيل تغرق أيضًا في مياه الصرف الصحي، حيث تظهر أعمدة الضغط العالى والمولدات عائمة داخل بحيرة مياه، تلك الأعمدة التي تآكلت بسبب الملوحة، وسقوط عمود واحد داخل البحيرة المائية كفيل بحدوث كارثة محققة.
وقال المهندس بدوى حزين مدير عام التشغيل والصيانة بقطاع كهرباء بنى سويف، إن المياه أصبحت على مشارف محطة الكهرباء، بعدما أحاطتها من كافة الجوانب، والخطر يتمثل في حالة سقوط أحد الأبراج بعد تآكل المواد الخرسانية ستتحول المنطقة إلى دمار ليس له حدود.
وأضاف مدير عام التشغيل والصيانة بقطاع كهرباء بنى سويف، أننا نقوم بعملية ترميم مستمرة للكتلة الخرسانية القائم عليها الأبراج لتصمد قليلا أمام عمليات التآكل التي لا تتوقف بسبب ملوحة المياه، مشيرًا إلى أن شركة كهرباء مصر الواسطى فرع بنى سويف ناشدت كافة المسئولين لإيجاد حل لتلك المياه، والتي تأتى من المصانع الموجودة فى المنطقة الشرقية وتتوقف فى تلك المنطقة المنخفضة.
ومن جانبهم أكد العاملون بمحطة كهرباء شرق النيل ببنى سويف، أن حياتهم أصبحت في خطر يومى نتيجة تواجد المياه في محيط المحطة، مشيرين إلى أن المياه هي نتاج الصرف الصناعي لمصانع المنطقة الصناعية والتي تندفع نحو الغرب في اتجاه نهر النيل.
من جانبه أكد المهندس شريف محمد حبيب محافظ بنى سويف، أنه قام بزيارة لمنطقة بياض العرب الصناعية للمتابعة الميدانية لتنفيذ الإجراءات الفنية الجاري اتخاذها للسيطرة على تدفق المياه، ومنع تسريبها من أحواض التركيب.
وأكد المحافظ خلال الزيارة حرص الجهاز التنفيذي لإيجاد حل لمشكلة الصرف الصناعي بالمنطقة وإصلاح المنظومة بأكملها من بداية الصرف إلى برك الأكسدة ثم محطة المعالجة إلى الغابة الشجرية، مشددا على استكمال خط الطرد وتركيب طلمبة رفع وتركيب لوحة الكهرباء الخاصة بالتحكم فى الطلمبة.
وأضاف المحافظ في بيان إعلامي سابق، أنه قام بالاجتماع فى وقت سابق بالمختصين بمشروعات الصرف الصناعي، وتفقد المشكلة على أرض الواقع أكثر من مرة، بهدف إيجاد حل جذري لهذه المشكلة من خلال اختيار طريقة الحل والخطوات وفق برنامج زمني محدد لحماية البنية الأساسية بالمنطقة.