"حق ميت".. مريم تدفع ضريبة تفوقها في أوروبا باعتداء وحشي وإهمال طبي
الخميس 15/مارس/2018 - 12:38 م
عواطف الوصيف
طباعة
الدراسة بالخارج.. حلم كل عربي، رغبة تلح في العقول لإحراز المكانة العلمية والوصول لأعلى المراتب في المستقبل، لكن هل حوكم على العربي التي تتاح له الفرصة للسفر والدراسة بالخارج، أن تنتهي حياته ويلق حتفه، دون أي ذنب، لا تتعجب عزيزي القاريء فهذا ما واجهته أبنة مصر مريم عبد السلام، وسنحاول خلال السطور القادمة، أن نقدم لمحة، نعرف من خلالها من هي مريم ضحية حلم الدراسة بالخارج.
فتاة مصر المسحولة
مريم التي عرفت بإبنة مصر المسحولة، تركز حلمها في دراسة الهندسة، وأتيحت لها الفرصة بالفعل، لإتمام دراستها فيما تحب، ببريطانيا، كونها تعيش في مدينة نوتنجهام منذ 2014، مع أسرتها، لكنها لم تكن على علم بم ينتظرها، لم تكن على علم بالفاجعة التي ستودي بحياتها في غصون أيام، دون ذنب.
اعتداء وحشي
فوجئت مريم بـ10 من الفتيات اللاتي يعدن لأصول إفريقية، وهن يطاردونها في أحد الشوارع المزدحمة بالمارة، وأنهالن عليها بالضرب المبرح، دون أي سبب، ولم تتمكن من الفرار منهن، حتى جاء شاب وساعدها على الفرار، حتى أحتمت وراء إحدى الحافلات، وظنت أنها نجت بحياتها لكنها فوجئت بعودتهن مرة أخرى، وكرروا ضرباتهن لها حتى فقدت الوعي تماما، وونقلتها الإسعاف إلى المستشفى.
الإهمال والتردي
ربما يراود الذهن أن مريم وبمجرد انتقالها للمشفى، تكون قد بدأت أول خطوة لإنقاذها مما تعرضت له، لكن ما كان هو العكس تماما، حيث واجهت حالة من الإهمال والتردي الطبي، فبعد خضوعها لـ8 عمليات متتالية، واجهت نزيف حاد، وما أكدته والدة الضحية، هو أن الأطباء لم يبذلوا أي جهد لإنقاذها، بل تركوها تنزف حتى دخلت في غيبوبة، قائلة بالنص: "ما وصلت له أبنتي هو نتيجة إهمالهم".
حق ميت
توفت مريم، وذهبت الروح لبارئها، لكن أليس من أبسط حقوقها، أن يتم إلقاء القبض على المعتدين ومحاسبتهم على ما فعلوا، لكن ما يعد مفاجئة أكثر مما سبق، هو أنه لم يتم إلقاء القبض إلا على واحدة فقط من ضمن الـ10 الأخريات، وعلى الرغم من ذلك، أنكرت كل شيء، ولم يتم سجنها إلا 24 ساعة فقط، لأنها ووفقا للقانون أقل من 19 عاما، ولم تتمكن الشرطة من ضبط أو محاسبة المعتديات على مريم، رغم وجود كاميرات سجلت الواقعة صوتًا وصورة.
مصر تتوعد
قررت مصر أن لا تترك حق مريم عبد السلام يضيع هباءا، وتعهد سفير مصر في بريطانيا ناصر كامل، بأنها ستدفن في مصر، مشددا على أن الحكومة البريطانية، لابد وأن تتخذ إجراءات رسمية، خاصة وأنها تعي جيدا الجناة، وعليها محاسبتهم، فيما أكد عماد أبوحسين، محامي الطالبة المصرية مريم مصطفى، ضحية الاعتداء في بريطانيا، أن حق الطالبة لن يضيع وستتم محاسبة المخطئ سواء من المعتدين على الطالبة أو مسئولي المستشفى الذين تقاعسوا عن علاجها.
العربي في الخارج
تعرضت مريم للضرب والسحل، ولم تجد سوى الإهمال والموت، والسؤال الآن ما هو الذنب التي أقترفته، ترى لأنها مسلمة، أم لأنها مصرية تمثل العرب، تمكنت من التفوق في بلاد أوروبا,