بداية..أهدي كل ما سأكتبه هنا لأمي الحبيبة، هذه الإنسانة العظيمة، سبب وجودي في هذة الحياة، أمي الغالية أطال الله في عمرها، فهي بعد الله سبحانه من لها الفضل فيما أنا فيه من نعمة الصحة والعافية وما وصلت إليه من مكانة..فكل ما حققته من آماني ومكانة في هذه الحياة بفضل دعواتها الصادقة لي، فتحية لأمي الغالية وكل أم أعطت وتعطي أسرتها، ففضل المرأة لا فضل بعده في أي مجتمع، فالجنة تحت أقدامهن، فالأم هي رمز العطاء بلا حدود، العطاء بلا مقابل، والأم هي التضحية بالروح وبكل نفيس من أجل أولادها وسعادة أسرتها، فالأم أمل وحياة ورحمة والأم هي قرة الأعين، وأمي وكل أم في الوجود نهر متدفق من الحنان لا ينضب ولا ينتهي من العطاء. وأمي وكل أم في الوجود هي رمز الوفاء والحب والمحبة ونور أعيننا بل أعيننا التي نري بها الدنيا..أمي وكل أم في الوجود هي التي علمتني الحب من نبض قلبها، ونقلت لي ولنا الحب والتسامح.. أمي وكل أم في الوجود هي الجوهرة المتلألئة في هذه الحياة..اللهم بارك لي في أمي وكل أم في الوجود وأسعدها وأسعدهن جميعا.
مناسبة هذا الحب الجارف لأمي الحبيبة والأغلي والأعز الي قلبي وروحي وحياتي هو أن أربعة أيام فقط تفصلنا عن عيد الأم أو عيد الأسرة كما يحب البعض أن يسمونه، وأيا كان المسمي فالأم تستحق أن نحتفي بها ونقدم لها عمرنا وحياتنا وليس يوما واحدا فقط، وكذلك الأسرة، أسرتنا الصغيرة ومكونها الأكبر ممثلة في العائلة الكبيرة تستحق منا كل تقدير وتبجيل وأن نحتفي بها.. وإذا كان المصريون قد انقسموا في تسمية هذا اليوم، للأم أو الأسرة، فهم ومنذ عهود قدماء المصريين احتفوا بالمرأة والأم، وكان تكريم الأم عملا مقدسا قبل آلاف السنين وليس وليد اليوم فقط، فالفراعنة منحوا المرأة مكانتها المتميزة ناهيك عن تمييزها بحقوق اجتماعية واقتصادية وسياسية مساوية للرجل. فرجال مصر القديمة قدروا المرأة والأم حق قدرها وكرموها واحتفوا بها أيضا مثلما يحدث فى الوقت الراهن، فعيد الأم ليس وليد اليوم وإنما يضرب في جذور التاريخ.
وقد تميز المصريون القدماء بإخلاصهم لزوجاتهم واحترامهم للأم كما تشير الآثار الفرعونية الكثيرة، وتدل الآثريات علي مدي تبجيل الأم واحترامها في الأسرة والاهتمام باحتياجاتها..وتقول إحدى النقوش المصرية القديمة نقلا عن حكمة عثر عليها في بردية للحكيم بتاح حتب حيث يوصي بحفظ قيمة الأم قائلا:" اذا كنت عاقلا فأسس لنفسك دارا وأحبب زوجتك حبا جما وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت. فهى حقل مثمر لصاحبه وأياك ومنازعتها ولا تكن شديدا عليها فبلين تستطيع أن تمتلك قلبها وأعمل دائما على رفاهيتها ليدوم صفاؤك". ". كما تشير البرديات أن الأزواج كانوا يوفرون كل متطلبات الزوجات، فيما كانت عقود الزواج تضمن للزوجة حقوقها. وقد ساهم في هذا أن مصر عرف عنها أنها مجتمع زراعي المعروف بأن الأم تلعب فيه دورا أساسيا، حيث اطلق عليها قدماء المصريون لقب "ست بر" أي "ربة البيت"، كما وصفت المرأة المصرية في عصور الفراعنة بأنها "الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها"، وتشير بعض الرسائل المكتشفة حديثا والتي تركها الفراعنة الي رسالة كتبها طفل احتفاء بعيد الأم، مما يثبت أن احتفال المصريين بعيد الأم هو عادة قديمة وليست حديثة.
هذا عن احتفال الفراعنة بعيد الأم، أما تجديد هذا الاحتفال فله حكاية تستحق أن ننقلها عن الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس صحيفة "أخبار اليوم" العريقة..فقد زارت إحدي الأمهات شقيقه مصطفي أمين وشريكه في تأسيس الصحيفة، وروت له حكايتها وكيف ترملت وأولادها صغار ورفضت كل عروض الزواج بعد وفاة زوجها لتكرس حياتها من أجل تربية ورعاية أطفالها، وظلت علي هذا الحال حتى تخرجوا جميعهم من الجامعة وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، ثم شغلتهم الحياة لينصرف كل ابن عنها تماما. وعندما نقل مصطفي أمين تلك الرواية لشقيقه كتب تفاصيلها بدون الإشارة الي اسم الأم في عموده الشهير "فكرة" في التاسع من شهر ديسمبر 1955، ليختتمه بدعوته الي تخصيص يوم الاحتفال بالأم. وطلب أن يتفق المصريون علي تخصيص يوم للأم وجعله عيدا لها في مصر والدول العربية، علي أن يقدم الأبناء لأمهاتهم فيه الهدايا الصغيرة إذا كانوا يعيشون في نفس المدينة أو البلدة، او يرسلون خطابات تهنئة لأمهاتهم إذا تفرقت بهم السبل، وتكون الرسالة هي شكر الأم.
وقد تفاعل قراء أخبار اليوم بشدة مع فكرة علي أمين ، واختارت أغلبيتهم يوم 21 مارس من كل عام عيدا للأم، فهو بداية فصل الربيع في مصر وكذلك بدء موسم الحصاد، وهو ما ينطبق علي عطاء الأم وصفائها وخيرها، وقد احتفل المصريون في العهد الحديث باول عيد للأم بعد نحو ثلاثة أشهر من نشر الفكرة فكان عيد الام الأول في 21 مارس سنة 1956، لتخرج الفكرة من مصر الي بقية البلدان العربية.
ولكن ومع كل هذه الروايات عن تبجيل المرأة والأم وتخصيص يوم للاحتفال بعطائها للأسرة، فنحن لا ننسي أنه قبل أكثر من 1439 عاما وقبل أن يقرر العالم القديم والحديث أن يحتفل بالمرأة والذي تم تحديده في الثامن من مارس، كان الإسلام هو أول من كرم المرأة وأعطاها حقوقها كاملة، وأوصى بها القرآن الكريم وأوصانا بها رسولنا، وكانت آخر كلماته قبل موته "استوصوا بالنساء خيرا". فالإسلام أول من كرم المرأة ولم يحدد يوما في العام لتكريمها بل كانت مكرمة ومصانة طوال العام وليس في يوم محدد منه..وأمرتنا آيات القرآن الكريم بالإحسان إلى الوالدين،الأم والأب :" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً"، بل إنه حينما جاء رجل إلى النبي وقال له من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك وكررها ثلاثا وفي الرابعة قال ثم أبوك.
وقد حثنا الإسلام علي الاهتمام بالمرأة علي مدي مراحلها الثلاث، بدءا من البنت ثم زوجة ثم أما ، وكان أمر الإحسان إليها من صميم تعاليم الدين الإسلامي في هذه المراحل الثلاث. فأمرنا الإسلام بالمساواة بينها وبين الولد وهي لا تزال بنتا، فقال بن عباس :"سووا بين أبناءكم ولو فضلت أحدا على أحد لفضلت النساء"، وكان نبينا محمد أول من بشرنا بني المسلمين بأنه من رزقه المولي عز وجل بنتين أو أكثر أو أقل ولو كانت واحدة وأحسن تربيتها وتأديبها كن له يوم القيامة حجابا من النار.
أما الزوجة، فقد أمرنا الله عز وجل بحسن معاشرتها فقال في محكم آياته :" "وعاشروهن بالمعروف".كما أمرنا الإسلام بإعطاء المرأة كافة حقوقها فقال عز وجل: في سورة النساء "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة، فإن طبن لكم عن شئ منه نفساً فكلوه هنيئا مريئا". فلا يجوز للزوج أن يتصرف في مهرها أو ينفقه بدون إذنها، وتتمتع المرأة المسلمة بذمة مالية خاصة بها. ونشير هنا الي أن من جمال ديننا الإسلامي أنه جعل اللقمة التي يضعها الزوج في فم زوجته صدقة، ونهى عن ضربها أو سبها أو إهانتها، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فكان يدلل زوجاته ويساعدهم في عمل البيت.
وكلنا يعلم كيف كانت تعامل المرأة في الجاهلية قبل الإسلام، فكانت تباع وتشتري ومحرومة من كافة المزايا الإنسانية و ليس لها قيمة، بل كان الكفار يوأدون البنت إذا أنجبت المرأة أنثى وإسودت وجوههم بمجرد علمهم بأن المولود بنت.وظل الأمر كذلك حتي نهي الإسلام عن هذه العادة المذمومة وأعلمنا أن الله هو من يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور.
وإذا كنا قد تحدثنا عن الماضي السحيق ثم ما أمرنا به الإسلام حيال الأم حتي وصل بنا الحال في وقتنا الراهن، فمبتغانا أن يتعلم أطفالنا حب الأم والوفاء لها ورعايتها طوال حياتها، فالأم هي الحب والسلام والتسامح والرحمة علي الأرض وأكبر مساهم في نماء البشرية ورخائها، وإذا كانت المرأة والأم هي أساس الأسرة الصغيرة، فهي أيضا أساس الأسرة الكبيرة في كل وأي مجتمع، سواء خصصنا لها يوما او يومان، فبغض النظر عن احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس كل عام، فالمرأة المسلمة والعربية ليست في حاجة الي مجرد يوم واحد لنحتفي بها، فهي تستحق التكريم كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم، فكل لحظة تفوتنا بدون تبجيل أمهاتنا تختصم من حياتنا ودعوات الأم لنا، فيكفي أن دعوة الأم لأولادها لا يردها الرحمن، ويكفي أن المولي عز وجل سمي جزء منها باسم من أسمائه وهو "الرحم" الذي يحتوي بذرة الإنسان لترضعها من ثدييها، ويكفي أن غياب الأم يعني غياب من كان سبب رحمة ربنا بنا.
وكما بدأت اختم، الي أغلي هدية من المولي عز وجل، الي من أوصت بها جميع الأديان السماوية، الي أصل البر والمودة والرحمة، إليك باقة ورد يا أمي وكل أم في الوجود عرفانا وتقديرا لكن جميعا.
احمد المرشد
كاتب ومحلل سياسي بحريني
[email protected]
مناسبة هذا الحب الجارف لأمي الحبيبة والأغلي والأعز الي قلبي وروحي وحياتي هو أن أربعة أيام فقط تفصلنا عن عيد الأم أو عيد الأسرة كما يحب البعض أن يسمونه، وأيا كان المسمي فالأم تستحق أن نحتفي بها ونقدم لها عمرنا وحياتنا وليس يوما واحدا فقط، وكذلك الأسرة، أسرتنا الصغيرة ومكونها الأكبر ممثلة في العائلة الكبيرة تستحق منا كل تقدير وتبجيل وأن نحتفي بها.. وإذا كان المصريون قد انقسموا في تسمية هذا اليوم، للأم أو الأسرة، فهم ومنذ عهود قدماء المصريين احتفوا بالمرأة والأم، وكان تكريم الأم عملا مقدسا قبل آلاف السنين وليس وليد اليوم فقط، فالفراعنة منحوا المرأة مكانتها المتميزة ناهيك عن تمييزها بحقوق اجتماعية واقتصادية وسياسية مساوية للرجل. فرجال مصر القديمة قدروا المرأة والأم حق قدرها وكرموها واحتفوا بها أيضا مثلما يحدث فى الوقت الراهن، فعيد الأم ليس وليد اليوم وإنما يضرب في جذور التاريخ.
وقد تميز المصريون القدماء بإخلاصهم لزوجاتهم واحترامهم للأم كما تشير الآثار الفرعونية الكثيرة، وتدل الآثريات علي مدي تبجيل الأم واحترامها في الأسرة والاهتمام باحتياجاتها..وتقول إحدى النقوش المصرية القديمة نقلا عن حكمة عثر عليها في بردية للحكيم بتاح حتب حيث يوصي بحفظ قيمة الأم قائلا:" اذا كنت عاقلا فأسس لنفسك دارا وأحبب زوجتك حبا جما وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت. فهى حقل مثمر لصاحبه وأياك ومنازعتها ولا تكن شديدا عليها فبلين تستطيع أن تمتلك قلبها وأعمل دائما على رفاهيتها ليدوم صفاؤك". ". كما تشير البرديات أن الأزواج كانوا يوفرون كل متطلبات الزوجات، فيما كانت عقود الزواج تضمن للزوجة حقوقها. وقد ساهم في هذا أن مصر عرف عنها أنها مجتمع زراعي المعروف بأن الأم تلعب فيه دورا أساسيا، حيث اطلق عليها قدماء المصريون لقب "ست بر" أي "ربة البيت"، كما وصفت المرأة المصرية في عصور الفراعنة بأنها "الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها"، وتشير بعض الرسائل المكتشفة حديثا والتي تركها الفراعنة الي رسالة كتبها طفل احتفاء بعيد الأم، مما يثبت أن احتفال المصريين بعيد الأم هو عادة قديمة وليست حديثة.
هذا عن احتفال الفراعنة بعيد الأم، أما تجديد هذا الاحتفال فله حكاية تستحق أن ننقلها عن الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس صحيفة "أخبار اليوم" العريقة..فقد زارت إحدي الأمهات شقيقه مصطفي أمين وشريكه في تأسيس الصحيفة، وروت له حكايتها وكيف ترملت وأولادها صغار ورفضت كل عروض الزواج بعد وفاة زوجها لتكرس حياتها من أجل تربية ورعاية أطفالها، وظلت علي هذا الحال حتى تخرجوا جميعهم من الجامعة وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، ثم شغلتهم الحياة لينصرف كل ابن عنها تماما. وعندما نقل مصطفي أمين تلك الرواية لشقيقه كتب تفاصيلها بدون الإشارة الي اسم الأم في عموده الشهير "فكرة" في التاسع من شهر ديسمبر 1955، ليختتمه بدعوته الي تخصيص يوم الاحتفال بالأم. وطلب أن يتفق المصريون علي تخصيص يوم للأم وجعله عيدا لها في مصر والدول العربية، علي أن يقدم الأبناء لأمهاتهم فيه الهدايا الصغيرة إذا كانوا يعيشون في نفس المدينة أو البلدة، او يرسلون خطابات تهنئة لأمهاتهم إذا تفرقت بهم السبل، وتكون الرسالة هي شكر الأم.
وقد تفاعل قراء أخبار اليوم بشدة مع فكرة علي أمين ، واختارت أغلبيتهم يوم 21 مارس من كل عام عيدا للأم، فهو بداية فصل الربيع في مصر وكذلك بدء موسم الحصاد، وهو ما ينطبق علي عطاء الأم وصفائها وخيرها، وقد احتفل المصريون في العهد الحديث باول عيد للأم بعد نحو ثلاثة أشهر من نشر الفكرة فكان عيد الام الأول في 21 مارس سنة 1956، لتخرج الفكرة من مصر الي بقية البلدان العربية.
ولكن ومع كل هذه الروايات عن تبجيل المرأة والأم وتخصيص يوم للاحتفال بعطائها للأسرة، فنحن لا ننسي أنه قبل أكثر من 1439 عاما وقبل أن يقرر العالم القديم والحديث أن يحتفل بالمرأة والذي تم تحديده في الثامن من مارس، كان الإسلام هو أول من كرم المرأة وأعطاها حقوقها كاملة، وأوصى بها القرآن الكريم وأوصانا بها رسولنا، وكانت آخر كلماته قبل موته "استوصوا بالنساء خيرا". فالإسلام أول من كرم المرأة ولم يحدد يوما في العام لتكريمها بل كانت مكرمة ومصانة طوال العام وليس في يوم محدد منه..وأمرتنا آيات القرآن الكريم بالإحسان إلى الوالدين،الأم والأب :" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً"، بل إنه حينما جاء رجل إلى النبي وقال له من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك وكررها ثلاثا وفي الرابعة قال ثم أبوك.
وقد حثنا الإسلام علي الاهتمام بالمرأة علي مدي مراحلها الثلاث، بدءا من البنت ثم زوجة ثم أما ، وكان أمر الإحسان إليها من صميم تعاليم الدين الإسلامي في هذه المراحل الثلاث. فأمرنا الإسلام بالمساواة بينها وبين الولد وهي لا تزال بنتا، فقال بن عباس :"سووا بين أبناءكم ولو فضلت أحدا على أحد لفضلت النساء"، وكان نبينا محمد أول من بشرنا بني المسلمين بأنه من رزقه المولي عز وجل بنتين أو أكثر أو أقل ولو كانت واحدة وأحسن تربيتها وتأديبها كن له يوم القيامة حجابا من النار.
أما الزوجة، فقد أمرنا الله عز وجل بحسن معاشرتها فقال في محكم آياته :" "وعاشروهن بالمعروف".كما أمرنا الإسلام بإعطاء المرأة كافة حقوقها فقال عز وجل: في سورة النساء "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة، فإن طبن لكم عن شئ منه نفساً فكلوه هنيئا مريئا". فلا يجوز للزوج أن يتصرف في مهرها أو ينفقه بدون إذنها، وتتمتع المرأة المسلمة بذمة مالية خاصة بها. ونشير هنا الي أن من جمال ديننا الإسلامي أنه جعل اللقمة التي يضعها الزوج في فم زوجته صدقة، ونهى عن ضربها أو سبها أو إهانتها، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فكان يدلل زوجاته ويساعدهم في عمل البيت.
وكلنا يعلم كيف كانت تعامل المرأة في الجاهلية قبل الإسلام، فكانت تباع وتشتري ومحرومة من كافة المزايا الإنسانية و ليس لها قيمة، بل كان الكفار يوأدون البنت إذا أنجبت المرأة أنثى وإسودت وجوههم بمجرد علمهم بأن المولود بنت.وظل الأمر كذلك حتي نهي الإسلام عن هذه العادة المذمومة وأعلمنا أن الله هو من يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور.
وإذا كنا قد تحدثنا عن الماضي السحيق ثم ما أمرنا به الإسلام حيال الأم حتي وصل بنا الحال في وقتنا الراهن، فمبتغانا أن يتعلم أطفالنا حب الأم والوفاء لها ورعايتها طوال حياتها، فالأم هي الحب والسلام والتسامح والرحمة علي الأرض وأكبر مساهم في نماء البشرية ورخائها، وإذا كانت المرأة والأم هي أساس الأسرة الصغيرة، فهي أيضا أساس الأسرة الكبيرة في كل وأي مجتمع، سواء خصصنا لها يوما او يومان، فبغض النظر عن احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس كل عام، فالمرأة المسلمة والعربية ليست في حاجة الي مجرد يوم واحد لنحتفي بها، فهي تستحق التكريم كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم، فكل لحظة تفوتنا بدون تبجيل أمهاتنا تختصم من حياتنا ودعوات الأم لنا، فيكفي أن دعوة الأم لأولادها لا يردها الرحمن، ويكفي أن المولي عز وجل سمي جزء منها باسم من أسمائه وهو "الرحم" الذي يحتوي بذرة الإنسان لترضعها من ثدييها، ويكفي أن غياب الأم يعني غياب من كان سبب رحمة ربنا بنا.
وكما بدأت اختم، الي أغلي هدية من المولي عز وجل، الي من أوصت بها جميع الأديان السماوية، الي أصل البر والمودة والرحمة، إليك باقة ورد يا أمي وكل أم في الوجود عرفانا وتقديرا لكن جميعا.
احمد المرشد
كاتب ومحلل سياسي بحريني
[email protected]
أخبار تهمك
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟