"إيفون غطاس" سيدة من الطراز الأول.. استحقت لقب الأم المثالية بجدارة
الأحد 18/مارس/2018 - 11:51 م
أيمن الجرادى
طباعة
قصة كفاح حقيقية على أرض الواقع بإحدى بقاع محافظة سوهاج، قلب صعيد مصر، لسيدة بلغت منذ أيام معدودة سن المعاش وكرمتها محافظة سوهاج بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي بسوهاج، بلقب الأم المثالية لعام 2018.
أنها السيدة "إيفون غطاس" صاحبة الـ 60 عام، لها ابن وحيد يدعى "مينا يعقوب فاخوري" 32 عام، ويعمل مدرس لمادة العلوم بعد تخرجه من كلية العلوم جامعة سوهاج.
تقول الأم المثالية "إيفون": كنت موظفة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج، وتم إحالتي للمعاش الشهر الماضي، وارتبطت بقصة حب مع زوجي الراحل "يعقوب فاخوري" أحد أبناء قرية الغباشي بمدينة جرجا، وتزوجنا في مايو 1985، وبعد الزوج بـ7 أشهر فقط، في يناير 1986 التحق زوجي بالقوات المسلحة المصرية لقضاء فترة خدمته العسكرية.
وعندما علم زوجي بالحمل كانت الفرحة الكبرى، فكان سعيد جدا حتى قال لى انه لابد ان أستريح وعند نزولي في إجازات الجيش أخدمك يا زوجتى الحبيبة، ولكن لم أنسى انه في عام 86 عندما وعدني انه سيكون معى فى حد السعف وذهبت إلى الكنيسة فى هذا اليوم وانتابتني حالة بكاء وأحسست بأن هناك شئ صعب قادم، ولم أعرف أنه كان فى هذا الوقت زوجى جاء متوفى شهيد قادمون به زملائه من الجيش وإلى قريته وأهله ودفنوه، ولم أعلم إلا بعد الدفن وعرفت بأنه عمل عملية الزائدة ثم حدثت له مضاعفات وفارق الحياه.
وضعت ما في بطنى في 22 سبتمبر 1986، خرج ابني إلى الحياة يتيما، وأسميته "مينا" وكرست له كل حياتي، واصريت أن أعيش وحيدة برفقة ابني وأعيش على ذكريات زوجي الغالي الذي أحتفظ منه بكل كلمة وخطاب كان يرسله لي حتى يومنا هذا يوجد لدى كل رسائله وأتمنى أن يجمعني الله به، ولم أقبل أن يكون هناك زوج أم يسئ لابني، ورفضت الزواج وكانت أصعب اللحظات هي تلك التي بدأ فيها أبنى يكبر ويدرك كثير من الأمور ويسأل، وقطم ظهري عندما سألنى قائلا "كل الناس بتقول بابا يا ماما، هل من الممكن أقول بابا؟" قلت له قول يا أبنى أنا بابا وماما وأنا وهبت لك حياتي كلها وعايشه عشان خاطر عيونك أنت أملي فى الدنيا كلها إلا أنت"، وكبر مينا وتعلم وتخرج وعمل مدرس للعلوم وأتمنى أن أكمل حلمي بان أزوجه بنت طيبة تراعي ربنا فية.
إما "مينا" يقول ولدت بعد وفاة أبى بـ 5 شهور، وتعلمت على يد ست الحبايب امى اللي مفيش حد زيها فى الدنيا، تحملت تعب ومرار الدنيا كلها عشان خاطري انا، ولم تقبل بالزواج من أحد لأجلى ووفاءا لوالدي، فكم هي حقا تستحق أكثر من لقب الأم المثالية، وللأسف مش قادر أوفيها بجزء من تعبها على الرغم انى تحت رجليها بس برضة مش موفى ليها حقها، واكرمنى الله أنى كنت متفوق بدراستي ولم اتعب والدتي على الإطلاق وكنت مطيع طاعة تامة لها مثلما أمرنا ديننا.
وأضاف أنا من تقدم بطلب فى مسابقة الام المثالية وليس امى، كنت أتمنى أن أسعدها وتقدمت وحصلت قصة كفاحها على المركز الأول، واسعدنى ذلك أكثر مما أسعدها لأنها لا ترضى بجزاء مقابل ما فعلت الا من الله رب العزة.
قال محمد عبد السلام وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسوهاج، أن الأم المثالية صاحبة المركز الأول على المحافظة هي أرملة علي المعاش حاليا، وتوفي زوجها بعد عام من زواجهما، وكانت في الـ32 عاما حينها، وترك لها ابنا وحيدا والذي تخرج من كلية العلوم ويعمل الآن مدرس، وأضاف أنه سيتم تكريمها من السيد رئيس الجمهورية في حفل تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية يوم 21 مارس الجاري وايضا سيتم تكريمها بديوان عام محافظة سوهاج.