فأر صغير.. قصيدة بقلم صفاء رمضان
الأربعاء 21/مارس/2018 - 08:29 م
لمياء يسري
طباعة
فأر صغير، قصيدة شعرية، بقلم صفاء رمضان:
كنت ولا زلت فأر صغير متسخا بقاذورات القطط
يترنح فوق سلك كهربائي واهن في شارع خلفي
شارع لا يمر به أحد سوي قطط بلا مأوي
كنت ولا زلت فأر صغير مختلف الشكل
لديه ذيل مثل ثور عتيق
تميمة للقوة عند قبائل الأُوَل
أذنان مثل أُذْن حمار فلاح في القرن التاسع عشر
عينان مثل عينيّ قرد أفريقي
يتقاذفونه أطفال بيض
فم واسع بأسنان جرو وشفاه تيس عجوز
أنف خنزير هارب من مصيره إلي جحيم المدينة
جسد آدمي؛ هزيل قزم في حجم عود ثقاب
أسكن:
علب الصفيح
صناديق النفايات
استلقي فوق أكياس القمامة كأنها سرير ملكي
حين يمر فوق صدري صرصار
يداعب شعيرات الدم التي لازالت تعمل
اضحك كثيرًا ثم أبكي
لأني؛ لا أعرف ما معنى هذا الشعور؟
حين تمر دوده فوق عينيّ ترتعشان بخفة
ينتابني الذعر فهذا يدل علي موت قط
بينما الذبابات تقفن علي حافة أسطوانات أذنيّ
تعزفن معزوفاتهن الخاصة نطرب لها سويا
تردد الضفادع خلفنا نشيد البؤساء المأثور
بينما أناث الناموس تؤدين عروض البالية الخاصة بهن
تتسلل أحد الحشرات الغريبة علي شفاهي
تلامس طبقتها الداخلية
يهتز الجسد الهزيل بشكل يسمح لحشرات أخري:
بالعدو فوق ساقي، بمداعبة بطني الجائع منذ سنوات
بالعبور إلي الداخل، إلي مناطق الجنس المهجور
مجهول الهوية
يختفي حينها كل شيء
عدا صورتي وأنا اترنح فوق حبل
يهزني يمينًا، يسارًا
يسري الدم الغائب
في أوردتي الجافة كتلك النهود الجافة من الحليب
منذ حملة التبرع بالدم لضحايا العمارات المنكوبة
ينخر عظمي الشعور بالوجع، باللذة، بالحنين
يخرق الصمت صوت عمال النظافة وهم:
ينهرونني، يقذفونني بالشتائم،
مقتلعين أطرافي بمكانسهم الظريفة المصنوعة من شعر القنافذ
يستثير ذلك الحماسة فيّ
فأقرر أن أرقص كالمهرجين اللاتنيين
في قلب شوارع مدينتنا المتوحشة
أنشد في أبواق الشوارع المنسية بصوت عالٍ
هنا فئران تترنح:
فوق الوجع، فوق البؤس، فوق الخطب الحقوقية
هنا قانون كن كما شئت
كن عاريًا، اكتسي بالقاذورات، بجلود الماعز
ارقص، غنْ، لكن لا تنس إخوانك في صناديق النفايات
حج إلي مذبح القلوب
ضع قلبك الحزين فوق صخرة صلب بروميثيوس
جميعنا سرق النار، لا تنس أنه من ذلك الصدر
خرج البيان الأول والثاني والثالث، وسيخرج منه الأخير
كن حرًا
كن حرًا
كن حرًا
يخونني جسدي
اسقط
تأتي سيارة " كارو " تحملني عند التل المهجور
يلقيني رجل غليظ الكف
ثم يلعنني " يا فأر "
اضحك وأنا اكمل له العبارة:
فأر متسخ يترنح فوق قاذورات المدينة
لأنه قرر يومًا أن يؤلف كتابًا
يسوقني النوم إلي غيابات الحلم
فأري نفسي أقف في عربة المترو
بجواري سيدة عجوز تسألني:
كم سعر اللفت اليوم ؟
كنت ولا زلت فأر صغير متسخا بقاذورات القطط
يترنح فوق سلك كهربائي واهن في شارع خلفي
شارع لا يمر به أحد سوي قطط بلا مأوي
كنت ولا زلت فأر صغير مختلف الشكل
لديه ذيل مثل ثور عتيق
تميمة للقوة عند قبائل الأُوَل
أذنان مثل أُذْن حمار فلاح في القرن التاسع عشر
عينان مثل عينيّ قرد أفريقي
يتقاذفونه أطفال بيض
فم واسع بأسنان جرو وشفاه تيس عجوز
أنف خنزير هارب من مصيره إلي جحيم المدينة
جسد آدمي؛ هزيل قزم في حجم عود ثقاب
أسكن:
علب الصفيح
صناديق النفايات
استلقي فوق أكياس القمامة كأنها سرير ملكي
حين يمر فوق صدري صرصار
يداعب شعيرات الدم التي لازالت تعمل
اضحك كثيرًا ثم أبكي
لأني؛ لا أعرف ما معنى هذا الشعور؟
حين تمر دوده فوق عينيّ ترتعشان بخفة
ينتابني الذعر فهذا يدل علي موت قط
بينما الذبابات تقفن علي حافة أسطوانات أذنيّ
تعزفن معزوفاتهن الخاصة نطرب لها سويا
تردد الضفادع خلفنا نشيد البؤساء المأثور
بينما أناث الناموس تؤدين عروض البالية الخاصة بهن
تتسلل أحد الحشرات الغريبة علي شفاهي
تلامس طبقتها الداخلية
يهتز الجسد الهزيل بشكل يسمح لحشرات أخري:
بالعدو فوق ساقي، بمداعبة بطني الجائع منذ سنوات
بالعبور إلي الداخل، إلي مناطق الجنس المهجور
مجهول الهوية
يختفي حينها كل شيء
عدا صورتي وأنا اترنح فوق حبل
يهزني يمينًا، يسارًا
يسري الدم الغائب
في أوردتي الجافة كتلك النهود الجافة من الحليب
منذ حملة التبرع بالدم لضحايا العمارات المنكوبة
ينخر عظمي الشعور بالوجع، باللذة، بالحنين
يخرق الصمت صوت عمال النظافة وهم:
ينهرونني، يقذفونني بالشتائم،
مقتلعين أطرافي بمكانسهم الظريفة المصنوعة من شعر القنافذ
يستثير ذلك الحماسة فيّ
فأقرر أن أرقص كالمهرجين اللاتنيين
في قلب شوارع مدينتنا المتوحشة
أنشد في أبواق الشوارع المنسية بصوت عالٍ
هنا فئران تترنح:
فوق الوجع، فوق البؤس، فوق الخطب الحقوقية
هنا قانون كن كما شئت
كن عاريًا، اكتسي بالقاذورات، بجلود الماعز
ارقص، غنْ، لكن لا تنس إخوانك في صناديق النفايات
حج إلي مذبح القلوب
ضع قلبك الحزين فوق صخرة صلب بروميثيوس
جميعنا سرق النار، لا تنس أنه من ذلك الصدر
خرج البيان الأول والثاني والثالث، وسيخرج منه الأخير
كن حرًا
كن حرًا
كن حرًا
يخونني جسدي
اسقط
تأتي سيارة " كارو " تحملني عند التل المهجور
يلقيني رجل غليظ الكف
ثم يلعنني " يا فأر "
اضحك وأنا اكمل له العبارة:
فأر متسخ يترنح فوق قاذورات المدينة
لأنه قرر يومًا أن يؤلف كتابًا
يسوقني النوم إلي غيابات الحلم
فأري نفسي أقف في عربة المترو
بجواري سيدة عجوز تسألني:
كم سعر اللفت اليوم ؟