ما لا تعرفه عن ريم بنا.. «سفيرة السلام» التى غلبها المرض .. ورحلت دون وداع
الإثنين 26/مارس/2018 - 07:27 م
نسمة ريان
طباعة
"ريم بنا"، المناضلة والمغنية الفلسطينية، التي رحلت بعد رحلة شاقة مع مرض سرطان الثدي، استمرت 9 أعوام؛ انتصرت عليه مرة بقوتها وصلابتها وحبها للحياة.
"ريم بنا"، مغنية وملحنة فلسطينية ولدت فى 6 ديسمبر عام 1966، بمدينة الناصرة عاصمة الجليل، تربت في بيت فني ومناضل فهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ، إحدى رائدات الحركة النسوية، ومنذ الصغر عشقت الغناء وشاركت فى العديد من الاحتفالات الوطنية بالمدرسة، لتبدأ رحلتها وهى فى العاشرة من عمرها، لتدرس بعد ذلك الموسيقى فى المعهد العالى للموسيقى بموسكو.
وتخصصت «ريم» في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائية، وأثناء الدراسة أصدرت ألبومين غنائيين هما: «جفرا ودموعك أمي» حتى تخرجت عام 1991، لتتزوج من الموسيقى الأوكراني ليونيد أليكسيانكو الذي درس معها فى موسكو، لتنجب منه ثلاثة أطفال، وعاشت معه ببيت صغير يطل بالناصرة، ولكن زواجهما لم يدم طويلًا لينفصلا بعد 19 عاما، قبل معرفتها بمرضها بتسعة أعوام، لتربي هي أبناءها وكان مصدر رزقها هى الموسيقى والحفلات التي تحييها.
لم تقف موهبة «ريم» عند حد الغناء بل تخطتها لتؤلف كلماتها الخاصة؛ كما قامت بتلحين أشهر الأشعار الفلسطينية التي كتبها شعراء حملوا راية الدفاع عن وطنهم وقدسياتهم، أبرزهم: توفيق زياد، ومحمود درويش، وسميح القاسم.
عاشت ريم بنا قصة كفاح طويلة مع مرض السرطان، فكانت إحدى المحاربات التي شجعت غيرها فى أن يقف بوجه هذا المرض اللعين، ففى عام 2009 اكتشفت «بنا» أنها مريضة بسرطان الثدي، فلم تخشه يومًا ولكنها حاربته ونجحت فى أن تشفى منه بالفعل؛ لكنه عاد وهاجمها مرة أخرى، وظلت تقاومه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وكانت تقول دائمًا: «إن الاحتلال غزا فلسطين، والسرطان يريد أن يغزو جسمي«.
استمرت المغنية الفلسطينية ريم بنا تقاوم المرض وتقوم بإحياء الحفلات بين جلسات العلاج، لتؤكد لجمهور بأنها لن تستسلم أبدًا، ستشفى من هذا المرض، فلم تكن تعلم بأن هذا المرض سيتوغل إلى روحها ويسلبها صوتها؛ إذ أصيبت بالشلل في أحد حبالها الصوتية، وذلك عام 2016، لتخرج فى يناير من هذا العام تصارح جمهورها بأنها لن تستطيع الغناء مرة أخرى، لترحل دون إتمام وعدها عن عمر يناهز 51 عامًا.
على مدى مشوارها الفني نالت العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها حصولها على لقب «سفيرة السلام» وذلك عام 1994؛ بعد أن حققت شهرة واسعة على نطاق واسعة بسبب غنائها للأطفال الذين أحبوها وتربوا على صوتها، كما حصلت على شخصية العام أكثر من مرة بتونس، وفازت بجائزة فلسطين للغناء عام 2000، وآخر ما نالته هى جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2013.
وخيمت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي منذ وفاتها، وتحولت الصفحات إلى رثاء للمناضلة ريم بنا، بينما جاءت الرسالة الأكثر تأثيرًا هى آخر كلماتها التي تفوهت بها على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» فى الخامس من مارس الجاري، وتقول خلالها: «كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي.. فكان علي أن أخترع سيناريو.. فقلت لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم .. حين أخلعه.. سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق.. وأترك الجنازة وخراريف العزاء عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام مراقبة الأخريات الداخلات وأنتظر عودتكم.
نعم، قد رحلت ريم بنا عن عالمنا اليوم، لكنها لا تزال حية داخل قلوب محبيها الذين لن ينسوا صوتها الملائكي، وروحها الجميلة المبتسمة دائمًا، وستظل رمزًا للأمل والتحدي والصمود.
"ريم بنا"، مغنية وملحنة فلسطينية ولدت فى 6 ديسمبر عام 1966، بمدينة الناصرة عاصمة الجليل، تربت في بيت فني ومناضل فهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ، إحدى رائدات الحركة النسوية، ومنذ الصغر عشقت الغناء وشاركت فى العديد من الاحتفالات الوطنية بالمدرسة، لتبدأ رحلتها وهى فى العاشرة من عمرها، لتدرس بعد ذلك الموسيقى فى المعهد العالى للموسيقى بموسكو.
وتخصصت «ريم» في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائية، وأثناء الدراسة أصدرت ألبومين غنائيين هما: «جفرا ودموعك أمي» حتى تخرجت عام 1991، لتتزوج من الموسيقى الأوكراني ليونيد أليكسيانكو الذي درس معها فى موسكو، لتنجب منه ثلاثة أطفال، وعاشت معه ببيت صغير يطل بالناصرة، ولكن زواجهما لم يدم طويلًا لينفصلا بعد 19 عاما، قبل معرفتها بمرضها بتسعة أعوام، لتربي هي أبناءها وكان مصدر رزقها هى الموسيقى والحفلات التي تحييها.
لم تقف موهبة «ريم» عند حد الغناء بل تخطتها لتؤلف كلماتها الخاصة؛ كما قامت بتلحين أشهر الأشعار الفلسطينية التي كتبها شعراء حملوا راية الدفاع عن وطنهم وقدسياتهم، أبرزهم: توفيق زياد، ومحمود درويش، وسميح القاسم.
عاشت ريم بنا قصة كفاح طويلة مع مرض السرطان، فكانت إحدى المحاربات التي شجعت غيرها فى أن يقف بوجه هذا المرض اللعين، ففى عام 2009 اكتشفت «بنا» أنها مريضة بسرطان الثدي، فلم تخشه يومًا ولكنها حاربته ونجحت فى أن تشفى منه بالفعل؛ لكنه عاد وهاجمها مرة أخرى، وظلت تقاومه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وكانت تقول دائمًا: «إن الاحتلال غزا فلسطين، والسرطان يريد أن يغزو جسمي«.
استمرت المغنية الفلسطينية ريم بنا تقاوم المرض وتقوم بإحياء الحفلات بين جلسات العلاج، لتؤكد لجمهور بأنها لن تستسلم أبدًا، ستشفى من هذا المرض، فلم تكن تعلم بأن هذا المرض سيتوغل إلى روحها ويسلبها صوتها؛ إذ أصيبت بالشلل في أحد حبالها الصوتية، وذلك عام 2016، لتخرج فى يناير من هذا العام تصارح جمهورها بأنها لن تستطيع الغناء مرة أخرى، لترحل دون إتمام وعدها عن عمر يناهز 51 عامًا.
على مدى مشوارها الفني نالت العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها حصولها على لقب «سفيرة السلام» وذلك عام 1994؛ بعد أن حققت شهرة واسعة على نطاق واسعة بسبب غنائها للأطفال الذين أحبوها وتربوا على صوتها، كما حصلت على شخصية العام أكثر من مرة بتونس، وفازت بجائزة فلسطين للغناء عام 2000، وآخر ما نالته هى جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2013.
وخيمت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي منذ وفاتها، وتحولت الصفحات إلى رثاء للمناضلة ريم بنا، بينما جاءت الرسالة الأكثر تأثيرًا هى آخر كلماتها التي تفوهت بها على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» فى الخامس من مارس الجاري، وتقول خلالها: «كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي.. فكان علي أن أخترع سيناريو.. فقلت لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم .. حين أخلعه.. سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق.. وأترك الجنازة وخراريف العزاء عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام مراقبة الأخريات الداخلات وأنتظر عودتكم.
نعم، قد رحلت ريم بنا عن عالمنا اليوم، لكنها لا تزال حية داخل قلوب محبيها الذين لن ينسوا صوتها الملائكي، وروحها الجميلة المبتسمة دائمًا، وستظل رمزًا للأمل والتحدي والصمود.