مشهد معبر عن مصر، تاريخا وشعبا وجيشا ودولة، فبعد تكهنات مغرضة مريضة بعدم حضور المصريين للجان الاقتراع الرئاسية، جاء المصريون بمفاجأة على عكس كل التوقعات.
في مواجهة هذه الصورة لمصر الكبرى ذهبت وتذهب كل التحليلات مهب الرياح، التحليل الوحيد الذي يصيب الحقيقة، يمكن اختصاره في كلمة واحدة "هذه مصر"
من يتعمق في الوجدان المصري، سوف يفهم ما يحدث، كل ما هنالك أن الشعب يختار الرئيس عبدالفتاح السيسي، برغم الظروف التي يعيشها الشعب سوف يدرك أن هذا الاختيار يرتكز فقط على حقيقة أدركها الشعب، وهي أن السيسي مخلص ومحب ويعمل لمصر.
هكذا خرج الشعب المصري مطالبا بناصر بعد قراره التنحي رغم هزيمته في 1967، لأن الشعب كان قد أدرك حقيقة ناصر، أنه كان مخلصا وصادقا في حبه لمصر، ذلك الحب والإخلاص الناصري لمصر هو من أخرج الشعب بعد الهزيمة الغادرة ليطالب ببقاء جمال عبدالناصر الذي حقق قبل الهزيمة انتصارات وطنية عظيمة تاريخية.
وذاك الحب ذاته هو من يخرج المصريين الآن في الانتخابات الرئاسية 2018 لاختيار وانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي.
دون الوقوع في تفاصيل تاريخية وجدل محسوم وطنيا منذ عشرات السنين، العبرة هنا بحب مصر والإخلاص لها، الموقفان متشابهان، رئيس أخلص وعمل واجتهد في بناء مصر وحماية شعبها، في الستينيات واجه عبدالناصر عداوات مصر والمؤامرات ضدها، كان الأعداء كثر، وكان التحدي عظيم، عسكريا وإرهابيا وتنمية وبناءا.
الرئيس الذي تعرض لموآمرة كبيرة وتعرض للهزيمة وخرج بقرار التنحي وتحمل المسئولية لم يتخلى عنه الشعب في اللحظات الفارقة وخرجت قلوب المصريين إلى ميادين مصر هتافا ونداءا، لا تتنحى يا ناصر.
في 2018 رغم التحديات، حربا مع الإرهاب الأسود المقيت، تحديا كبيرا للبناء والتنمية، غول مخيف اسمه الفساد والاحتكارات، أعداء في الخارج يتآمرون ويمكرون، محبطون ومغرضون، والسيسي يختار الطريق الصعب، وهو المواجهة والتحدي، وينجح في بدء تنمية حقيقية تحتاج للاستكمال.
ورغم أن الشعب يعيش ألما اقتصاديا، غلاءا في الحياة ونارا في الأسعار، والمواطن يبذل قصارى جهده ويبذل آخر قطرات العرق ليستطيع الحياة، وأبواق الشر تنعق في كل حين لتضليل الشعب، ولكن الرئيس السيسي انتصر في مواجهة الإرهاب والموآمرات، ويبدأ بناء اقتصادايا وطنيا، فقد أدرك الشعب طريقه، وأيقن أن السيسي يسير في الطريق الصحيح.
الشعب يدرك أن رئيسه مخلصا ومحبا ويعمل لمصر، وأن اللحظات فارقة وخطرة، وخرج الشعب للسيسي يناديه استمر، كما خرج ينادي ناصر لا ترحل.