"مرصد الإفتاء" يؤكد فشل محاولات تنظيم داعش للتحول إلى دولة
الثلاثاء 12/يوليو/2016 - 03:58 م
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن معركة تنظيم (داعش) للتحول إلى دولة لن تكلل بالنجاح، وإن توافر من شيء من مقومات الدولة لدى التنظيم، لافتا إلى أنه "من غير المتوقع ان تحصل عصابات داعش على اعتراف دولى، لافتقارها إلى مقومات الدولة بمفهومها الحديث".
جاء ذلك في تقرير أصدر المرصد اليوم بعنوان (داعش.. ومعركة التحول إلى دولة) سلط فيه الضوء على محاولات التنظيم الإرهابي التحول إلى دولة مزعومة في سوريا والعراق، بدءا بإطلاق مسمى الدولة على التنظيم منذ نشأته وصولاً إلى إصداره شرحًا مفصلاً لهيكلته وأدوار مسؤوليه ودور الولايات والدواوين وغيرها عبر إصدار جديد بعنوان "صرح الخلافة"، وإصدار الـ"دينار الذهبي" كعملة رسمية للمناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
وأوضح المرصد أن هدف التحول إلى دولة يمثل ركيزة أساسية في فكر "داعش"، وقد بذل التنظيم جهودًا مضنية في سبيل تحقيق هذا الهدف، حتى أنه أنشأ نظامًا تعليميًا خاصا به، وألف المناهج المتسقة مع الأفكار والأيديولوجيات التي يؤمن بها، وأنشأ الدواوين المختلفة، وحدد الولايات التابعة "للدولة" المزعومة، والتي تتكون من 35 ولاية متوزعة في عدة دول، 19 منها في سوريا والعراق، و16 في دول أخرى، وذلك حسب ما أعلن التنظيم، وأنشأ مجلس الشورى لمعاونة "خليفتهم المزعوم"، وحدد هيئاته ومكاتبه الرسمية، وهي: "هيئة الهجرة، هيئة شؤون الأسرى والشهداء، ومكتب البحوث والدراسات، وإدارة الولايات البعيدة، ومكاتب العلاقات العامة والعشائر".
وأكد التقرير أنه من غير المتوقع أبدا أن يحصل التنظيم على القبول والاعتراف الدولي به، فهو في النهاية تنظيم عصابى يقوم على عدد من الأفكار والمبادئ التي تتناقض بالكلية مع القواعد والأعراف الدولية، كمسألة الحدود التي لا يعترف بها التنظيم، ومنظوره للتعامل مع المجتمع الدولي وفاعليه.
وبين التقرير أن التنظيم ينظر إلى العالم الخارجي من خلال مفاهيم دار الحرب ودار الإسلام، ويقسم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان، وليس كدول أعضاء في المجتمع الدولي تخضع جميعها لقواعد وأحكام القانون والأعراف الدولية، وتنتظم في الهيئات والتنظيمات الدولية والإقليمية.
وأشار التقرير إلى ان أفكار التنظيم متصادمة مع الدولة بمفهومها الحديث، ويجعله يعيش خارج الواقع والزمان وإن استحوذوا على بعض الأماكن، كما أن التاريخ يشهد بأن الخوارج الذين ينتمي إليهم هذا التنظيم أقرب إلى العصابات ولم ينجحوا أبدا في إقامة دولة عبر التاريخ.