لأنهم يستحقون.. بوابة المواطن ترصد أحوال اليتامى في أجواء الغلاء "صور"

الخميس 05/أبريل/2018 - 10:06 م

محمد إبراهيم شعبان

أوصى الله عز وجل برعاية اليتيم وعدم التسبب في الظلم والقهر له،حيث قال في كتابه العزيز "فأما اليتيم فلا تقهر" سورة الضحى: الآية 9 كما يوجد الكثير من الآيات القرآنية التي حذرت من عدم الإساءة إلى اليتيم أو توبيخه أو أكل ماله.

كما يقول سيدنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف، (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا. وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى، وفرَّجَ بينَهما شيئًا)،[صحيح البخاري] وهذا دليلٌ واضحٌ على عظمة الأجر الذي يناله من يُحسن إلى اليتيم، ويعينه على الدنيا ويعوضه عن فقدان والديه.

واليتيم هو الشخص الذي فقد ولي أمره،في الوقت الذي يكون فيه غير قادر على رعاية نفسه وتحمل أعباء الدنيا ومسئولياتها،وفي ظل هذه الأجواء الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة،بدأت قلوب الناس تتمرد وتبعد كثيرا عن مساعدة المحتاجين والفقراء واليتامى أو حتى العطف عليهم وبما أن اليتيم من أشد المحتاجين للعطف والرعاية والمساعدة بالحب والمال والتقرب إليه بالهدايا، لذلك حرصت "بوابة المواطن" على رصد معاناة الأيتام في ظل غلاء المعيشة.

يقول "أحمد سيد"يتيم عمره 8 سنوات أن والدته ماتت وهو في سن الرابعة وعقب وفاتها،وجد معاناة مؤلمة من جانب أبيه الذي يعامله بقسوة،وذكر لنا أن أبيه يعمل بائع خضار ويعاني من أزمات مالية وديون كثيرة تراكمت عليه ولايوجد من يساعده، الأمر الذي يجعله يتضايق مني أنا وأخي الصغير للدرجة التي تجعلنا نترك المنزل ونذهب في ساحات الشوارع نبيع المناديل.

سلمى طارق يتيمة عمرها 11سنة تقول أن والديها الاثنين ماتوا في حادثة وتركوها وحيدة ولا تجد احد يعولها سوى خالها، وأضافت سلمى قائلة أنها كثيرا ما تشعر بالجوع ولا تجد من يحن عليها في هذه الأيام الصعبة وأنها كثيرا ما تمد يدها للناس ولكن بلا جدوى،و قالت سلمى أنها تقوم بتنظيف السيارات في أماكن انتظارها مقابل أجرة يعطف بها صاحب السيارة عليها، وأنهت سلمى حديثها معنا قائلة الموت أفضل بكثير من هذه الحياة الصعبة.

غلاء المعيشة سبب جفاء قلوب الناس وقلة إقبالهم على التبرع والمساعدة

ترى "سامية جمال" مدرس علم الاجتماع بالثانوية العامة أن اليتامى هم أحق الناس في هذه الأيام بالعطف والمساعدة بخاصة في ظل هذه الأجواء التي غلت فيها المعيشة،الأمر الذي تسبب بعض الشئ في جعل الناس حريصة لا تفرط فيما تملكه من أموال.

إهمال مساعدة اليتامى خطر ينذر بظهور موجات التطرف والإرهاب

لكن نحن لايجب أن ننتظر إقبال أحد من الناس على إسعاد اليتامى، بل يجب ان يتكاتف الجميع،الأفراد العاديين ومنظمات المجتمع المدني والحكومة ورجال الأعمال ونجوم الفن والرياضة بل والكل يحب أن يقبل على دعم اليتامى والتقرب إليهم بالهدايا وكافة ألوان المساعدات الأخرى ليس في اليوم العالمي لليتيم فقط ولكن في كل الأيام، فهم أشخاص حرموا من أولياء أمورهم في ظل عدم قدرتهم على رعاية أنفسهم، وحذرت أستاذة سامية من خطر إهمال المجتمع لليتامى قائلة أن ذلك قد يخلق موجات كبيرة من التشرد والتسول والجريمة وقد تنتهي هذه الموجات بالإرهاب.

كيفية الإحسان إلى اليتيم

لابد من تقديم النصائح له، والأخذ بيده،أيضا لابد من الإنفاق عليه وعلى تعليمه وتنمية ماله وزيادته حتّى يبلغ أشدّه،و تقديم الهدايا والعطايا له كي يشعر بالفرح، ومعاملته باللطف والبرّ والإحسان،و تجنب زجره أو شتمه وعدم إشعاره بالنقص أو الحرمان، تعليمه أمور دينه، مثل: الصلاة، والصيام، والزكاة، وقراءة القرآن الكريم، وتعليمه أمور دنياه فيما يخصّ العلاقات الاجتماعيّة، وطريقة التعامل مع الناس، والأمور التي تُعينه على مواصلة الحياة وإعطاؤه من مال الزكاة والصدقات؛ لإعانته على ظروف الحياة.