تصاعدة حدة الأزمات التى تتواجه فيها روسيا وأمريكا وحلفائها فى الاتحاد الأوروبى، وذلك على إثر العديد من الأزمات، آخرها الأزمة السورية، التى يتم فيها تشتييت وخداع الرأى العام من أجل تمرير صوت المؤامرة الأمريكية والأوروبية على الشعب السورى.

لكن الدب الروسى نهض مرة آخري مدافعًا عن حليفه نظام بشار الأسد، نافيًا أن تكون الأزمة الأخيرة التى تتمثل فى قصف المدنيين والمعارضة بالكيماوى، وهذا ما ادعته أمريكا والغرب، ولكن روسيا نفت ذلك تمامًا، وأكدت أنه لا مجال فى تلك الأزمة إلا بالتحقيق الدولى.

الكيماوى يُنهض روسيا فى وجه أمريكا وأوروبا

وزعمت أمريكا وعدد دول أوروبية، قيام النظام السوري بقصف المدنيين، بالكيماوى، وهو احد الأسلحة المحرمة دوليًا، وترتقى إلى جرائم الحرب، لكن الأزمة فى أن النظام نفى قيامه بمثل تلك الضربات، بل أكد أنه لا يمتلك أسلحة كيماوية بالأساس، مشيرًا إلى أنه تم إعدامها عن طريق الغرب.

لكن أمريكا والدول الأوروبية أصرت على اتهامها، ما جعل الدب الروسى ينهض من نومه المؤقت، ليعلنها، أن أى اجراءات ضد سوريا سوف تقابل بفوضى عارمة هناك.

وذلك بعد أن أعلنت أمريكا، أنها تتفق مع حلفائها، لتوجيه ضربات عسكرية داخل سوريا، الأمر الذى تحذر منه موسكو، وتتوعد بالتصدى له بكل قوة وحزم.

أمريكا تنوى ضرب سوريا.. وروسيا تتوعد

وقال مسئولين أمريكيين، اليوم، إن بلادهم تناقش مع الدول الحلفاء، توجيه ضربة عسكرية مشتركة، ردًا على ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام فى سوريا، بينما أدرج خبراء عدة منشآت رئيسية كأهداف محتملة.

وتعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برد قوى، قائلا إن "القرار سيُتخذ سريعا فى أعقاب الهجوم الذى يُشتبه وقوعه فى وقت متأخر من مساء يوم السبت الماضى فى مدينة دوما السورية وأسقط ما لا يقل عن 60 قتيلا وما يربو على مئة مصاب"، فيما لم يكشف المسئولون الأمريكيون - الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم - عن أى خطط، لكنهم أقروا بأن الخيارات العسكرية قيد التطوير، بينما ورفض البيت الأبيض ووزارتا الدفاع (البنتاجون) والخارجية الأمريكيتان التعليق على خيارات محددة أو ما إذا كان العمل العسكرى محتملا.

بريطانيا وفرنسا يشاركان أمريكا

وأعلنت كلًا من فرنسا وبريطانيا، التواصل مع أمريكا لدراسة الرد العسكري، على مزاعم إطلاق الكيماوى فى سوريا.

وقالت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى، إنها ستتحدث مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن هجوم كيماوى يعتقد أنه وقع فى سوريا، وقالت للصحفيين فى كمبردجشير، فى شرق إنجلترا، "سأستمر فى الحديث مع حلفائنا وشركائنا كما فعلت، تحدثت مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، هذا الصباح، وسأتحدث مع الرئيس ترامب فى وقت لاحق اليوم".

ولم ترد "ماى" عن ما إذا كانت بريطانيا سوف تشارك الولايات المتحدة إذا ما قررت واشنطن القيام بعمل عسكرى فى سوريا، لكنها قالت "نعتقد أن المسئولين عن ذلك يجب أن يحاسبوا"، كذلك، قال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، إن روسيا وإيران لم تفيا بعد بالتزاماتهما فيما يتعلق بسوريا، وإنه يجب مواصلة الضغط على روسيا، وأضاف أيضا أنه من غير المقبول عدم تحميل أى طرف مسئولية ما يشتبه بأنه هجوم كيماوى فى سوريا وصفه بأنه جريمة مقيتة.

روسيا: إما التحقيق أو الفوضى

وفى سياق ذا صله، وردًا على الدعوات السابقة، قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن موقف الولايات المتحدة ودول أخرى من مزاعم استخدام أسلحة كيماوية فى سوريا، ليس بناء، مؤكدًا أن موسكو لن تستسلم لضغوط تمارسها الدول الغربية عليها لتغيير سياساتها.

وأضاف بيسكوف: "روسيا لا تفعل شيئا تحت الضغط، ودائمًا ما تتصرف وفقًا لمصالحها"، مضيفًا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لطالما أشار إلى هذا الأمر فى العديد من المناسبات، وحينما سُئل عما إذا كانت الصعوبات الاقتصادية التى واجهتها روسيا خلال الأيام القليلة الماضية، فى ضوء فرض عقوبات أمريكية جديدة، يمكن أن تؤثر على موقف موسكو، قال بيسكوف، إن "الوضع يتطلب إجراء تعديلات، وهذه القضية نالت الاهتمام اللازم".

ومن جهته حذر رئيس لجنة الدفاع فى مجلس النواب الروسى، فلاديمير شامانو، من اتخاذ بلاده تدابير انتقامية سياسية ودبلوماسية وعسكرية إن لزم الأمر فى حالة توجيه الولايات المتحدة ضربة لسوريا.

وقال شامانوف: "سياسة المعايير المزدوجة وصلت إلى الدرك الأسفل، وسيتم اتخاذ كل الإجراءات العسكرية والدبلوماسية والسياسية إن تطلب الأمر"، متعهدًا بأنه لن يبقى أى إجراء غير قانونى معلقا بدون رد.

واستنكر شامانوف، تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن رد واشنطن فى غضون 48 ساعة، قائلًا "لا يجب أن يعلقوا آمالهم على فرق العمل البحرية والخدع الخاصة بهم، فنحن دولة ذات سيادة ولدينا حلفاء وضامنون لتلك الأحداث التى تقع فى سوريا ولن نسمح للأمريكيين بأن يدقوا المسامير على سندان شخص آخر"، وشدد على أن الإجراءات المحتمل أن تتخذها روسيا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ووصف التقرير الذى صدر عن ادعاءات بشن هجوم باستخدام أسلحة كيميائية فى مدينة دوما بسوريا بأنه تحريض مطلق.