وقعت مشادات كبيرة بين كلاً من روسيا وأمريكا وبريطانيا، داخل جلسة مجلس الأمن التى عقدت بشأن سوريا، اليوم الجمعة، وذلك من أجل مناقشة تطورات الأوضاع هناك، وبالأخص عقب التهديد الأمريكي الأوروبى المشترك بتوجيه ضربة عسكرية ضد دمشق.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن فى وقت سابق توجية ضربة عسكرية ضد سوريا، بمشاركة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لكن سرعان ما تراجع عن ذلك القرار، ولم يتم توجيه الضربة حتى الآن.

وترصد "بوابة المواطن" أبرز المشادات التى حدثت بين الدول النووية الثلاث فى مجلس الأمن خلال جلسة اليوم بشأن سوريا.

سوريا: من يقترب سنحرقه

وردًا على التهديدات والوعيد الأمريكي والغرب، قال السفير السورى لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفرى، أن سوريا لن يكون أمامها خيار سوى الدفاع عن نفسها حال تعرضها لأى هجوم، مضيفًا: هذا وعد وليس تهديد.

وعرض"الجعفرى" المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، الذى ينص على أحقية أى دولة فى الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم، مضيفًا أن أى هجوم أمريكي أو من أى دولة آخري كبريطانيا وفرنسا، لن تجعل أمام سوريا سوى تطبيق المادة 51 التى تمنحنا الحق فى الدفاع عن أنفسنا".

روسيا: أمريكا وفرنسا وبريطانيا يسعون للإطاحة بـ"الأسد" فقط

ومن جانبه قال مندوب روسيا بالأمم المتحدة، فاسيلى نيبينزيا، فى لهجة حاسمة، بإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مهتمة فقط بالإطاحة بحكومة الرئيس السورى بشار الأسد وتحجيم روسيا.

وأضاف "فاسيلى" ردًا على ما وصفه بالعنجهة الأمريكية: "نلاحظ مواصلة استعدادات عسكرية خطيرة لعمل عسكرى غير مشروع ضد دولة ذات سيادة فيما سيمثل انتهاكا للقانون الدولي"، مشيرًا إلى أن الأمر الوحيد الذى يعنى الدول الثلاثاة هو الإطاحة بالحكومة السورية وبشكل أشمل تحجيم روسيا الاتحادية".

أمريكا تتهم روسيا بالتغطية على جرائم الأسد

ومن جهتها اتهمت مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة، نيكي هيلى، روسيا بالتغطية على جرائم الأسد فى سوريا، قائله: إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن قوات الرئيس السورى بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية 50 مرة على الأقل فى الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وأضافت "هيلي" فى كلمتها قائله: "لم يتخذ رئيسنا قرارا بعد بشأن إجراء محتمل فى سوريا. لكن إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها التحرك فى سوريا، فسيكون ذلك دفاعا عن مبدأ نتفق عليه جميعا"، متابعة خلال كلمتها أيضًا إن جميع الدول والشعوب سوف تتضرر إذا سمحنا للأسد بجعل استخدام الأسلحة الكيماوية أمرا طبيعيا".

فرنسا: يجب أن نضع حدًا لدمشق

وفى لغة تهديد واضحة، قال فرنسوا دولاتر، مندوب فرنسا بالأمم المتحدة: يجب أن يتم "وقف التصعيد الكيميائى السوري" مؤكدا أن الأمم المتحدة لا يمكنها "أن تدع بلدا يتحدى مجلس الأمن والقانون الدولى فى الوقت نفسه".

وأضاف فى كلمته التى لم تقل حدة عن الكلمة الأمريكية، إن "ترك دمشق تملك هذه القدرة لتجاوز كل معاييرنا هو ما يشكل تهديدا للأمن الدولي، فلنضع حدا لذلك"، مؤكدا أن فرنسا "ستتحمل مسؤولياتها" بعدما بلغ النظام السورى "نقطة اللاعودة".

بريطانيا تتوعد روسيا

وفى كلمة شديدة اللهجة قالت مندوبة بريطانيا بالأمم المتحدة، كارين بيرس، أنه لن يتم التضحية بالنظام الدولى من أجل روسيا، موضحة أنه يجب محاسبة المسئولين عن استخدام السلاح الكيماوى فى سوريا، وتابع: "سنستمر بالتشاور مع حلفائنا للرد على استخدامه ولن نضحى بالنظام الدولى من أجل روسيا".