الملاجئ المصرية.. مصنع العظماء في القرن التاسع عشر والمجرمين في العشرين
الأحد 15/أبريل/2018 - 10:26 م
أحمد عمادالدين
طباعة
تعد الملاجئ المصرية عبارة عن سجون أو تشبه إلى حد كبير "الإصلاحية"، وذلك بسبب الانتهاكات الكبيرة وحالات التعذيب التي توجه إلى الأطفال من قبل العاملين في هذه الملاجئ.
هو الأمر الذي اختلف كثيرا عن الملاجئ قديما، فدائما ما كان يظهر أطفال الملاجئ بصورة جميلة وبشكل مهندم ولائق.
بداية فكرة الملاجئ في مصر:
أسس أول ملجأ مصري عن طريق التبرع حيث بدأت زوجة المندوب السامي البريطاني "الليدي كرومر" بجمع التبرعات عام 1900، وذلك لجمع الأطفال اللقطاء في مكان أمن يحميهم وتحت إشراف عاملات تعاملهم كأمهاتهم وتعتني بهم.
فاستطاعت جمع نحو أكثر من 4830 جنيه وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت.وبالفعل تم إنشاؤه في شارع القصر العيني بوسط القاهرة حاملا أسمها، واستطاع إنقاذ 3000 طفل لقيط في قرابة ال30 عام.
كانت من أبرز العاملات في هذا الملجأ "مدام رحيل":
في القرن التاسع عشر كان هناك العديد من الأسر الشامية التي جاءت إلى مصر بحثا عن العمل من بين هذه الأسر أسرة مدام "رحيل" حيث قدمت إلى مصر مع أسرتها.
وبدأت رحيل بالعمل في الملجئ منذ افتتاحه في منتصف الثلاثينيات، وكان الدور التي كلفت به هو استقبال الأطفال وتسكينهم فقط، لكنها لم تكتفي بدورها هذا وبدأت تتجاوز عملها عن طريق التفتيش عن نظافة المرضعات حتى تمنع إصابة الأطفال من الفيروسات المعدية وخصوصا الحديثي الولادة، ووصلت مجهوداتها إلى زيارة الأطفال الذين تم تبنيهم من قبل أسر مختلفة لتطمئن عليهم وعلى سلامة صحتهم.
قبول الأطفال في الملاجئ بشروط خاصة:
قامت الحكومة المصرية بوضع مجموعة من الشروط والقوانين التي تنظم دخول الأطفال للملاجئ وأيضا للحفاظ على الحالة الصحية والنفسية للأطفال، حيث تم وضع هذه القوانين قبل افتتاح ملجأ "الليدي كرومر".
وعرف القانون الطفل اللقيط على أنه "أي طفل يوجد في الشارع وهو حديث الولادة بدون أب أو أم"، وتم التحذير من قبول الأطفال الذين يسلمهم والديهم بسبب الفقر أو موت أحدهم.
أما عن القوانين التي وضعت للملجأ نفسه:
فهي العناية الصحية للأطفال وتوظيف مرضعات للعناية بالأطفال حديثي الولادة لكن بعد الخضوع إلى كشف طبي مستمر للتأكد من سلامتهم الصحية وصلاحية اللبن الذي يتغذى عليه الأطفال، وتوفير الطعام والملابس والبطاطين وصابون الاستحمام لوقايتهم من الأمراض.