ثمن المعرفة أحيانًا الاحتراق.. عن رواية مثل إيكاروس لـ "أحمد خالد توفيق"
الأربعاء 25/أبريل/2018 - 11:49 م
إسراء محمود
طباعة
يسعى الإنسان منذ صغره كي يعرف أكثر، منا من يحاول أن يعرف في مجالٍ بعينه يتخصص فيه للنجاح بعمل ما أو لحبه لهذا المجال، ومنا من يحب أن ينتقي من كل زهرة رحيق، فيصبح هذا المثقف الملم بمعلومات من هنا وهناك عن أكثر من مجال.
منا من يكره القراءة والمعرفة عن طريق الأفلام الوثائقية والأمور التي تبدو له معقدة فيجري وراء فضوله نحو المعرفة عن الناس ومراقباتهم وهذا من أسوأ أنواع المعرفة التي تقتل صاحبها وربما تولد الحسد والغيرة بقلبه.
"لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه..هوى من حالق ليغرق وسط محيط ثائر..مثل إيكاروس"..من رواية مثل إيكاروس.
محمود برواية "مثل إيكاروس" للرائع الراحل الحاضر دكتور أحمد خالد توفيق قتلته المعرفة عن الماضي والحاضر والتي كانت فوق طاقته من تحمل، شاهد حروب مضت وأرواح تزهق، شاهد المستقبل المرعب والتحولات التي ستحدث بأعوام مقبلة جعلته يتيقن من حقارة هذه الدنيا وأنها لا تمشي على وتيرة واحدة أبدًا.
المرعب في أمر هذا الرجل أن كل من اقترب منه وعرف بعضًا مما عرف مات، جميع من انساقوا وراء فضولهم نحو معرفة ما يفوق طاقاتهم ماتوا أو تركوا أنفسهم في أحضان الموت بشكل يقترب إلى الانتحار.
منا من يكره القراءة والمعرفة عن طريق الأفلام الوثائقية والأمور التي تبدو له معقدة فيجري وراء فضوله نحو المعرفة عن الناس ومراقباتهم وهذا من أسوأ أنواع المعرفة التي تقتل صاحبها وربما تولد الحسد والغيرة بقلبه.
"لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه..هوى من حالق ليغرق وسط محيط ثائر..مثل إيكاروس"..من رواية مثل إيكاروس.
محمود برواية "مثل إيكاروس" للرائع الراحل الحاضر دكتور أحمد خالد توفيق قتلته المعرفة عن الماضي والحاضر والتي كانت فوق طاقته من تحمل، شاهد حروب مضت وأرواح تزهق، شاهد المستقبل المرعب والتحولات التي ستحدث بأعوام مقبلة جعلته يتيقن من حقارة هذه الدنيا وأنها لا تمشي على وتيرة واحدة أبدًا.
المرعب في أمر هذا الرجل أن كل من اقترب منه وعرف بعضًا مما عرف مات، جميع من انساقوا وراء فضولهم نحو معرفة ما يفوق طاقاتهم ماتوا أو تركوا أنفسهم في أحضان الموت بشكل يقترب إلى الانتحار.
المعرفة كالشهوة التي ما إن جربتها زدت بها حبًا وشغفًا، تؤلمك ولكن بالنهاية تسعى لمعرفة المزيد، ربما علينا محاولة انتقاء ما نعرفه!..ولكن ليست كل الأشياء التي نعرفها تحدث بالاختيار، نعرف أكثر بمرور الوقت وعن طريق القدر أحيانًا دون الجري وراء البحث عن المعلومة.
يذكرني محمود بأزمة المثقفين جميعهم، من جعلتهم الثقافة يعيشون بأكثر من عالم، بين قمة الواقعية والخيال الذي لا يتنازلون عنه خاصة من يعمل بمجال إبداعي يتطلب اللجوء للخيال.
يقعون بين قمة العقلانية والنضج والجنون، بين محاولات التأقلم مع الواقع بما فيه من لحظات نجاح وسعادة، وبين رفض تصديقه لأن ما يعرفونه يجعلهم يرون ما لا يرونه الآخرين مما يسبب لهم الكثير من الآلم النفسي ومما يدفعهم لمزيد من الإبداع!
الرواية بجوها عن المعرفة والآلام التي يعاني منها محمود كعاقبة ما يعرفه يومًا بعد يوم تذكرك بدكتور أحمد خالد توفيق نفسه ومدى ثقافته وتشاؤمه أحيانًا من كثرة ما يعرف عن الواقع، هذا الشعور بالحزن الذي يخيم على أصحاب من يعرفون أكثر ويحاولون الخروج منه بأكثر من طريقة، ومن حسن حظنا أنه كان يشاركنا كل ما يشعر به ويريد إيصاله لنا بالتطهر عن طريق الكتابة كما كان يقول دائمًا وهي إحدى الطرق التي تخلع عنا رداء الحزن بسبب المعرفة.
ليس معنى كلامي هذا ألا نبحث عن المعلومة ونهيم بالمعرفة حبًا، ولكنها ضريبة يدفعها كل من يريد معرفة المزيد، وربما تحسسنا طريقًا جديدًا لمعرفة ما يهون علينا ما ألمنا معرفته!..وأن نعرف طرقًا جديدة لتجاهل أو تناسي معرفة ما يحزننا ويجعلنا نرى الواقع أكثر قبحًا ولا يفيدنا بشىء، ونخلق طرقًا نرى بها إيجابيات حولنا بالمعرفة أيضًا.
ليس معنى كلامي هذا ألا نبحث عن المعلومة ونهيم بالمعرفة حبًا، ولكنها ضريبة يدفعها كل من يريد معرفة المزيد، وربما تحسسنا طريقًا جديدًا لمعرفة ما يهون علينا ما ألمنا معرفته!..وأن نعرف طرقًا جديدة لتجاهل أو تناسي معرفة ما يحزننا ويجعلنا نرى الواقع أكثر قبحًا ولا يفيدنا بشىء، ونخلق طرقًا نرى بها إيجابيات حولنا بالمعرفة أيضًا.
لمن لا يعرف إيكاروس فهو شخصية من أسطورة يونانية ظل يحلق بأجنحة قد لصقهما بالشمع فذابت ولم تتحمل حرارة الشمس الذي أصر الوصول إليها متجاهلًا نصيحة والده بعدم الاقتراب منها، وهكذا تعلمت من محمود وإيكاروس أن أحاول جاهدة المحافظة على روحي بعدم السؤال على الأقل عن أشياء لو عرفتها لأحزنتني وأغرقتني في قاع الاكتئاب.