"تعليم الرقيق البِيِض" بهذه الطرق وصل المماليك إلى حكم مصر
السبت 05/مايو/2018 - 12:07 ص
وسيم عفيفي
طباعة
منذ أن بدأ الظهور الأول لفرقة المماليك بمصر لم يكن الأيوبيين يتعاملون معهم باعتبارهم عبيداً، كانوا مقربين منهم على المستوى السياسي والإنساني، لكن هذا القرب لم يكن يتحقق عن طريق العسكرية، بل كان "التعليم أولاً" هو شعار الصالح نجم الدين أيوب.
يذكر كتاب "السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت" أن نظام الرابطة بين المالك والمملوك كانت رابطة التلميذ والأستاذ وتترسخ على الحب وليس القهر، حتى صارت العلاقات بين الأيوبيين والمماليك في بدايتهم مثالاً يحتذى به من الإخلاص والتفاني.
يذكر كتاب "السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت" أن نظام الرابطة بين المالك والمملوك كانت رابطة التلميذ والأستاذ وتترسخ على الحب وليس القهر، حتى صارت العلاقات بين الأيوبيين والمماليك في بدايتهم مثالاً يحتذى به من الإخلاص والتفاني.
التعليم القضائي في العصر المملوكي
اتسم التعليم عند المماليك بـ 4 مراحل حتى يتحول المملوك من مجرد تابع إلى رجل دولة حر، واستغرقت مدة التعليم سنة للمتفوق أو 4 سنوات لمن تأخر عن النجاح.
كانت المرحلة الأولى تبدأ من سن الطفولة إلى مرحلة البلوغ، حيث تم جلب المماليك الأطفال ويتم توزيعهم على مدارس القلعة وفق نظام محكم، وهناك يتعلمون القرآن والخط والشريعة ويتعرفون على الصلاة والأذكار، أما وقت الترفيه كان للتدريب على الرياضة.
وتميزت مرحلة التعليم الديني أن صار الفقيه يهتم بالإعداد الرباني قبل التدريس المنهجي، وقد أثر هذا بالإيجاب على المماليك، حيث نشأ الجيل الأول منهم على تعظيم أمر الدين الإسلامي، وأصبحت مكانة العلماء عالية عند المماليك طيلة حياتهم، فضلاً عن اهتمامهم بالعمارة، وكان هذا من أسس النهضة الثقافية التي كانت في بداية عهد المماليك.
كانت المرحلة الأولى تبدأ من سن الطفولة إلى مرحلة البلوغ، حيث تم جلب المماليك الأطفال ويتم توزيعهم على مدارس القلعة وفق نظام محكم، وهناك يتعلمون القرآن والخط والشريعة ويتعرفون على الصلاة والأذكار، أما وقت الترفيه كان للتدريب على الرياضة.
وتميزت مرحلة التعليم الديني أن صار الفقيه يهتم بالإعداد الرباني قبل التدريس المنهجي، وقد أثر هذا بالإيجاب على المماليك، حيث نشأ الجيل الأول منهم على تعظيم أمر الدين الإسلامي، وأصبحت مكانة العلماء عالية عند المماليك طيلة حياتهم، فضلاً عن اهتمامهم بالعمارة، وكان هذا من أسس النهضة الثقافية التي كانت في بداية عهد المماليك.
زي المحارب المملوكي
عقب بلوغ المملوكي لسن الحُلُم يتعلم فنون الحرب البسيطة حيث رمي السهام ولعب الرمح والضرب بالسيف وركوب الخيل، والسباحة والعوم لمسافات طويلة والمبارزة،أما وقت الرفاهية فكان للهواية حسب ميول كل مملوكي في الدين أو العلم أو الأدب، وأسهمت هذه الطريقة في ظهور فقهاء وشعراء من المماليك.
لم يكن الشاب المملوكي متروكاً لحياته، بل كان لكل واحد منهم "فَحَّاصين" يقومون بعملية فحص شاملة على الأخلاق والمهارة، ولم يكن الفحاصين يتركون أن تقصير أو ذنب إلا بعقوبة رادعة، وبهذا تأسس المماليك على الدقة في بداية دولتهم.
كتاب عن تعليم موهبة الرمي بالرمح في العصر المملوكي
في المرحلة الثالثة تأتي أهمية التقييم، وهي محطة المواهب العسكرية من حيث الكشف عن مهارة كل مملوك، وكما يذكر بن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة، كان يتم عقد المبارزات بين المماليك فضلاً عن سباقات الخيول للتدريب على الكر والفر، ثم يكافئ المبارز الناجح بمنحه إعلان الحرية من الرق، أما الراسب فيتولى المناصب الوزارية وهو محسوب على الرقيق لحين إعتاقه.
كانت المرحلة الثالثة هي العامل الأساسي في مساعدة المماليك للقضاء على التتار والصليبيين، ويدلل على ذلك كارل بروكلمان في كتابه "تاريخ الأدب العربي"، حيث قال "كانت الأجيال الموجودة في عصر بيبرس أحد العصور الذهبية في الإسلام بعد صلاح الدين".
زي المحارب المملوكي بعد تخرجه
تؤدي المرحلة الثالثة إلى آخر مرحلة وهي محطة التخرج، وكان عام التخرج يشهد حفلاً كبيراً بالناجحين، حيث يذكر علي الصلابي في كتابه عن المماليك " إذا انتهت الدراسة، أعتق المملوك، ويكون الإعتاق بالجملة ويقام له احتفال خاص يحضره السلطان والأمراء وذلك بناء على شهادة تسمى إعتاق، ثم يتم تسليم المملوك سلاحاً وفرساً ولباساً خاصاً فضلاً عن أراضي تظل في حوزته مدى الحياة".
يظهر النظام الإداري للمماليك بكتاب "مصر والشَّام في عصر الأيوبيين والمماليك"، حيث كان المماليك المتخرجين يقسمون أقساماً، لكل جماعة منهم باش أو نقيب، ومنهم رجال سياسية يحصلون على الوظائف الكبرى الحاكمة في البلاط والجيش أو حتى للسلطنة نفسها وكان من المفروض أن المملوك لا يحصل على الإمارة إلا بعد أن ينتقل من مرتبة إلى مرتبة، فلا يليها إلا وقد تهذبت أخلاقه وكثرت آدابه".