صرخة "فيليب ناتاسون" التي كشفت مؤامرة إسرائيل على مصر عام 1954 م
السبت 05/مايو/2018 - 06:34 ص
وسيم عفيفي
طباعة
دقت الساعة الثانية عشر صباح يوم 1 يناير سنة 1952 م، وكانت قلوب المصريين تدق بالقلق وتسأل سؤالاً واحداً .. ما الذي سيجري؟ ، وكانت الإجابة أن مصر ستشهد أصعب 880 يوم في حياتها السياسية.
نفذت بريطانيا مذبحة للشرطة في الإسماعيلية يوم 25 يناير رداً على المقاومة، وامتدت آثار القلاقل إلى العاصمة فاشتعلت القاهرة في اليوم التالي، ثم دخلت مصر في فوضى سياسية أدت لاحقاً إلى إلغاء نظام الحكم يوم 23 يوليو 1952 م.
بعد إلغاء النظام الملكي ورحيل الملك فاروق شهدت الساحة المصرية أحداثاً سياسية شديدة الخطورة، ولم يكن هناك أي شيء مبهج يشعر به الشعب سوى أن مصر ستدخل في مفاوضات الجلاء البريطاني.
نفذت بريطانيا مذبحة للشرطة في الإسماعيلية يوم 25 يناير رداً على المقاومة، وامتدت آثار القلاقل إلى العاصمة فاشتعلت القاهرة في اليوم التالي، ثم دخلت مصر في فوضى سياسية أدت لاحقاً إلى إلغاء نظام الحكم يوم 23 يوليو 1952 م.
بعد إلغاء النظام الملكي ورحيل الملك فاروق شهدت الساحة المصرية أحداثاً سياسية شديدة الخطورة، ولم يكن هناك أي شيء مبهج يشعر به الشعب سوى أن مصر ستدخل في مفاوضات الجلاء البريطاني.
صورة القنبلة في السينما
وسط كل ما تموج به مصر من أحداث ساخنة، كانت هناك حوادث مريبة وقعت خلال شهر يوليو من العام 1954 م، فقد اشتعل مكتب بريد الإسكندرية في 2 يوليو إثر اشتعال 3 طرود ناسفة، ثم انفجر مبنى القنصلية الأمريكية بالإسكندرية يوم 14 يوليو، وفي نفس اليوم وقع حادث مشابه في مبنى المكتبة الأمريكية بجانب السفارة في جاردن سيتي.
كانت أصابع الاتهام تشير إلى اثنين، إما الإخوان أو الشيوعيين وظلت الاتهامات قائمة حتى وقع حادثين في الإسكندرية يوم 23 يوليو، أولهما احتراق مبنى سينما ريفولي، والآخر صرخة رجل اسمه فيليب ناتاسون اشتعلت فيه النيران بالقرب من سينما ريو بمحطة الرمل.
هرع رجال المباحث إلى الرجل الصارخ جراء اشتعال النيران في ملابسه وطرحوه أرضاً ثم أخمدوا النيران وساعدوه في النهوض حتى سقط جراب نظارته الطبية ومع وقوعها سقط مسحوق أسود لفت نظر معاون المباحث فاستنشقه ووجده مادةً كيمائية حارقة، فاقتادوه إلى قسم شرطة محطة الرمل وهناك وقعت المفاجأة للأمن.
كانت أصابع الاتهام تشير إلى اثنين، إما الإخوان أو الشيوعيين وظلت الاتهامات قائمة حتى وقع حادثين في الإسكندرية يوم 23 يوليو، أولهما احتراق مبنى سينما ريفولي، والآخر صرخة رجل اسمه فيليب ناتاسون اشتعلت فيه النيران بالقرب من سينما ريو بمحطة الرمل.
هرع رجال المباحث إلى الرجل الصارخ جراء اشتعال النيران في ملابسه وطرحوه أرضاً ثم أخمدوا النيران وساعدوه في النهوض حتى سقط جراب نظارته الطبية ومع وقوعها سقط مسحوق أسود لفت نظر معاون المباحث فاستنشقه ووجده مادةً كيمائية حارقة، فاقتادوه إلى قسم شرطة محطة الرمل وهناك وقعت المفاجأة للأمن.
فيليب ناتاسون
فشل فيليب ناتاسون في إشعال مبنى سينما ريو، وبالتحقيق معه كشف عن أن المنفذ لكل الحوادث المريبة هم شباب منظمة "هاشيروت" اليهودية التي ضمت يهوداً مصريين بتوجيهاتٍ من "إفري إيلاد" مبعوث "بنجامين جبيلي" رئيس جهاز المخابرات العسكرية اليهودية المُسَمَّى بـ "آمان".
ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على أفراد الخلية وكشفوا أن عمليات التخريب كانت تستهدف ضرب العلاقة بين مصر وأمريكا من جهة، ومصر وبريطانيا من جهة أخرى حتى لا تنال مصر جلاء لندن عنها، بالإضافة إلى ذلك إحراج القيادة العسكرية الجديدة ومحاولة تكرار سيناريو مذبحة الإسكندرية التي جرت الاحتلال البريطاني قديماً.
في سيدي بوكر بصحراء النقب كان دافيد بن جوريون يتابع أصداء عمليات القبض على أعضاء المنظمة، واجتمع برجال الدولة في إسرائيل والذين أنكروا معرفتهم بتلك العملية وراحوا يلوحوا بأن البكباشي جمال عبدالناصر يخترع قصة لصنع بروباجندا له.
ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على أفراد الخلية وكشفوا أن عمليات التخريب كانت تستهدف ضرب العلاقة بين مصر وأمريكا من جهة، ومصر وبريطانيا من جهة أخرى حتى لا تنال مصر جلاء لندن عنها، بالإضافة إلى ذلك إحراج القيادة العسكرية الجديدة ومحاولة تكرار سيناريو مذبحة الإسكندرية التي جرت الاحتلال البريطاني قديماً.
في سيدي بوكر بصحراء النقب كان دافيد بن جوريون يتابع أصداء عمليات القبض على أعضاء المنظمة، واجتمع برجال الدولة في إسرائيل والذين أنكروا معرفتهم بتلك العملية وراحوا يلوحوا بأن البكباشي جمال عبدالناصر يخترع قصة لصنع بروباجندا له.
انتحار ماكس بينيت في السجن
كانت كل المشاعر في إسرائيل تعتقد أن جهاز أمنها الأول أقوى من أن تكشف عملياته دولة لم تؤسس جهاز مخابرات، إلا أن انتحار ماكس بينيت أحد أعضاء الخلية، جعل بن جوريون ينظر للمسألة من جهة أخرى، وتكشفت لديه المسألة وهو أن هناك صراع بين رجال الأمن في إسرائيل وكانت فضيحة سياسية عُرِفت بـ "فضيحة لافون" المنسوبة لـ وزير الدفاع بنجاس لافون والذي أنكر صلته بالموضوع.
عدد جريدة الأهرام يوم صدور الحكم على المتهمين في فضية لافون
في 11 ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة البالغ عددهم 150 يهودياً في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها بالإعدام لـ موشيه مرزوق وصمويل عازارا، وبالسجن المؤبد لفيكتور ليفي وفيليب ناتاسون، و نال مارسل فيكتورين نينو وروبير داسا حكماً بالسجن لمدة 15 سنة، فيما سُجِن ماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس 7 سنوات، وبراءة باقي المتهمين.