"رومل" طالبه المصريين بالحرية وأعطاه "هتلر" اختيار طريقة الوفاة
السبت 05/مايو/2018 - 11:53 م
وسيم عفيفي
طباعة
"إلى الأمام يا رومل"..
جملة أطلقها المصريون على من رأوا فيه خلاصا من المستعمر البريطاني، نهاية نادرة لقائد دار حوله غلط، فالبعض يرى أن شهرته مجرد زيف ومبالغة والبعض الآخر يراه مقاتلا وثعلب الصحراء لبراعته في فنون القتال الحديث بالدبابات، ودقة خططه العسكرية وسرعة حركته التي قل نظيرها، ومفاجأة الخصم كالصاعقة، كان قائدًا ألمانيًا لامعا أثناء الحرب العالمية الثانية في العلمين في الصحراء الغربية.
رومل
ولد رومل في 15 نوفمبر 1891 م في مدينة هايدنهايم الألمانية لأسرة بروتستانتية، وبدأت حياته العسكرية عندما التحق رومل بفوج المشاة الرابع والعشرين كضابط عام 1910 م، تزوج بعدها بـ 4 سنوات في 27 أكتوبر 1916 في دانزيغ في بولندا، وأنجبا ولدهما مانفريد في 24 ديسمبر 1928 م.
آخر معركة خاضها رومل كانت في 3 مارس عام 1943 م، عندما قاد الفيلد مارشال الألماني إيروين رومل القوات الألمانية والإيطالية في معركة ميدنين بالصحراء التونسية التي كانت آخر معاركه في شمال إفريقيا، وهي المنطقة التي شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلابا في الفكر العسكري بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على التراجع من ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر.
رومل
وكان رومل قد تولى قيادة القوات الألمانية والإيطالية الحليفة في شمال إفريقيا عام 1941، واستطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعد معارك خاطفة، مما دفع الزعيم النازي أدولف هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلد مارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة في الجيش الألماني.
الخلل الكبير في موازين القوة بين القوات الألمانية التي يقودها والقوات البريطانية التي استطاعت الحصول على إمدادات هائلة قبل معركة العلمين، في الوقت الذي كانت القوات الألمانية تفتقد حتى إلى الكميات الكافية من الوقود اللازم لتسيير المركبات والمدرعات الأمر الذي قيد حرية رومل في ممارسة هوايته المفضلة وهي المناورات السريعة والمفاجئة، فكانت النتيجة هي هزيمة الألمان في معركة العلمين لتتخذ معارك شمال إفريقيا اتجاها معاكسا حيث توالت هزائم الألمان.
رومل
اضطر الألمان إلى التراجع نحو ليبيا ولكن القوات البريطانية واصلت الضغط على قوات رومل، فتراجع إلى الصحراء التونسية حيث اشتبك في معركة مع قوات الحلفاء في منطقة ميدنين التونسية وتنتهي بهزيمته أيضا فيأمر هتلر بإعادته إلى ألمانيا، خاصة وقد ترددت أنباء عن انتقادات رومل لقيادة هتلر.
وكان رومل الوحيد من الجنرالات الألمان الذين توقعوا الإنزال في النورماندي غير أنه لم يتح له الوقت الكافي لتعزيز الدفاعات هناك، ولسوء الحظ فانه كان مصاب بجرح نتيجة غارة جوية قبل الإنزال في النورماندي وكان خارج قيادته يعالج عند حدوث الإنزال تماماً، كما كان قبل هجوم العلمين في النمسا يتعالج من مرض اليرقان الذي أصيب به في شمال إفريقيا.
هتلر و رومل
حذر الجنرال رومل هتلر بأن ألمانيا في خطر ويجب عليها إنهاء الحرب وعدم التوسع ولكن هتلر لم يعر له ولغيره أي اهتمام، فقد كان مستبدا ”برأيه دكتاتورا”، وأحس رومل بنهاية ألمانيا وهو يقاتل في شمال إفريقيا، فانهارت قواه شيئا فشيئا وبدأ يحارب تحت قاعدة أحلاهما مر وهو على يقين بأنه إن انتصر فلن تنتصر ألمانيا بالحرب.
رومل
بعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر حيث خيره الزعيم النازي بين تناول السم والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرا بجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانة فاختار الأولى وانتحر متجرعا السم في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م.