خمسة عشر عاماً فصلت بين معرفة مصر لفكرة الكاميرا الخفية، وظهور الفكرة لأول مرة، حيث أنها فكرة أمريكية في المقام الأول ظهرت في 24 سبتمبر 1968م، عبر برنامج "60 دقيقة" على قناة CBS، وكان البرنامج برعاية المجلة الإخبارية التلفزيونية newsmagazine، واستمرت فكرة البرنامج طيلة 45 موسم بإجمالي 2325 حلقة، قامت على أكتاف نجوم الإعلام الأمريكي آن ذاك، وذلك بحسب بوابة المعلومات الدولية وكان نجوم البرنامج "مايك والاس، وهاري ريسونير، ومورلي سيفر، ودان راذير، وإد برادلي، وديان سوير، وميريديث فييرا، وستيف كروفت، وليزلي ستال".

رغم أن برنامج 60 دقيقة الأمريكي هو الأشهر، لكن يعتبر برنامج "Candid Camera"، عام 1948 هو أول برنامج للكاميرا الخفية في العالم، ورغم تعدد الروايات في تحديد أول برنامج للكاميرا الخفية في التاريخ، لكن أغرب ما يمكن إدراكه في فكرة برنامج الكاميرا الخفية، أنه في غالب الأحيان كان يستهدف كشف الأخطاء والتقصير من جانب الحكومات البلدية والدعوة إلى بث روح الطفرة في القرارات الحكومية لخدمة المواطنين.

يذكر عدد مجلة الاتحاد الكويتية بتاريخ 4 أكتوبر 2008 م، أن رسالة الكاميرا الخفية عند ظهورها الأول لم تكن تهدف إلى الإضحاك، بل كشف الفساد وعيوب الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة والمستشفيات والمصالح المختلفة، فكان يتم وضع كاميرا خفية في أحد محال البقالة التي كانت تستخدم كبؤرة للقمار والرهان، ووضعت أيضاً في الملاجئ والمستشفيات لكشف عيوبها وفضح أساليب وطرق تعامل بعض العاملين في أقسامها مع المرضى، ووضعت في المطاعم ومحال بيع المواد الغذائية ومصانع قوالب الكعك والحلويات لمعرفة مدى التزامها بقوانين وشروط النظافة، وذات مرة تم إغلاق أحد أكبر مصانع اللحوم في ولاية تكساس الأميركية بعد أن كشفت الكاميرا الخفية عن أساليب تشمئز منها النفوس لحفظ اللحوم.

ِعلى المستوى العربي كانت مصر هي أول دولة عربية تبدأ في فكرة برنامج الكاميرا الخفية من خلال الفنان الراحل فؤاد المهندس، فهو صاحب أول ظهور لبرنامج "الكاميرا الخفية" في مصر، وبدأ البرنامج بتمثيل محمد جبر وإسماعيل يسري، وكان من إخراج طارق زغلول وإنتاج طارق نور، وبالتالي فإن عمر فكرة برامج المقالب 35 سنة في مصر، وكانت الحلقة الأولى عن "أسماك الزينة".

نُفِّذت فكرة برنامج "الكاميرا الخفية" في 3 مصريين يبدو على رجلين منهم أنهما موظفين، بينما كانت الأخرى تلميذة في المرحلة الثانوية، واقتضت فكرة البرنامج أن يكون الناس في محل الأسماك ويأتي زبون ويأكل السمك الموجود في الحوض حياً وينتظر رد فعل الناس.

"رمضان بالمواطن" يبدو جميلاً إن رأينا أبرز الملحوظات الجديرة بالذكر خلال هذا الفيديو، فكانت الملحوظة الأولى هي أدب الناس مع الشخص الغريب، فلم تجد هناك هجوماً أو سباً أو شتماً أو حتى تعدياً باليد على الشخص.