محمد علي باشا.. تقرب إلى الله بحب السيدة عائشة بسبب قتل المماليك
الأحد 13/مايو/2018 - 02:18 م
وسيم عفيفي
طباعة
"هل يتسم محمد علي باشا بالحقارة الأخلاقية التي تدفعه أن يُدْفَن في ربوع المكان الذي شهد مذبحة قام بها في خصومه ؟".
كثيرون يستوقفهم هذا السؤال حول شخصية محمد علي باشا، فمذبحة المماليك كانت فارقةً للغاية في تاريخ مصر، حيث أزالت شريحة اجتماعية موجودة منذ قبيل سقوط الدولة العباسية الأولى على يد التتار، وانتهت على يد محمد علي في مجزرة 1 مارس، حيث دعا زعماء المماليك إلى القلعة بحجة التشاور معهم بشأن الحرب الحجازية، ثم أغلق خلفهم الأبواب الضخمة وأمر جنوده بإطلاق النار عليهم.
كثيرون يستوقفهم هذا السؤال حول شخصية محمد علي باشا، فمذبحة المماليك كانت فارقةً للغاية في تاريخ مصر، حيث أزالت شريحة اجتماعية موجودة منذ قبيل سقوط الدولة العباسية الأولى على يد التتار، وانتهت على يد محمد علي في مجزرة 1 مارس، حيث دعا زعماء المماليك إلى القلعة بحجة التشاور معهم بشأن الحرب الحجازية، ثم أغلق خلفهم الأبواب الضخمة وأمر جنوده بإطلاق النار عليهم.
عبدالرحمن الرافعي
يشير عبدالرحمن الرافعي في كلامه عن أثر المذبحة بقوله "ومن جهة أخرى فإن الفتك بالمماليك على هذه الصورة الرهيبة قد كان له أثر عميق في حالة الشعب النفسية، لأن مذبحة القلعة أدخلت الرعب في قلوب الناس، وكان من نتائجها أن استولت الرهبة على القلوب، فلم يعد ممكنا إلى زمن طويل أن تعود الشجاعة والطمأنينة إلى نفوس الناس".
المؤرخ عاصم الدسوقي أكد أن محمد علي كان نادماً على هذا التصرف، لكنه رأى أنه مجبر عليه لأن للسياسة حسابات أخرى، وتلك المذبحة كانت ستُدبر منهم له، لكن يستوقف المهتمين بالتاريخ أمام فكرة ندمه على المذبحة وطلبه أن يُدفن في مسجد بالقلعة؟.
القلعة من جهة مسجد السيدة عائشة
كانت المفاجأة عند عامل مسجد السيدة عائشة المقارب لمنطقة القلعة، الذي يطلق عليه بالدارجة المصرية السيدة عيشة، حيث قال أن محمد علي أصر على الدفن بالقلعة لأنه كان محباً للسيدة عائشة طيلة حياته، ورأى أن الله يمكن أن يغفر له ما فعله في المماليك شفاعةً لحب السيدة عائشة حفيدة سيدنا النبي.
ضريح السيدة عائشة
والسيدة عائشة المشار لها هي بنت الإمام جعفر الصادق بن سيدي الإمام محمد الباقر بن سيدي علي زين العابدين بن سيدي الإمام الحسين.
ووفق تاريخ الدكتور صبيح فقد كان قدوم السيدة عائشة إلى مصر عام 145 هـ، وتوفيت بها، فقد جاء فى كتاب تحفة الأحباب للسخاوى أنه رأى قبر السيدة عائشة وقد ثبت عليه لوح رخامي مكتوب عليه هذا قبر السيدة عائشة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبى طالب، وظل مزار السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجري مزارا بسيطا، كما ذكر فى الخطط التوفيقية لعلى مبارك، يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على صفين من الأعمدة من المقرنصات.
ووفق تاريخ الدكتور صبيح فقد كان قدوم السيدة عائشة إلى مصر عام 145 هـ، وتوفيت بها، فقد جاء فى كتاب تحفة الأحباب للسخاوى أنه رأى قبر السيدة عائشة وقد ثبت عليه لوح رخامي مكتوب عليه هذا قبر السيدة عائشة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبى طالب، وظل مزار السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجري مزارا بسيطا، كما ذكر فى الخطط التوفيقية لعلى مبارك، يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على صفين من الأعمدة من المقرنصات.
مسجد السيدة عائشة من القلعة
ويقع المسجد الآن فى الميدان المسمى باسمها، وهو الموصل إلى المقطم جهة الشمال إلى منطقة الإمام الشافعي والبساتين جهة اليمين، حيث ميدان السيدة نفيسة والإمام الليث بن سعد، ومدينة الفسطاط، وقد أعاد بناءه الأمير عبد الرحمن كتخدا فى القرن الثامن الهجري.
وقد أوصى محمد علي قبيل تعبه ومرضه كل أسرته بالاهتمام بمساجد آل البيت، وهذا ما يسجله التاريخ في كل حاكم من حكام الأسرة العلوية، حيث اهتم أغلبهم بتطوير مساجد آل البيت مثل مسجد الإمام الحسين ومسجد السيدة زينب، فضلاً عن حي الأشراف بالخليفة.