"إلى إبراهيم عيسى" لا يوجد شيء اسمه "أمر سيادي" بين الله وعباده
الثلاثاء 15/مايو/2018 - 12:51 م
وسيم عفيفي
طباعة
في الوسط الصحفي والبحثي، فإن إبراهيم عيسى أحد أهم الصنايعية المهرة للصحافة بدليل أن جريدة المقال هي الأوسع انتشاراً، فضلاً عن أنه نجم من نجوم البرامج التوعوية سواءاً كانت تلفزيونية أو إذاعية، غير أن برنامجه مُخْتَلف عليه على قناة "الحرة" اتسم بتغيرٍ عن برنامجه "حوش عيسى" والذي كان مذاعاً على فضائية ON، حيث أن برنامجه على الحرة اتسم بتسليط الضوء على كل ما يخص دين الإسلام من شريعة وتاريخ.
في حلقته الماضية ترك إبراهيم عيسى مجال التاريخ واتجه إلى التشريع، فذكر أن الصيام قرار سيادي من الله، حيث أكد على أنه لم يرى في صيام شهر رمضان حكمة، إلا أنه قرار سيادي من الله عز وجل، أفعل وصم، فنفعل ونصوم دون أن ندرك حكمة الصيام".
وقال إبراهيم عيسى "إن شالله ما أدركنا حكمة الصيام.. ربنا عايزنا نصوم فهنصوم.. بلاش استغراق في بحث عن أسباب هي في حقيقة الأمر أسباب لا يمكن أن تمر على عقل ومنطق سليم.. الحكمة الحقيقية في الصيام هي أنك عبد لله، والعبد يسمع أمر الله.. صوموا فنصوم".
وقال إبراهيم عيسى "إن شالله ما أدركنا حكمة الصيام.. ربنا عايزنا نصوم فهنصوم.. بلاش استغراق في بحث عن أسباب هي في حقيقة الأمر أسباب لا يمكن أن تمر على عقل ومنطق سليم.. الحكمة الحقيقية في الصيام هي أنك عبد لله، والعبد يسمع أمر الله.. صوموا فنصوم".
لا يوجد شيء اسمه "أمر سيادي"
ما تيسر من سورة الأحزاب - آية الأمانة
فارق شاسع بين "الاختيار" و "التكليف"، فالاختيار يحدث في حالة وجود أكثر من عرض، أما التكليف فهو أمر مباشر قبل أن يوجد مبدأ الثواب والعقاب، وبالتالي فإن التكليفات الإلهية في بداية أصل الخلق كانت "أمانة" وليست "أمراً من الله".
يقول سبحانه وتعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا".
يؤخذ من هذه الآية أن "الأمانة" هي "امتثال للأوامر واجتناب للنواهي"، وحين خُلِقَت هذه الأمانة عرضها الله على الكون فرفضن حملها ـ ليس اعتراضاً على أمر الله لأن الله أعطاهم حرية الاختيار بين القبول والرفض ـ ، والمخلوق الذي قرر أن يكلف نفسه هو الإنسان، ولذا وصفه الله سبحانه وتعالى بـ "الظلوم الجهول"، لأنه هو اختار بنفسه أن يشق عليه ويلزم نفسه بالصعب رغم وجود اختيار بين الحمل وعدمه.
يقول سبحانه وتعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا".
يؤخذ من هذه الآية أن "الأمانة" هي "امتثال للأوامر واجتناب للنواهي"، وحين خُلِقَت هذه الأمانة عرضها الله على الكون فرفضن حملها ـ ليس اعتراضاً على أمر الله لأن الله أعطاهم حرية الاختيار بين القبول والرفض ـ ، والمخلوق الذي قرر أن يكلف نفسه هو الإنسان، ولذا وصفه الله سبحانه وتعالى بـ "الظلوم الجهول"، لأنه هو اختار بنفسه أن يشق عليه ويلزم نفسه بالصعب رغم وجود اختيار بين الحمل وعدمه.
تفسير الطبري
ويدلل على ذلك ما قاله الطبري في تفسيره " إن الله عرض طاعته وفرائضه على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيعت عوقبت، فأبت حملها شفقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها، وحملها آدم (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا) لنفسه (َجُهولا) بالذي فيه الحظ له".
ويفسر عبدالله بن عباس معنى الأمانة بقوله "معنى ( إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ ) إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك، وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها، وهو قوله: ( وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا ) اغتراراً بأمر الله.
ويفسر عبدالله بن عباس معنى الأمانة بقوله "معنى ( إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ ) إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك، وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها، وهو قوله: ( وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا ) اغتراراً بأمر الله.
"الصوم" لماذا فرضه الله ؟
آية فرض الصيام
من الصعب جداً أن يُنَاقش إبراهيم عيسى بـ "السُنَّة"، لأنه يُنْكِر أغلبها وبالتالي فإن القرآن نفسه يبين لماذا فرض الله الصيام .. بمعنى أدق يمكن معرفة حكمة مشروعية الصيام في القرآن.
المعروف أن الله سبحانه وتعالى يشرع الشرائع والأحكام لحِكَمٍ؛ قد نعلمها وقد لا نعلمها، فقد شرع الصيام وأوجبه على عباده لحِكَم عديدة، وفوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الفوائد؛ أن الصيام وسيلة وسبب لتحقيق التقوى، حيث قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"؛ وتختصر كلمة التقوى في طياتها تفسير الإمام علي بن أبي طالب حيث قال "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
ناقش إبراهيم عيسى فرضيات الفقهاء في معرفة حكمة مشروعية الصيام ولم يقتنع بها، وهو نفس الشيء الذي وقع فيه إبراهيم عيسى حيث تناول حكمة مشروعية الصيام من وجهة نظره، لكنها أيضاً غير مقنعة، فالمسألة الصحية وإطلاقه على الحكم بأن العلم نسف هذه المعلومة، غير أن الأدلة العلمية على الفوائد العلمية للصيام موجودة مثلاً لمرضى السمنة وحتى مرضى الأنيميا نظراً لأن عملية الصيام والإفطار تنظم معدل عمل جسم الإنسان ومدى قدرته المناعية في مواجهة الأمراض، إلا أن إبراهيم عيسى لم يناقش دليلاً صحياً واحداً ليرد عليه.
المعروف أن الله سبحانه وتعالى يشرع الشرائع والأحكام لحِكَمٍ؛ قد نعلمها وقد لا نعلمها، فقد شرع الصيام وأوجبه على عباده لحِكَم عديدة، وفوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الفوائد؛ أن الصيام وسيلة وسبب لتحقيق التقوى، حيث قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"؛ وتختصر كلمة التقوى في طياتها تفسير الإمام علي بن أبي طالب حيث قال "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
ناقش إبراهيم عيسى فرضيات الفقهاء في معرفة حكمة مشروعية الصيام ولم يقتنع بها، وهو نفس الشيء الذي وقع فيه إبراهيم عيسى حيث تناول حكمة مشروعية الصيام من وجهة نظره، لكنها أيضاً غير مقنعة، فالمسألة الصحية وإطلاقه على الحكم بأن العلم نسف هذه المعلومة، غير أن الأدلة العلمية على الفوائد العلمية للصيام موجودة مثلاً لمرضى السمنة وحتى مرضى الأنيميا نظراً لأن عملية الصيام والإفطار تنظم معدل عمل جسم الإنسان ومدى قدرته المناعية في مواجهة الأمراض، إلا أن إبراهيم عيسى لم يناقش دليلاً صحياً واحداً ليرد عليه.