إنعام محمد علي.. رائدة المخرجات التي خشيت أم كلثوم

الثلاثاء 15/مايو/2018 - 06:03 م

صابرين عبد الحكيم

لم تعد المخرجة إنعام محمد على فقط من أبرز صناع الدراما في مصر، لكنها أيضاً رائدة المخرجات، ففي الوقت الذي كان من المتعارف عليه أن المخرج لابد أن يكون رجلا، أثبتت "أنعام" مع أول عمل لها في مجال الإخراج أنه لا يوجد مقارنة بين المخرج الرجل والمخرجة "الست"، بل وبدأت ترسم لها مسارا مختلفا، ليكتب اسمها في نهاية التتر في أعمال ما زالت موجودة ومحفورة في وجدان الأسرة المصرية.

فالمخرجة العبقرية أنعام محمد علي تركز على الرسالة في كل عمل، فلو العمل مكتوبا بشكل جيد لكن دون رسالة ستستبعده من حسابتها حتى لو جاء على حساب ظهورها على الساحة الدرامية.

اشتهرت "أنعام" بمسلسلات السيرة الذاتية، فلا مقارنة بين أعمالها والسيرة الذاتية التي يخرجها مخرجين آخرين، التي تميل للتشويه أو المغالطات، فهي تتحرى الدقة لتصل لروح الشخصية وأدائها، فخشيت عند إخراجها مسلسل "أم كلثوم"، لأن شخصية أم كلثوم حاضرة في الأذهان ولا تغيب، مما قد يعرض العمل للانتقاد، وقالت: "بعد ما قبلت شعرت بهول اللي أنا مقبلة عليه".

قبلت "أنعام" إخراج هذا المسلسل بعد أن قدم لها وجدي الحكيم فيلم إذاعي مكون من15 حلقة عن حياة "أم كلثوم"، سمعته واستنتجت أن أم كلثوم تتحدث بلكنة ريفية بسيطة، حتى بعد ما أصبحت نجمة وقررت "إنعام" أن الممثلة التي ستقوم بدورها لا بد أن تكون "مليحة وتخش القلب"، وأن تكون لديها فكرة عن فن الغناء، فاختارت "صابرين"، حيث كانت تملك وجه ريفي ومحبب لدى الجمهور، فعملوا سوياً في صمت لمدة شهرين خوفاً من ردود الأفعال.

رفعت المخرجة العظيمة شعار "الفن مش فوتوغرافية الفن اختيار"، فهي ترفض فكرة تكريس السلبية، ولكنها تسعى في تكريه الجمهور في السلبيات، ورسالتها الأسمى عند إخراج أي عمل هي دائماً أن ترعى أن المسلسل ينتهي من حيث بدأ فيسير في خط واحد لا ينحرف عنه.

لن تمر المسلسلات على المتلقي مرور الكرام، فبعد مسلسل "هي والمستحيل" الذي دارت أحداثه حول فتاة تحارب الظروف الصعبة لتصل إلى أحلامها، طلبت فتيات المغرب من وزارة المعارف هناك أن تفتح لهم فصول لمحو الأمية.

أما في مسلسل "ضمير أبله حكمت" فأرسل وزير التربية والتعليم حينها للكاتب "أسامة أنور عكاشة" للمناقشة معه عن كيفية الارتقاء بالتعليم، أما في مسلسل "أم كلثوم" أرسل لها رئيس إذاعة صوت القاهرة جواب شكر بسبب رجوع مصانع الكاسيت الخاصة بأم كلثوم مرة أخرى، ورجوع العمال لعملهم بعدما تم إغلاق المصنع بسبب الخسارة.

ولدت المخرجة أنعام محمد علي في الصعيد بمحافظة المنيا، وحصلت على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس، ثم درجة الماجستير في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتدربت فور التخرج في BBC في العاصمة البريطانية لندن، كما تدربت في التليفزيون بألمانيا، وعملت بالتليفزيون بعد عودتها مرة أخرى إلى مصر.

قدمت العديد من المسلسلات والسهرات التلفزيونية كـ"الأم المثالية" و"نونة الشعنونة" ومسلسل "قصة الأمس"، و"ضمير أبلة حكمت"، و"قاسم أمين" وغيرهامن الأعمال الأسرية، كما قدّمت فيلمين للتليفزيون حققا نجاحا وتناولا بطولات المصريين قبل حرب أكتوبر وبعدها، هما "الطريق إلى إيلات" و"حكايات الغريب"، وحصلت على العديد من الجوائز الذهبية عن فيلم "الطريق إلى إيلات"، و"حكايات الغريب"، و"نونة الشعنونة"، وحصلت على وسام العلوم والفنون من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في عيد الإعلاميين، عام 1999، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة.