مع ظهور هلال شهر رمضان الكريم، فتحت الشاشة الصغيرة ذراعيها لاحتضان العشرات من المسلسلات الجديدة، ومنذ عدة سنوات انتشرت ظاهرة إنتاج أجزاء أخرى للمسلسلات الناجحة، الفكرة في المُجمل جيدة، ولكن للأسف تسببت في بعض الأوقات على قتل نجاح الجزء الأول بسبب المط والتطويل ومحاولة الاستخفاف بعقول المشاهدين، وهذا العام نرى عدة أعمال في أجزائها الثانية مثل مسلسل "كلبش"، أو حتى الخامسة مثل مسلسل "سلسال الدم"، ويُثير ذلك عدة تساؤلات حول مصير تلك الأعمال؟، وهل تلقى نجاح سابقيها أو تأخذها لطريق النسيان؟، كما شهدنا سابقًا العديد من الأعمال الناجحة التي ندمر تألق الجزء الأول منها بسبب إنتاج أجزاء جديدة، وأشهر الأمثلة على ذلك منذ فترتي الثمانينات والتسعينيات:
مسلسل "الشهد والدموع"
من أنجح مسلسلات الثمانينات، تم عرضه عام 1983م، يدور في دراما عائلية إجتماعية، حازت على عقول جميع المشاهدين، وكان من المفترض أن يكون المسلسل بجزئيه عملًا واحدًا، ولكن حدث عجز مالي بعد 20 يوم من بدء التصوير، وتوقف التصوير، وتم تقسيمه إلى جزئين.
مسلسل "ليالي الحلمية"
يُعتبر مسلسل "ليالي الحلمية"، واحد من أهم العلامات في تاريخ الدراما المصرية، وحقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه لأول مرة في عام 1987م، مما أغرى صناعة لإستغلال ذلك النجاح وإنتاج أربع أجزاء أخرى كان آخرها عام 1995م، وبعد مرور ما يقرب من الـ 20 عامًا تحديدًا في عام 2016م، قرروا إنتاج جزء سادس له ولكنه لقى فشلًا ذريعًا لا يليق بإسم المسلسل ولا صناعه.
مسلسل "رأفت الهجان"
مسلسل يحكي الملحمة الوطنية المستوحاة من قصة الجاسوس المصري "رفعت علي سليمان الجمال"، الذي كان يعيش داخل المجتمع اﻹسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وتم عرض الجزء الأول منه عام 1988م، وبالطبع حقق نجاحًا ساحقًا، وتم إنتاج جزئين آخرين له ولكن الأخير لم يلق نفس نجاح الأول والثاني، ولكنه لم يفشل أيضًا.
مسلسل "المال والبنون"
من أشهر مسلسلات التسعينيات "المال والبنون"، والذي حقق نجاحًا باهرًا بعد عرضه لأول مرة عام 1993م، وبعدها بعامين قرروا إنتاج جزء ثاني له مستغلين نجاح الأول ولكنه لم يلق نفس النجاح ولم يفشل أيضًا.
مسلسل "يوميات ونيس"
تم عرض المسلسل لأول مرة في عام 1994م، وحقق نجاحًا كبيرًا استمر لسنوات
طويلة، وتم إنتاج عدة أجزاء له آخرها كان عام 2009م، ولكنه لم يحقق أي نجاح يُذكر
بسبب مط الأحداث واختلاف بعض الشخصيات، واختفاء الأخر.
وانتقلت تلك الظاهرة إلى الألفية الجديدة:
مسلسل "العصيان"
دراما إجتماعية تم عرضها عام 2002م، تناقش العلاقات الإنسانية المتداخلة بين أفراد الأسرة الواحدة، وكيف تغري المال النفوس، وبسبب النجاح الهائل له، تم إنتاج مسلسل ثاني له عام 2003م، ولكنه واجه عدة مشاكل وتم تغيير بعض الأبطال مما أثر على نجاح العمل الذي لم يلقى نفس نجاح الجزء الأول.
مسلسل "راجل وست ستات"
مسلسل من نوعية الست كوم حقق نجاحًا واسعًا وقت عرضه عام 2007م، حيث تدور
أحداثه في إطار كوميدي إجتماعي، وتم إنتاج ست أجزاء أخرى له مستغلة النجاح الكبير
للأجزاء السابقة، ولكن الجزء الأخير فشل فشلًا ذريعًا وتوقف المسلسل بعدها.
مسلسل "حكايات بنات"
مسلسل درامي اجتماعي يناقش قضايا عدة بنات أصدقاء ومشاكلهم الحياتية، تم
عرضه لأول مرة عام 2012م، وحقق نجاحًا واسعًا دفع صناعه إلى إنتاج جزء آخر الذي
حقق نجاحًا كبيرًا أيضًا، وبعد ذلك تم عرض جزء ثالث له، وعلى الرغم من النجاح الذي حققه إلا أنه لم يكن في نفس مستوى الجزئين السابقين.
مسلسل "ساحرة الجنوب"
تم عرضه لأول مرة عام 2015م، ولقى نجاحًا كبيرًا بسبب قصته التي تتناول جزء
من معتقدات المجتمع المصري، حيث يحكي عن فتاة، مسكونة من جن وتقوم بإيذاء أهل
قريتها، وتم إنتاج جزء ثاني له وأيضًا لم يلق نفس نجاح الأول بسبب المبالغة في
الأحداث ومطها، مما أشعر المشاهد بالملل، ورغم ذلك أعلن القائمين على المسلسل عن تحضيرهم لجزء ثالث له، ولكن تم إيقافه بفتوى من شيخ الأزهر.
