"ويليام تيل".. أسطورة تمرد أصبحت ماركة نجاح سويسرية
الأربعاء 16/مايو/2018 - 08:24 م
مريم مرتضى
طباعة
صورة لفتى صغير يضع تفاحة على رأسه، وأمامه يقف أحد الرجال الأقوياء، ويُطلق سهمه، الذي لم يصب التفاحة بل أصاب رأس الفتى، مشهد تعودنا على رؤيته في الأفلام الأجنبية والعربية، مع اختلاف بعض التفاصيل البسيطة، حول إذا ما كان المُصاب ولد أم بنت، وطبيعة العلاقة بينه وبين الرامي، ولكن ما هو أصل هذه القصة؟، وهل هي حقيقية؟.
تمثال ويليام تيل
ويليام تيل
هي أسطورة دارت في سويسرا التي كانت مُستعمرة لأمبراطور النمسا عام 1307م، وقد كان هناك بلدة صغيرة كان الإمبراطور "هابزبورج" يُريد إعطائها للملك "جيليسر"، وبالفعل أخذها الأخير وقام بوضع طاقيته على تمثال في منتصف البلدة، وأمر الأهالي جميعًا أن ينحنوا للتمثال إمعانًا في ذلهم، وقد كان هناك فلاح يُدعى "ويليام تيل"، كان بارع للغاية في الرماية بالقوس والسهم، وتمرد على أوامر الحاكم الطاغية، رافضًا الإنحناء لقبعته التي وضعها في سوق البلدة ليجبر الأهالي على الانحناء لها، وعندما علم الحاكم بما حدث، أمر بأن يُعاقب "ويليام" عقاب قاسي للغاية حيث جاء بإبنه الصغير ووضعوا فوق رأسه تفاحة وأمر "ويليام" بأن يُصيب التفاحة، وبالفعل أصاب الفلاح السويسري التفاحة ولم يؤذ طفله، لكن الحاكم وجد معه سهمًا احتياطيًا ولما سأله عن السبب أجابه قائلًا: "لو أصاب السهم الأول ولدي كنت سأرميك بالثاني لأقتلك"، وهنا غضب الطاغية وأمر بسجن "ويليام"، ثم استطاع البطل السويسري الهرب وقتل الحاكم بعد ذلك كما تقول الأسطورة، وبعد هذا الحادث تمرد السويسريين ضد الإمبراطورية النمساوية، وكان "ويليام تيل" في أوائل صفوف الثوار، وتم تكريمه فيما بعد في بلدته في سويسرا التي تحمل إسمه الآن و تمثال له تحت اسم "Tellsplatte".
بوستر دعائي لأوبرا ويليام تيل
أوبرا "ويليام تيل"
ألهمت قصة "ويليام تيل" المؤلف الموسيقي الشهير "جواكينو روسيني" وألف لها أوبرا كاملة، اعتبرها النقاد من أفضل أعماله في مجال الأوبرا الدرامية، وتميزت بلحنها الختامي الذي علق في الأذهان ونسمعه دومًا في الموسيقى التصويرية للأعمال الفنية دون أن نعرف أنه لأوبرا "ويليام تيل".
فندق يحمل إسم ويليام تيل
كيف تم استغلال الأسطورة في سويسرا
كل مكان في سويسرا هو ذكرى لـ "ويليام تيل"، فكلما التفت المرء حوله وجد ما يذكره بتلك الشخصية الأسطورية، يجده في المطاعم، والتليفزيون، ومرآب السيارات، ومواقف الأتوبيسات، ويعود ذلك الاستخدام المفرط لاسم ويليام تيل إلى أن السويسريون يرون في أسطورة تيل تجسيد لكل القيم التي تُمثل بلادهم أحسن تمثيل، وبالتالي بضائعهم، وخدماتهم.
معلقة طعام تحمل علامة ويليام تيل
علامة الجودة "ويليام تيل"
شرح الخبير "رودولف هوربر" من منظمة "العلامة التجارية السويسرية" في لقاء له بإحدى القنوات الفضائية، أن المنظمة الرسمية سمحت للشركات المعتمدة بوضع علامة القوس والنشاب الشهيرة على بضائعها، للتدليل على تواجد قيم مثل "الدقة، القدرة على الاعتماد، المرونة، التكيف، الابتكار، والإحساس بالمسؤولية"، مما يعني أنها سويسرية الصنع، أو على الأقل من تصميم سويسري.
شرح الخبير "رودولف هوربر" من منظمة "العلامة التجارية السويسرية" في لقاء له بإحدى القنوات الفضائية، أن المنظمة الرسمية سمحت للشركات المعتمدة بوضع علامة القوس والنشاب الشهيرة على بضائعها، للتدليل على تواجد قيم مثل "الدقة، القدرة على الاعتماد، المرونة، التكيف، الابتكار، والإحساس بالمسؤولية"، مما يعني أنها سويسرية الصنع، أو على الأقل من تصميم سويسري.
القوس والنشاب
ويُصيف "هوربر": "إن القوس والنشاب تحول إلى رمز سويسري فريد، معروف في كافة أنحاء البلد على أنه علامة جودة".
لذلك أصبح "قوس تيل ونشابه" ماركة تسعى إليها الشركات السويسرية، لأنها تساعد على تبرير السعر العالي الذي تطالب به عادة زبائنها في مقابل بضائعها، وذلك مقارنة بمنافسيها.
وأوضح الخبير هوربر الفكرة قائلاً: "إن القوس في حد ذاته مُرتبط بويليام تيل، من الداخل والخارج، وهو يضع القيم السويسرية في غلافٍ أفضل من أي شئ أخر".