وثائق .. "تطوير الأزهر بين فاروق وناصر" فوارق وانتصارات
الجمعة 18/مايو/2018 - 10:14 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كان الأزهر الشريف من أول الداعمين لحركة الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو سنة 1952 م، حين كتب بياناً قال فيه "انقلابًا عظيمًا كرم الله الإنسانية به وأذهب النظام الجاهلي"، وكما أن مصر خضعت لتغيرات بعد ثورة 1952 م، فقد طالت تلك التغيرات المؤسسة الأزهرية.
يذكر كتاب "الأزهر تاريخه وتطوره" أن الدولة المصرية الجديدة كانت تحاول تأميم جميع مساحات الحراك والنشاط لصالحها، فقام الرئيس جمال عبد الناصر بالهيمنة على المؤسسة الدينية، من أجل إضفاء الشرعية على النظام الاشتراكي الذي كان يتبعه من أجل سد أية محاولة لاتهامه بأنه نظام كافر وملحد ويخالف تعاليم الإسلام، ومن أجل الرد على آراء الإسلام السياسي الذي كان معارضًا لنظام ناصر.
ويضفي كتاب حكاية الأزهر في ألف عام، جوانب من علاقة الدولة بالأزهر، حيث حاول جمال عبدالناصر مد سيطرته على نفوذ الأزهر، وأصدر عبد الناصر عام 1961 مشروع تطوير الأزهر، وقد أعاد ذلك القانون تنظيم الأزهر بصورة جذرية، حيث أصبح تابعًا لوزارة الأوقاف بشكل كامل، وأصبحت جميع الموارد المالية له تخضع لإدارة الدولة، كما أصبح من حق الرئيس أن يعين شيخ الأزهر بعدما كان يتم اختياره داخل منظومة الأزهر، كما تم إعادة تشكيل المجلس الأعلي للأزهر، وضم إليه ثلاثة خبراء في التعليم الجامعي تعينهم الحكومة، كما حدث توسع في الجامعات التابعة للأزهر، فبعدما كانت هناك 3 كليات فقط تابعة له تم إضافة كليات مثل الطب والقانون والتجارة والهندسة، فيما تم تعيين مجموعة من ضباط القوات المسلحة كمدربين مؤقتين لإدارة الأزهر.
وثيقة تطوير الأزهر في العصر الملكي
يشتهر قانون تطوير الأزهر في ستينيات القرن الماضي بأنه أحد أهم القوانين التي أثرت على الأزهر حيث جعلته في عباءة الدولة، غير أن المفاجأة تجيء من وثيقة مرسوم الملك فاروق الملكية والخاصة بقانون رقم 97 لسنة 1948م، حيث قضت بتعديل البند رقم 4 من المادة 22 من المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936 م.
وكان القانون رقم 26 لسنة 1936، استحدثت مرحلة رابعة وهي الدراسات العليا، وأصبحت مراحله هي:
• القسم الابتدائي ومدته أربع سنوات.
• القسم الثانوي ومدته خمس سنوات .
• القسم العالي (الكليات) ومدته أربع سنوات و تمنح الكليات الثلاث الإجازة العالية.
• أما القسم الرابع وهو الدراسات العليا، و يمنح درجتين هما:
1 . شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس أو القضاء أو الدعوة و تعادل الماجستير.
2. شهادة العالمية مع لقب أستاذ، وتؤهل الحاصلين عليها للتدريس بالكليات الأزهرية وتعادل الدكتوراه، وتوجت المسيرة بقانون سمي قانون التطوير.
لكن ما جاء به النظام الناصري في قانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات نسف ما رآه فاروق لأسباب لا أحد يعلمها، حيث نص قانون عبدالناصر وقتها بأن تستبدل النصوص المرفقة بأحكام القانون رقم 26 لسنة 1936 بإعادة تنظيم الجامع الأزهر والقوانين المعدلة له، ويبطل كل ما يخالف ذلك من القوانين .
وأدى قانون تطوير الأزهر الذي فعله عبدالناصر إلى ربط الأزهر بمؤسساته التي نظمها قانون 1961 بجهاز الدولة وخاصة رئاسة الجمهورية بشكل مباشر، ليصبح تعيين شيخ الأزهر ووكيله ورئيس جامعة الأزهر حق لرئيس الجمهورية، كما أن كل أجهزة الأزهر الرئيسية كالمجلس الأعلى للأزهر وجامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ينفرد رئيس الجمهورية بتعيين القيادات العليا فيها، فمجمع البحوث يرأسه شيخ الأزهر وأعضاء المجمع يعينهم رئيس الجمهورية، أما جامعة الأزهر فبالإضافة لانفراد الرئيس بتعيين رئيس جامعة الأزهر فعمداء الكليات يعينهم أيضًا رئيس الجمهورية، وربما تبدو الميزة الوحيدة في هذا القانون أنه منع على قوى الإسلام السياسي تصدر منصب شيخ الأزهر.