القاهرة العاصمة الرابعة لمصر منذ 1044 عاما ..و"المعز وقصر بشتاك والأزهر" أبرز معالمها الأثرية
الأحد 17/يوليو/2016 - 11:15 ص
أكد الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة إننا نحتفل خلال شهر يوليو كل عام بالعيد القومي لمحافظة القاهرة ، والذي يوافق هذا العام مرور 1044عاما على افتتاح الخليفة المعز لدين الله الفاطمي لعاصمة مصر " القاهرة " في عام 362هـ/ 972م ، حيث تعد العاصمة الرابعة لمصر منذ الفتح الإسلامي لها على يد عمرو بن العاص.
واستعرض عبد اللطيف - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد - تاريخ "القاهرة " وأبرز معالمها الأثرية ، مشيرا إلى أنه بعد أن دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلى عام 969م - بعد قضائهم على الدولة الإخشيدية - فكر جوهر في بناء عاصمة جديدة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله ، الذي كان لايزال يقيم في بلاد المغرب ، تمهيداً لانتقاله إلى مصر.
وأضاف أنه بعد الانتهاء من بناء المدينة أطلق عليها جوهر اسم ( المنصورية ) نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمي والد الخليفة المعز لدين الله، وظلت تعرف بهذا الاسم حتى قدم الخليفة المعز إلى مصر فغير اسمها وجعلها القاهرة المعزية ، مشيرا إلى أنه يرجع السبب في اختيار المعز لهذا الاسم تفاؤلاً منه بأن عاصمته الجديدة ستكون قاهرة العواصم والمدن السابقة لها جميعاً، وهو اسم يدل على القوة والمجد ، كما أن هناك رأيا آخر يقول أن سبب التسمية يعود إلى أن بناءها بدأ فيه عند طلوع كوكب القاهر فسميت القاهرة.
وأوضح أن القاهرة الفاطمية القديمة كانت وقت إنشائها محدودة المساحة تمتد من باب الفتوح شمالاً إلى باب زويلة جنوباً ، ويمر بوسطها شارع المعز - الذي يضم حالياً حوالي 29 أثرا إسلاميا - ويحدها من الشرق جبال المقطم ومن الغرب الخليج الكبير ومن الجنوب مدينة القطائع.
وأشار إلى أبرز المعالم الأثرية الفريدة لمدينة القاهرة ومن أهمها (بـوابات القاهـرة ) فمدينة القاهرة كانت مثل أي مدينة في العصور الوسطي لها سور خارجي وأربع جهات ، ويتم الدخول إليها من عدة أبواب، بعضها اندثر ولم يعد قائماً مثل باب القوس ، البرقية ، المحروق ، سعادة ، القنطرة ، الفرج ، الخوخة ، ولكن لحسن الحظ فإن أبواب القاهرة لم تندثر جميعها ومازال بعضها قائماً حتى الآن مثل باب الفتوح ، باب النصر ، وباب زويلة ، والتي تكون قطعة من أعظم التحصينات الحربية في العصر الإسلامي ، وهي من أعمال الأمير بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ما بين سنة 480 - 484 هـ/ 1087م – 1091م، ولا يوجد لهذه الأبواب حالياً مثيل على الإطلاق.
وعن ( شارع المعز لدين الله ) ، قال عبد اللطيف إن قصة هذا الشارع تبدأ عندما أنشأ القائد جوهر الصقلي القاهرة المعزية، فجعل في السور الشمالي بابين متباعدين هما باب النصر والفتوح، وفي السور الجنوبي بابين متجاورين هما بابا زويلة – أحدهما اندثر والآخر مازال موجودا – وأقام شارعا رئيسياً من باب الفتوح إلى باب زويلة القائم حالياً، عرف بالشارع الأعظم أوشارع المعز لدين الله الفاطمى.
وأضاف أن هذا الشارع يعد أكثر شوارع القاهرة ازدحاما بالآثار الإسلامية، ويعتبر أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم ،حيث يوجد به 29 أثراً إسلامياً من مختلف العصور ، لافتا إلى أن شارع المعز يمتد من باب الفتوح شمالا إلى باب زويلة جنوبا بطول 1500 متر ، ثم امتد بعد ذلك جنوباً من باب زويلة إلى مقام السيدة نفيسة ثم إلى الفسطاط ليصل طول الشارع الأعظم إلى حوالى 4800 متر.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الشارع كان عامرا بالمتاجر والأسواق حتى بلغ عدد المحلات فيه من الحسينية خارج باب الفتوح حتى السيدة نفيسة 1200 محل ، وظل الشارع له مكانته الفريدة أيام الفاطميين والمماليك ، وكان به تقاليد تراعى، منها ألا يمر به حمل تبن أو حمل حطب ولا يسوق به أحد فرسا ولا يمر به سقاء إلا وراويته مغطاة ، وكان مقرراً على أصحاب المحلات أن يعلقوا قناديل موقدة طول الليل وأن يعد كل منهم زيراً مملوءاً بالماء لمكافحة الحريق في أي مكان .
وبالنسبة لـ (قصــر بشـتاك ) ، أكد الدكتور محمد عبد اللطيف أنه يعد نموذجا للقصور التي ما زالت باقية في قلب القاهرة القديمة ، وهو يعد واحدا من أعظم وأجمل الآثار الإسلامية بمصر الذي يقع بشارع المعز، وبناه الأمير سيف الدين بشتاك الناصرى أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، على جزء من أرض القصر الكبير الفاطمي الشرقي في زمن الخلفاء الفاطميين، وكان الدخول إليه من باب البحر الذي عرف بباب قصر بشتاك أيام المماليك.
وأضاف أن الأمير بشتاك - في إطار رغبته الشديدة في أن يكون قصره تحفة الزمان - هدم أحد عشر مسجدا وأربع بنايات من آثار العصر الفاطمي كان يسكنها بعض الفقراء ، كما هدم دار قطوان الساقي وأدخل أراضي كل هذه البنايات في قصره ، لافتا إلى أن إنشاءات هذا القصر الفخم الضخم انتهت عام 738 هـ/ 1337م ، ولكنه لم يتمتع به فكان إذا نزل فيه ينقبض صدره ولا تنبسط نفسه إلا إذا خرج منه فهجره وكرهه وباعه.
وحول تاريخ ( الجامع الأزهـر الشريف )، قال أستاذ الآثار الإسلامية أن الأزهر سيظل دائماً مصدر إشعاع علمي وثقافي ووطني لمصر وللعالم الإسلامي كله ، كما أنه دائماً يدعم الوطنيين المخلصين من أبناء مصر، فبعد أن تم فتح مصر على يد القائد جوهر الصقلي واستقر الحكم للفاطميين ، شرع جوهر الصقلي في بناء الجامع الأزهر أول الجوامع التي أنشئت بالقاهرة ، وبدأ بناؤه سنة 359 هـ / 969م ، وأنشئ ليكون مسجداً جامعاً للقاهرة العاصمة الجديدة أسوة بالجامع الطولوني في الفسطاط وبجامع عمرو بن العاص في الفسطاط .
وأوضح أن مساحة الأزهر كانت وقت إنشائه تقترب من نصف مسطحه الحالي، وسرعان ما أدخلت عليه تعديلات وأضيفت إليه بنايات أخرى، وكانت أولى تلك التعديلات في العصر الفاطمي عندما أضيف إليه رواق يحيط به من جوانبه الأربعة وبنيت قبة على رأس المجاز .
كما لفت إلى أشهر المواسم الدينية التي كان الخلفاء الفاطميون يحتفلون بها في الأزهر الشريف وهي "ليالي الوقود" وهي مستمرة منذ احتفال عمر بن الخطاب رضى الله عنه بهذه الليالي المباركة، وهي 4 ليال في مستهل رجب وليلة نصف رجب ومستهل شعبان وليلة النصف من شعبان ، ويقال إنه بعد صلاة الجمعة في الجامع الأزهر يركب قاضي القضاة من داره وقد تضئ حوله ستون شمعة كبيرة ويحيط به ثلاثون شمعة من كل جانب.
وتابع قائلا " إن الجموع الغفيرة من الشعب المصري كانت تتبع الموكب الذي يبدأ من دار قاضي القضاة ويسير مخترقاً الطرق الرئيسية بالقاهرة حتى يصل إلى قصر الخليفة الفاطمي، حيث يجلس الخليفة في مكان عال من القصر مضاء بالأنوار، ثم يخرج الخليفة على الناس، وهو بمثابة تهنئة لهم على هذه المناسبة الدينية، فينفض ازدحام الناس بعد ذلك ، وكان هذا الاحتفال يتم بنفس الطريقة بدون اختلاف في كل ليالي الوقود الأربع، ولابد أن تكون بداية الاحتفال من الجامع الأزهر ثم دار قاضي القضاة ثم قصر الخليفة".
واستعرض عبد اللطيف - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد - تاريخ "القاهرة " وأبرز معالمها الأثرية ، مشيرا إلى أنه بعد أن دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلى عام 969م - بعد قضائهم على الدولة الإخشيدية - فكر جوهر في بناء عاصمة جديدة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله ، الذي كان لايزال يقيم في بلاد المغرب ، تمهيداً لانتقاله إلى مصر.
وأضاف أنه بعد الانتهاء من بناء المدينة أطلق عليها جوهر اسم ( المنصورية ) نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمي والد الخليفة المعز لدين الله، وظلت تعرف بهذا الاسم حتى قدم الخليفة المعز إلى مصر فغير اسمها وجعلها القاهرة المعزية ، مشيرا إلى أنه يرجع السبب في اختيار المعز لهذا الاسم تفاؤلاً منه بأن عاصمته الجديدة ستكون قاهرة العواصم والمدن السابقة لها جميعاً، وهو اسم يدل على القوة والمجد ، كما أن هناك رأيا آخر يقول أن سبب التسمية يعود إلى أن بناءها بدأ فيه عند طلوع كوكب القاهر فسميت القاهرة.
وأوضح أن القاهرة الفاطمية القديمة كانت وقت إنشائها محدودة المساحة تمتد من باب الفتوح شمالاً إلى باب زويلة جنوباً ، ويمر بوسطها شارع المعز - الذي يضم حالياً حوالي 29 أثرا إسلاميا - ويحدها من الشرق جبال المقطم ومن الغرب الخليج الكبير ومن الجنوب مدينة القطائع.
وأشار إلى أبرز المعالم الأثرية الفريدة لمدينة القاهرة ومن أهمها (بـوابات القاهـرة ) فمدينة القاهرة كانت مثل أي مدينة في العصور الوسطي لها سور خارجي وأربع جهات ، ويتم الدخول إليها من عدة أبواب، بعضها اندثر ولم يعد قائماً مثل باب القوس ، البرقية ، المحروق ، سعادة ، القنطرة ، الفرج ، الخوخة ، ولكن لحسن الحظ فإن أبواب القاهرة لم تندثر جميعها ومازال بعضها قائماً حتى الآن مثل باب الفتوح ، باب النصر ، وباب زويلة ، والتي تكون قطعة من أعظم التحصينات الحربية في العصر الإسلامي ، وهي من أعمال الأمير بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ما بين سنة 480 - 484 هـ/ 1087م – 1091م، ولا يوجد لهذه الأبواب حالياً مثيل على الإطلاق.
وعن ( شارع المعز لدين الله ) ، قال عبد اللطيف إن قصة هذا الشارع تبدأ عندما أنشأ القائد جوهر الصقلي القاهرة المعزية، فجعل في السور الشمالي بابين متباعدين هما باب النصر والفتوح، وفي السور الجنوبي بابين متجاورين هما بابا زويلة – أحدهما اندثر والآخر مازال موجودا – وأقام شارعا رئيسياً من باب الفتوح إلى باب زويلة القائم حالياً، عرف بالشارع الأعظم أوشارع المعز لدين الله الفاطمى.
وأضاف أن هذا الشارع يعد أكثر شوارع القاهرة ازدحاما بالآثار الإسلامية، ويعتبر أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم ،حيث يوجد به 29 أثراً إسلامياً من مختلف العصور ، لافتا إلى أن شارع المعز يمتد من باب الفتوح شمالا إلى باب زويلة جنوبا بطول 1500 متر ، ثم امتد بعد ذلك جنوباً من باب زويلة إلى مقام السيدة نفيسة ثم إلى الفسطاط ليصل طول الشارع الأعظم إلى حوالى 4800 متر.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الشارع كان عامرا بالمتاجر والأسواق حتى بلغ عدد المحلات فيه من الحسينية خارج باب الفتوح حتى السيدة نفيسة 1200 محل ، وظل الشارع له مكانته الفريدة أيام الفاطميين والمماليك ، وكان به تقاليد تراعى، منها ألا يمر به حمل تبن أو حمل حطب ولا يسوق به أحد فرسا ولا يمر به سقاء إلا وراويته مغطاة ، وكان مقرراً على أصحاب المحلات أن يعلقوا قناديل موقدة طول الليل وأن يعد كل منهم زيراً مملوءاً بالماء لمكافحة الحريق في أي مكان .
وبالنسبة لـ (قصــر بشـتاك ) ، أكد الدكتور محمد عبد اللطيف أنه يعد نموذجا للقصور التي ما زالت باقية في قلب القاهرة القديمة ، وهو يعد واحدا من أعظم وأجمل الآثار الإسلامية بمصر الذي يقع بشارع المعز، وبناه الأمير سيف الدين بشتاك الناصرى أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، على جزء من أرض القصر الكبير الفاطمي الشرقي في زمن الخلفاء الفاطميين، وكان الدخول إليه من باب البحر الذي عرف بباب قصر بشتاك أيام المماليك.
وأضاف أن الأمير بشتاك - في إطار رغبته الشديدة في أن يكون قصره تحفة الزمان - هدم أحد عشر مسجدا وأربع بنايات من آثار العصر الفاطمي كان يسكنها بعض الفقراء ، كما هدم دار قطوان الساقي وأدخل أراضي كل هذه البنايات في قصره ، لافتا إلى أن إنشاءات هذا القصر الفخم الضخم انتهت عام 738 هـ/ 1337م ، ولكنه لم يتمتع به فكان إذا نزل فيه ينقبض صدره ولا تنبسط نفسه إلا إذا خرج منه فهجره وكرهه وباعه.
وحول تاريخ ( الجامع الأزهـر الشريف )، قال أستاذ الآثار الإسلامية أن الأزهر سيظل دائماً مصدر إشعاع علمي وثقافي ووطني لمصر وللعالم الإسلامي كله ، كما أنه دائماً يدعم الوطنيين المخلصين من أبناء مصر، فبعد أن تم فتح مصر على يد القائد جوهر الصقلي واستقر الحكم للفاطميين ، شرع جوهر الصقلي في بناء الجامع الأزهر أول الجوامع التي أنشئت بالقاهرة ، وبدأ بناؤه سنة 359 هـ / 969م ، وأنشئ ليكون مسجداً جامعاً للقاهرة العاصمة الجديدة أسوة بالجامع الطولوني في الفسطاط وبجامع عمرو بن العاص في الفسطاط .
وأوضح أن مساحة الأزهر كانت وقت إنشائه تقترب من نصف مسطحه الحالي، وسرعان ما أدخلت عليه تعديلات وأضيفت إليه بنايات أخرى، وكانت أولى تلك التعديلات في العصر الفاطمي عندما أضيف إليه رواق يحيط به من جوانبه الأربعة وبنيت قبة على رأس المجاز .
كما لفت إلى أشهر المواسم الدينية التي كان الخلفاء الفاطميون يحتفلون بها في الأزهر الشريف وهي "ليالي الوقود" وهي مستمرة منذ احتفال عمر بن الخطاب رضى الله عنه بهذه الليالي المباركة، وهي 4 ليال في مستهل رجب وليلة نصف رجب ومستهل شعبان وليلة النصف من شعبان ، ويقال إنه بعد صلاة الجمعة في الجامع الأزهر يركب قاضي القضاة من داره وقد تضئ حوله ستون شمعة كبيرة ويحيط به ثلاثون شمعة من كل جانب.
وتابع قائلا " إن الجموع الغفيرة من الشعب المصري كانت تتبع الموكب الذي يبدأ من دار قاضي القضاة ويسير مخترقاً الطرق الرئيسية بالقاهرة حتى يصل إلى قصر الخليفة الفاطمي، حيث يجلس الخليفة في مكان عال من القصر مضاء بالأنوار، ثم يخرج الخليفة على الناس، وهو بمثابة تهنئة لهم على هذه المناسبة الدينية، فينفض ازدحام الناس بعد ذلك ، وكان هذا الاحتفال يتم بنفس الطريقة بدون اختلاف في كل ليالي الوقود الأربع، ولابد أن تكون بداية الاحتفال من الجامع الأزهر ثم دار قاضي القضاة ثم قصر الخليفة".