برنارد لويس.. دعوته لـ"واشنطن" إما القسوة أو الخروج.. وكشف مخططات داعش لتقسيم العالم
يهودي في جامعة لندن..
ينتمي برنارد لأسرة يهودية، من الطبقة المتوسطة، وولد في لندن، ودرس في جامعات لندن وباريس، وقبل أن يصبح أستاذا مساعدا للدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الشرقية عام 1938 وخلال الحرب العالمية الثانية عمل في الاستخبارات البريطانية في الشرق الأوسط وهي الفترة التي تعلم فيها أن استرضاء الطغاة كارثة.
أستاذ تاريخ الشرق الأدنى..
حرص برنارد وتحديدا في الفترة بين عامي 1949 و1974 أن يعمل استاذا لتاريخ الشرق الأدنى والأوسط في كلية الدراسات الشرقية وأصدر العديد من الدراسات المميزة، وتمكنت كتاباته من لفت انتباه رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير، وكان من الكتاب المفضلين بالنسبة لها.
القسوة أو الخروج..
حرص لويس على إبداء موقفه من
السياسة الأمريكية، التي يتم إتباعها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال بعث رسالة عام
2001 بسيطة، ملخصها إما إتباع القسوة الخروج، محذرا من أن المفجر الانتحاري قد
يصبح رمزا للمنطقة بأسرها التي تغرق في الكراهية والغضب والقمع والفقر.
إهتمام إعلامي برسالة لويس لممثلي السياسة في واشنطن..
أهتمت مختلف وسائل الإعلام الأمريكية، بالرسالة إلتى بعث بها لويس لممثلي السلطة
في واشنطن وكان من أبرزهم صجيفة "وول ستريت جورنال"، حيث أعتبرت أن هذه
الرسالة تمثل التأكيد على زرع الديمقراطية في دول الشرق
الأوسط الفاشلة للتصدي للإرهاب.."
العراق..
وجه لويس دعوة لاستخدام الحد
الأدنى من القوة الغربية لأقل وقت، مؤكدا أن ذلك سيعمل على بث الحياة في المؤسسات
السياسية في الشرق الأوسط بداية بالعراق الذي يتوفر به الثروة النفطية وطبقة
متوسطة كبيرة وماضي عريق ومجتمع علماني وبالتالي فإن للديمقراطية وفقا لرؤيته فرصة
للتجذر هناك أكثر من أي مكان آخر في العالم الإسلامي.
رسالة البيت الأبيض..
وجهت دعوة من قبل البيت الأبيض، لـ"برنارد لويس" من العاملين في مقر
الرئاسة، بعد هجمات 11 سبتمبر، وربما للتعقيب عليها، وتركز حديثه على ما وصفه
بـ"شعور القاعدة بالدونية والكراهية تجاه الغرب الناجم عن ثلاثة قرون
من التراجع الإسلامي والعربي ثقافيا وعسكريا وتكنولوجيا منذ فشل العثمانيين في
الاستيلاء على فيينا عام 1683.
الانقسامات الطائفية والإسلام الراديكالي..
طرح برنارد
لوس أكثر من 30 مؤلفا ومئات المقالات والمحاضرات بأكثر من 10 لغات، حرص على أن يتحدث
في معظمها عن خطوط ومعالم الشرق الأوسط الحديث، كالانقسامات الطائفية وصعود
"الإسلام الراديكالي" و"الدكتاتورية الراسخة" المدعومة نسبيا
من الغرب، على حد طريقته في التعبير.
تقسيم العالم..
لا شك أن "داعش" يعد بالنسبة للعالم العربي، كارثة بكل المقاييس،
فمخططاتهم هي عبارة عن تنفيذ الفكر الصهيوأمريكي، الذي يضر بحال العرب والمسلمين
في المقام الأول، وقد حرص برنارد لويس على إعطاء لمحة عنهم، وأعرب عن موقفه منهم،
وكان ذلك في مقاله، الذي جاء بعنوان "داعش ومخططات تقسيم العالم".
فقد وضح فيه أنه وفي ظل ما
يشهده العالم العربي من موجات عنف و صراعات دموية من جهة، وحروب
طائفية قائمة على أسس دينية و عرقية من جهة أخرى، ومع تردد أصوات
كثيرة في الآونة الأخيرة لخبراء حول وجود مخططات استعمارية
جديدة تحاك خلف الستار تستهدف المنطقة العربية والتي ستتضح
بصورتها الكاملة في العام 2018، أي بعد مائة عام من اتفاقية سايكس بيكو، التي قسمت
الدول العربية بحدودها الحالية.
دويلات صغيرة وممزقة..
حسب هذه المخططات فإن المشروع المستهدف يرمي إلى
تقسيم و تفتيت الدول العربية بتحويلها إلى دويلات صغيرة وممزقة على
أساس طائفي ومذهبي، بالمقابل ستظهر فدرالية تقودها إسرائيل باعتبارها الدولة
المركزية الوحيدة التي ستحكم المنطقة سعيا منها لتحقيق حلم ” إسرائيل
الكبرى من النيل إلى الفرات” بعدما تضعف دول الجوار.
نقطة نظام..
ربما نحن في حاجة لمعرفة موقف كاتب ومفكر مثل هذا، عن نفسه فق سبق وقد قال لويس إنه
أراد عام 1938 أن يصبح مؤرخا لأنه أراد رؤية التاريخ من الجانب الآخر، وبعد عقود
طويلة قضاها في الظل مؤثرا على الأحداث بهدوء وجد نفسه في السنوات الأخيرة من
حياته على الجانب الآخر، في الضوء.