بعد انسحاب أمريكا.. الملف النووي الإيراني على فوهة النار وتوقعات بحدوث كارثة
قرار انسحاب ترامب ..
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ قرابة الأسبوعين أن بلاده تنسحب رسميًا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، مؤكدًا أن بلاده لن تشارك في امتلاك الممول الأول للإرهاب في العالم لقنبلة نووية.
وأضاف أن تدخلات الإيرانية بالمنطقة تشكل تهديدًا مباشرًا على الدول الموقعة على الاتفاق، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستطبق أقصى العقوبات على إيران أو أي دولة تساعد إيران.
وأكد الرئيس الأمريكي، أن إيران تهدد الأمن العام العالمي من خلال أنشطتها الغير قانونية، مؤكدًا أن إيران تدعم كافة المنظمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.
اعتراضات دولية..
وواجه قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب اعتراضات دولية،
وأن بهذا القرار يضع المنطقة على حافة من النار.
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون،
أن بلاده ملتزمة بقوة بالإتفاق النووي مع إيران، وفي تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع
"تويتر"، أعرب جونسون عن أسفه الشديد حيال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق
النووي مع إيران.
فيما علق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان, على الانسحاب،
قائلا:" أمريكا ستكون الخاسرة؛ لأنها لم تلتزم باتفاقية هي من أبرمتها"،
مضيفًا، "لا يمكن تعطيل أو إبرام الاتفاقيات الدولية بشكل كيفي"، وفقًا لما
أوردته وكالة "الأناضول" التركية.
الاتحاد الأوروبي وموقفه من الاتفاق النووي..
صرح مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة والمناخ ميجيل أرياس كانتي، أن الاتحاد ملتزم بإنقاذ الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، رغم قرار الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض العقوبات، يرغب كذلك في تعزيز العلاقات التجارية
مع إيران.
شروط خامنئي لـ"الاتحاد الأوربي" لاستكمال
الاتفاق..
وضع المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، شروطًا معينة وتم
توجيهها للاتحاد الأوروبي، لاستمرار الاتفاق النووي.
وحرص خامنئي، أن تكون كلمته لدول أوروبا عبارة عن دعوة محددة، حيث نوه أنه لابد لهم من إثبات مصداقيتها في العمل بالاتفاق النووي، مطالبًا بضرورة
الرد على الخروقات الأمريكية للاتفاق النووي، مشددًا على ضرورة توفير الضمانات اللازمة
لبيع النفط الإيراني، قائلاً: "على البنوك الأوروبية توفير الضمانات اللازمة للتجارة
مع إيران".
وأكد المرشد الإيراني أنه في حال أي تأخير أوروبي في الرد،
فستعمل إيران على الاحتفاظ بحق بدء أنشطتها النووية، مشددًا على أن جميع الهجمات التي
تشنها الولايات المتحدة "سوف تبوء بالفشل".
وأعرب خامنئي، عن موقفه من الإجراءات التي تتخذها الولايات
المتحدة، فهو يعتبر أن انسحابها من الاتفاق النووي، الهدف منه تغيير النظام في طهران.
واتهم خامنئي الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها، وأن حالة عدم الوفاء بالالتزامات ليست حكرًا على عهد الرئيس الحالي ترامب، مستطردا بالقول: "مصير ترامب سيكون مشابهًا لمصير رئيس الولايات المتحدة السابقين جورج بوش، ورونالد ريجان"، كما أنه وجه اتهامات مباشرة ضد كل بريطانيا وفرنسا وألمانيا بمحاباة الولايات المتحدة وإتباع نهجها في القضايا الحساسة.
الخلاصة..
نجد أن الرئيس الأمريكي قد أشعل فتيل الحرب الباردة بين
طهران ودول العالم، وذلك بسبب الاتفاق النووي، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى
تطبيق إيران استراتيجيتها النووية حتى وإن وقفت ضدها الدول، فقد من اجل اثبات
قدرتها أو تنتهي تلك القضية بتوافق بين الدول لدعم إيران وبرنامجها في مقابل
أمريكا وأيضًا ستكون طهران قد فازت.