تعرف على علاقة "كلوت بك" بـ"التعداد السكاني" في مصر
الجمعة 25/مايو/2018 - 10:15 ص
مريم مرتضى
طباعة
في كل عام يقوم الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بحصر عدد سكان مصر ونمو المُعدلات السكنية، ومقابل ذلك يُجرى التِعداد السكانى كل 10 سنوات، لرصد المبانى ومكوناتها من وحدات سكنية وغير سكنية، بالإضافة إلى حجم وخصائص السكان وظروفهم السكنية، ورصد كل الأنشطة الاقتصادية وخصائصها، ويتم تنفيذ التعداد السُكاني لتكوين قواعد بيانات شاملة على كل المستويات الإدارية بالدولة، وتُستخدم هذه البيانات فى التخطيط للتنمية بشقيها الاجتماعي والاقتصادي، لكن من أين جاءت فكرة رصد التعداد من البداية؟ وما هو الهدف منها؟.
لمصر قصة طويلة في مسألة التعدادات الشاملة، ولها تاريخ وسبق في هذه الأمور، حيث سبقت الدولة العُثمانية بذاتها.
أول تعداد سكان في مصر:
يعود تاريخ أول تعداد للسكان في مصر إلى سنة 1848م، وبالطبع لم تكن عملية التعداد تتم كما الآن، ولم تكن أيضًا تتم لنفس الأسباب السابق ذكرها.
في منتصف القرن التاسع عشر، كانت مصر قد بدأت تعتمد على الطب كعلم أساسي في علاج الناس، وليس على الأساليب الشعبية، وقد أسس الفرنسي "أنطوان كلوت" المشهور باسم "كلوت بك"، وله شارع شهير باسمه في العتبة، أول مدرسة للطب في أبي زعبل، وبعد سنوات نقلها لقصر "أحمد العيني"، قصر العيني حاليًا، وكان ذلك المجهود الطبي موجه في أساسه إلى الناحية العسكرية التي كان محمد علي باشا يجهز لها كل الخدمات المدنية.
تغيير مهمة قصر العيني:
واستطاع "كلوت بك" تحويل قصر العيني من جهة طبية عسكرية إلى مؤسسة طبية تُشرف على القطاع العام والعسكري، وذكر أستاذ التاريخ "خالد فهمي" في مقال منشور له بأحد المواقع كيفية بدء جهود المستشفى لرعاية صحة المصريين، وكيفية نجاح قصر العيني وقتها في وضع إجراءات احتياطية لحفظ الصحة العامة، كان من أهمها فرض الحجر الصحي، للحد من انتشار الأوبئة، وأخطرها الطاعون والكوليرا، وكانت لهذه الإجراءات أبلغ الأثر في تقليل الإصابة بهذين الوبائين الذين اختفيا من مصر بشكل شبه نهائي بحلول الثمانينيات من القرن التاسع عشر.
سبب حصر السكان لأول مرة:
يشرح فهمي: "في عام 1848م، بدأت مستشفى قصر العيني بأول تعداد سكني في مصر، لحصر أضرار الأوبئة التي كانت تلتهم الأرواح بلا هوادة، وسُمي وقتها بـ "تعداد النفوس".
وأضاف فهمي: "أن وثائق سجلات ذلك التعداد القديم موجودة في دار الوثائق، والتي بلغ عددها أكثر من سبعة آلاف سجل تشمل معلومات دقيقة عن السكان، من حيث أعمارهم، ومحال إقامتهم، ووظائفهم، وديانتهم، وجنسهم، وأحوالهم الصحية".