" راموس " قصة كلمة جعلها الصعايدة مقداراً لـ " برسيم الخرفان والبقر "
السبت 26/مايو/2018 - 10:15 م
وسيم عفيفي
طباعة
غالبية الكلمات الصعيدية لها جذور في اللغة العربية السحيقة، وإلى الآن فإن هناك كلمات يطلقها الصعايدة لا يعرف الكثيرين معانيها رغم ارتباطهم بها، ومثال ذلك "راموس"، تلك الكلمة التي تأتي إلا لوصف مقدار البرسيم، فيقولون "راموس برسيم"، بدلاً من "حِزْمَة برسيم".
حروب الجاهلية رسمة تعبيرية
قبل الإسلام بنحو 17 سنة وقعت إحدى أشرس المعارك العربية في العهد الجاهلي بين بني تميم وحلفاءهم وبين بني عامر، في هضبة جبل جبلة في إقليم نجد بشبه الجزيرة العربية، وذكرها بن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ"، بأنها أشرس المعارك لدرجة أن الإبل شاركت في تلك الحرب مع أصحابها.
غلاف كتاب أنساب الأشراف
يذكر أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري في كتابه "أنساب الأشراف"، أن أبرز قادة حرب جبل جبلة الشاعر لقيط بن زرارة التميمي والذي كان يستشير ابنته دختنوس في الحروب القبلية، حينها كان القتال واقعاً بين بني عبس و بني عامر بن صعصعة وقومها بني تميم بقيادة أبيها لقيط بن زُرارة الذي كان يأخذها معه في كل غزوة ويأخذ برأيها.
وقعت حرب جبل جبلة قالت "دختنوس" لأبيها لقيط "ردني إلى أهلي ولا تعرضني لعبس وعامر فقد أنذرهم كرب بن صفوان لا محالة"، لم يقتنع أبيها بنصيحته وتجاهل رأيها وقاد االجيش في حرب مع بني عبس وبني عامر.
قُتِل الكثيرين في تلك الحرب وتم أسر عمرو بن عدس زوج دختنوس وعمها حاجب بن زُرارة ومعاوية بن الجون وأبيها لقيط بن زُرارة وقع في الأسر أيضاً وطعنه شريح بن الأحوص العامري فَتذكر ما قالته دختنوس فَجعل يرثيها عند إحتضاره وقال "يا ليت شعري عنك دخنتوس ** إذا أتاها الخبر المرموس (الخبر المميت)".
وقعت حرب جبل جبلة قالت "دختنوس" لأبيها لقيط "ردني إلى أهلي ولا تعرضني لعبس وعامر فقد أنذرهم كرب بن صفوان لا محالة"، لم يقتنع أبيها بنصيحته وتجاهل رأيها وقاد االجيش في حرب مع بني عبس وبني عامر.
قُتِل الكثيرين في تلك الحرب وتم أسر عمرو بن عدس زوج دختنوس وعمها حاجب بن زُرارة ومعاوية بن الجون وأبيها لقيط بن زُرارة وقع في الأسر أيضاً وطعنه شريح بن الأحوص العامري فَتذكر ما قالته دختنوس فَجعل يرثيها عند إحتضاره وقال "يا ليت شعري عنك دخنتوس ** إذا أتاها الخبر المرموس (الخبر المميت)".
البرسيم
كانت كلمة "المرموس" جديدة على الأذن العربية، فتم استخدامها في أكثر من معنى، فهناك من يقصد أن معناها التسوية الأرضية لنبات البرسيم، وبعضهم من فسرها بالموت، بينما المعنى الأشهر هو الطمس، حتى وصلت إلى الجنوب المصري فتغير معناها وصار الربطة والغمر والتسوية.
اخترع الصعايدة كلمة "راموس" لتكون وصفاً للبرسيم بدلاً من كلمة حِزْمة، حيث أن كلمة راموس البرسيم تعني "الربطة" وذلك لأن البرسيم يتم غمره بالماء ثم يتم تسويته بالأرض في موسم الحصاد ويتم ربطه وحمله بسهولة حسب قبضة الذراع.
اخترع الصعايدة كلمة "راموس" لتكون وصفاً للبرسيم بدلاً من كلمة حِزْمة، حيث أن كلمة راموس البرسيم تعني "الربطة" وذلك لأن البرسيم يتم غمره بالماء ثم يتم تسويته بالأرض في موسم الحصاد ويتم ربطه وحمله بسهولة حسب قبضة الذراع.
الزراعة عند الفراعنة
كان الفراعنة يهتمون بالبرسيم ويعتبرنه غذاءا كاملا للحيوانات التي لها صلة بالآلهة، خاصةً لاحتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين كما يحتوى على عدد من الأحماض الأمينية التي تساعد على إدرار اللبن فضلاً عن أنه غني بالكالسيوم و الفوسفور و يحتوي على نسبة من الكاروتين.