المواطن

عاجل
صور .. نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات يشيد بالمبادرة الرئاسية لبناء الإنسان انفراد ..«فن إدارة الحياة» يطلق مبادرة لتنظيف شارع 77 بالمعادي .. غدًا صور .. بدء اختبارات الطلاب الوافدين المرشحين لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس .. «مستقبل وطن» يطلق مبادرة مجتمعة بعنوان«شتاء دافئ» على مستوى الجمهورية صور . .وزير الأوقاف ورئيس التنظيم والإدارة يتفقدان أعمال امتحان المتقدمين لشغل وظائف أئمة بمركز تقييم القدرات والمسابقات ويتفقان على مسابقة تكميلية يناير المقبل صور .. «الشباب والرياضة» تنظم ندوة للتحذير من التفكك الأسري بـ«السويس» «وزير الأوقاف» يعتمد زيادة عقود خطباء المكافأة الملحقين على البندين ٣/٤ و ٣/١ صور..«طب بنات الأزهر» تحتفل بحصولها على شهادة الاعتماد للمرة الثالثة صور .. خلال مؤتمر «القومي للمرأة» .. داود : الأمن سياج يحيط بحياة الفرد صور .. «رئيس منطقة القاهرة الأزهرية» يعقد اجتماع بشأن ضم معلمين بالحصة للمدارس
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

" كارافاجيو".. فنان عظيم جعل من البلطجة والقتل عنوان لحياته

الأحد 27/مايو/2018 - 08:01 ص
مريم مرتضى
طباعة
  كارافاجيو.. فنان

من العروف أن الرسامين المُبدعين الذين يقدمون أرفع وأجمل الأعمال الفنية يحملون بداخلهم أسمى السلوكيات والأحاسيس المرهفة، ولكن أن نجد فنان يحمل بداخله سلوك وتصرفات لا تشير أبدًا إلى ما أبدعه بقلمه أو ريشته فهذا ما يسمى بالخلل، حيث يرى البعض أنه من المحتم أن يكون هناك تطابق بين القيم الجمالية التي يبدعها الفنان مع السلوك الإنساني والأخلاق الرفيعة، ولكن " كارافاجيو" كسر هذه القاعدة بلا جدال ولم يعرف تاريخ الفن فنانًا بهذه العبقرية المتوهجة والمزاج الدموي مثله، عاش حياة قصيرة كان لها تأثير كبير على تيار واسع، حياة غريبة مليئة بالعنف والهرب والقتل، كان يمارس العنف في الحانات ويتفاخر بحمل الخناجر والسيوف ويدخل في عراك مع من يعرف ومن لا يعرف.
لوحة رحلة العائلة
لوحة رحلة العائلة المقدسة
حياته ونشأته
إسمه الحقيقي " مايكل أنجيلو دى مريسى"، وُلد عام 1571م فى ميلانو ثم إنتقلت عائلته إلى مدينة كارافاجيو وهو ما زال طفلًا وعنها أخذ إسمه الذى عرف به، وتتلمذ فى ميلانو على أحد تلاميذ الفنان الكبير تيتيان، وقد عُرف عنه فى هذه الفترة براعته الكبيرة فى الرسم وسوء خلقه وعدوانيته الشديدة.
عمل فى روما فى مرسم الفنان جوسيبى سيزارى يرسم نوعية اللوحات التى كانت تُقتنى لتزيين القصور، لوحات لسلال من الفاكهة وصبيان يعزفون الموسيقى أويلعبون الورق وكان واضحًا فى هذه اللوحات براعته الكبيرة وتمكنه الفذ من تقنيات التصوير وقدرته على تصوير موضوعاته بأسلوب طبيعي واقعي، وقد جذبت هذه اللوحات إنتباه أحد أكبر رعاة الفن فى روما الكاردينال فرانسيسكو دل مونتى.
أسلوبه الفني
فى هذه المرحلة رسم لوحتين لباخوس إله الخمر عند الإغريق وكليهما إستعمل فيها كارافاجيو نفسه كموديل وهو تقليد إتبعه فى العديد من لوحاته بعد ذلك، وبعد ذلك فقد كارافاجيو عمله فى مرسم سيزارى نتيجة مرضه وبعد أن تعافى قرر أن يعمل منفردًا ورسم بأسلوبه الواقعي لوحات مستوحاة من الأساطير والتراث الدينى مثل " توبة مريم المجدلية " و"رحلة العائلة المقدسة "، وفى عام 1599م جائته فرصة ذهبية عندما أسند إليه بتوصية من الكاردينال دل مونتى على تنفيذ لوحتين لتزيين مذبح كنيسة سان لويجى دى فرانسيسى فى روما لوحة " نداء القديس ماثيو" ولوحة "إستشهاد القديس ماثيو".
وصل أسلوب كارافاجيو الطبيعى المتسم بالواقعية إلى قلوب الجمهور ومتذوقى الفن، ووجدت فيه الكنيسة الكاثوليكية ضالتها كأداة للتأثير على الجماهير فى حربها ضد البروتستانت.
بعض أعماله
بعض أعماله
جريمة قتل بسبب لينا
أصبح كارافاجيو بلا منازع أشهر فنان فى روما وبرغم هذا فقد كانت حياته سلسلة من المشاحنات والمنازعات وكان يدخل فى الشجار لأتفه الأسباب، يعيش حياة كلها فسق وفجور ولا يأبه لأى مخاطر، وكان يخرج من مشكلة مع السلطات ليدخل فى أخرى وكان يعتمد على علاقاته بالحكام للخروج من هذه المآزق، غير أن بداية العنف كانت بسبب فتاة اسمها "لينا" إمرأة ذات جسد روماني جميل عشقها كارافاجيو، ووقع في غرامها رجل آخر إسمه "ماريانو باسكلوني" الذي ما أن علم كارافاجيو بغرامه لـ لينا حتى قتله.

  كارافاجيو.. فنان
المزيد من القتل
وفي عام 1606م قتل شخصًا فى مبارزة بالسيف ولم تجدى علاقاته له نفعًا فإضطر لأن يلوذ بالهرب إلى نابولى بعيدًا عن سُلطة روما، ووصل نابولى فى أوائل عام 1607م وتحت رعاية عائلة كولونا نفذ كرافاجيو عدة لوحات للكنيسة، إلا أنه ولسبب غير مفهوم غادر نابولى بعد عدة أشهر إلى جزيرة مالطا ليضع نفسه تحت رعاية "فرسان مالطة"، وهم جماعة من فرسان الكنيسة تكونت فى الأصل لحماية الحجاج إلى بيت المقدس وبعد وقوعها فى يد المسلمين إنسحبوا إلى مالطة التى أصبحت مركزهم الرئيسى.
وفي مالطة رسم كارافاجيو عدة لوحات وتم تنصيبه فارسًا فى الجماعة ومن أجمل ما نفذه فى هذه الفترة لوحة " مقتل يوحنا المعمدان" وهى أكبر لوحة نفذها في حياته إذ يبلغ طولها أكثر من خمسة أمتار وهى تصور مقتل يوحنا المعمدان بإيعاز من "سالومي" التى أرادت رأسه جائزة لرقصتها الخليعة أمام الملك هيرود، فهرب كارافاجيو إلى جزيرة صقلية ولم يتمكن من الإستقرار بها طويلًا لعدم شعوره بالأمان لوجود جائزة على رأسه وكثرة مطارديه من الساعين للإنتقام أو الحصول على الجائزة فعاد إلى نابولي حيث الحماية تحت عائلة كولونا، ورسم في عام 1609م لوحته الرائعة "دافيد يحمل رأس جولايث" وقد رسم نفسه فى اللوحة كرأس جولاياث المقطوعة وأرسل هذه اللوحة إلى راعيه فى روما الكاردينال سيبيونى بورجيزى إبن أخ البابا وكأنه يبعث برسالة مصورة "هذه هي رأسي عربونًا على الندم أقدمها لكم لتسمحوا لي بالعودة".
لوحة قارئة الحظ
لوحة قارئة الحظ
نهاية القاتل العبقري 
فى هذه الفترة حاول البعض إغتياله والقصص غير واضحة فى هذا الشأن وأذيع فى روما أن الفنان العظيم قد قتل وفى روايات أخرى تم تشويهه بصورة بشعة، ولكنه ظهر بعد ذلك سليمًا معافي، وإستمر فى العمل وإجراء الإتصالات مع روما وفى منتصف عام 1610م وصلته أنباء عن قرب إصدار قرار العفو عنه فإستقل سفينة متجهة إلى روما ومعه لوحاته الأخيرة التى سيسترضى بها البابا لينال العفو، ويقال أن السفينة رحلت بدونه فى ميناء بالقرب من توسكانيا فى الطريق إلى روما نتيجة إلقائه فى السجن بعد مشاجرة وأنه حاول اللحاق بالسفينة عبر المستنقعات وأصيب نتيجة لذلك بإلتهاب رئوى أودى بحياته، وهكذا إنتهت حياة هذا الفنان العظيم وهو مشرد وضائع، بعيدًا عن أهله ووطنه.
عندما ودع كارافاجيو الحياة كان فى التاسعة والثلاثين من عمره ولكنه فى فى خلال هذا العمر القصير غيّر من شكل الفن وإمتد تأثيره قرونا من بعده، وإليه يعود الفضل فى بلورة أسلوب يعتمد على التضاد الشديد بين الضوء والظل.

الكلمات المفتاحية

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads