" نيوفاوند لاند " الرجل الذي جعل من " تايتنك " متحفاً
الثلاثاء 29/مايو/2018 - 08:26 م
وسيم عفيفي
طباعة
" آر إم إس تيتانيك " باخرة ركاب بريطانية عملاقة كانت مملوكة لشركة "وايت ستارلاين"، وتفوقت على منافساتها من حيث الفخامة والترف، وأبحرت من "ساوثهامبتون" للمرة الأولى والأخيرة في تاريخها في 10 أبريل 1912، وبلغ وزنها (52.310) طن، وطولها (269.1) مترًا، وعرضها (28) مترًا، وارتفاعها (53.3) مترًا، وتعمل بمحركات بخارية قوة دفعها (59,000) حصان، وكانت تمضي بسرعة (21) عقدة، وتستوعب (3,547) راكبًا.
تم بناء "تيتانيك" في حوض "هارلاند آند وولف" لبناء السفن في "بلفاست" والتي تعرف الآن بـأيرلندا الشمالية، وكانت أكبر باخرة نقل ركاب في العالم تم بناؤها في ذلك الوقت، وصممت لمنافسة السفينتين "لوسيتينيا"، و"ماوريتانيا"، وصممها وليام بيري، مدير "هارلاند آند وولف ووايت ستار"، والمعماري البحري توماس أندروس، مدير إنشاءات "هارلاند آند وولف"،ورئيس قسم التصميم.
بدأت أعمال بناء "تيتانيك" في 31 مارس 1909، بتمويل من الأمريكي جون بيربونت مورجان، وشركته الخاصة، وتم الانتهاء من التجهيزات في 31 مارس 1912، وفي أول رحلة لها في 10 أبريل 1912 من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي، وبعد أربعة أيام من انطلاقها وفي 14 أبريل 1912 اصطدمت بجبل جليدي قبل منتصف الليل بقليل، مما أدى إلى غرقها بالكام
ل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام وكان على متنها (2,223) راكبًا، نجا منهم (706) أشخاص.
فيما لقي (1,517) شخصًا مصرعهم بسبب عدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة حيث احتوت على قوارب للنجاة تكفي لـ (1,187) شخصًا، وكان غرقها صدمة كبرى للجميع حيث أنها زودت بأعلى معايير السلامة.
وقبل حلول الذكرى المائة لغرق تايتانيك ، والتي ظلت مادة خصبة للمؤرخين والقصاصين منذ ذلك الحين، ظلت السفينة العملاقة تيتانيك، التي بنيت أوائل القرن الماضي، قابعة في قاع المحيط الأطلسي قبالة سواحل "نيوفاوندلاند" طوال 73 عاما، وفي 1 سبتمبر عام 1985 عثر على حطامها أخيرا "روبرت بالارد"، المصور المتخصص في التصوير تحت الماء، في مياه ضحلة نسبيا على عمق 3 آلاف و800 متر.
وقال "بالارد": "لم تكن تيتانيك بالتأكيد أول حطام سفينة اكتشفه، من وجهة النظر العلمية لم تكن تيتانيك أكبر اكتشافاتي أيضا، لكننا نعرف أنه حدث، فالسفينة تيتانيك أوصلتنا إلى إدراك أن البحر العميق هو أكبر متحف في العالم".
وتابع: "حقيقة كانت أول مرة نكتشفها فيها عن طريق الإنسان الآلي، وذهبنا إلى هناك في العام التالي على متن غواصة، لقد زرتها بنفسي، وعندما عثرنا عليها عام 1985 كانت مشاعرنا تتأرجح بين الدهشة والفرح والاحتفال، لكن بعد قليل أدركنا كم هو غير مناسب أن نرقص على قبر أحد ما، لذا فقد تغير مزاجنا وأصبح نكدا ومتسما بالوقار".
وأوضح أنه "بالتأكيد كان الذهاب في العام التالي والدخول إلى السفينة شيئا مدهشا لأنه ليس بإمكانك أن ترى هيكل السفينة، تعرف أنها هناك، لكنك لا تراها حتى تصبح على مقربة نحو عشرة أمتار منها، وبعد ذلك كانت عبارة عن كتلة كبيرة من الحديد يبلغ ارتفاعها أكثر من 30 لـ40 مترا، لكن لا يمكنك أن ترى القمة من القاع".
وقال في حواره مع وكالة الأنباء الألمانية: "ذهبنا إلى هناك مجددا، لكن بعد ذلك في عام 1986 قمنا بالتقاط صور لها بعناية وصنعنا صورة كاملة للسفينة، ثم عدنا بعد ذلك مجددا في عام 2004 وجمعنا مئات المئات من اللقطات المعلوماتية عن جسم السفينة كما أعدنا تجهيز الصورة الكاملة، وعندما ترى الصورة القديمة والصورة الأحدث ستدرك حجم التغيير".
وأكد: "عندما عثرنا على (السفينة الحربية الألمانية) بسمارك، طلبت حكومة ألمانيا الغربية في ذلك الوقت ألا ندخلها وألا نأخذ أي شيء، ولأن بسمارك كانت سفينة حربية والسفن الحربية تحظى بحماية بلدانها، فقد استجبنا للمناشدة، ولو كانت السفينة تجارية لما كانت تمتعت بالحماية.
واعتقد أنه "بالإمكان إنقاذ تيتانيك، نقترح بالفعل تنظيف وطلاء هيكل تيتانيك، فالأمر ممكن وهو ممارسة عادية تقوم بها الناقلات العملاقة، ولأن هذه الناقلات كبيرة جدا فإنك لا تستطيع انتشالها من المياه، لدينا بالفعل تكنولوجيا عملية يتم استخدمها في المياه".