"حرب قونية" أهم الصراعات التاريخية بين العثمانيين "القتل باسم الدين"
الأربعاء 30/مايو/2018 - 09:45 ص
مريم مرتضى
طباعة
تُعد مسألة قتل الأخوة بعضهم لبعض أو قتل الأبناء طمعًا في السلطنة أحد أهم القضايا المأخوذة على التاريخ العثماني، والحقيقة أن تلك المسألة كانت تتم وفقًا للقوانين التي تُنظّم لمسائل الدولة الجنائية، ولأن القوانين العثمانية كلها كانت مُستمدة من الشريعة الإسلامية، فقد توقفت مسألة قتل الأخوة على عقوبة رئيسية في الإسلام وهي عقوبة الحدود وخاصة "البغي"، الذي ينُص على أن أي محاولة للخروج على الإمام أو السلطان ومحاولة الإستيلاء على الحكم بالسلاح والقوة، أي وجود هدف العصيان بشكل واضح، يجب على الفور إقامة الحد على فاعله وقتله بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار.
لكن تم إستغلال تلك العقوبات في مسألة قتل الأخوة بأهداف أخرى، وتم قتل ما يقرب من مائة أمير بسبب ذلك القانون من مختلف المراحل العمرية رُضع وعواجيز، فهل قُتل جميعهم للعصيان؟، بمعنى أخر هل تمرد الأمراء الرضع على السلاطين؟!، في ذكرى نشوب حرب قونية بين السلطان سليمان الأول وأخيه بايزيد، تستعرض لكم " بوابة المواطن" بعض الأحداث لأمراء مختلفين قُتلوا بسبب الصراع على العرش.
السلطان مراد الأول
السلطان مراد الأول وقتل الأمير ساوجي
سار الأمير "ساوجي" على رأس جيش ضد والده السلطان "مراد الأول" مُتحالفًا مع البيزنطيين، ووقع أسيرًا في يد الجيش العثماني، وأصر السلطان على عرض أمره على عُلماء الشريعة والقضاة، فحكموا بإقامة حد "البغي"، أي حد العصيان ضد الدولة، وأصدروا قرار بإعدامه، طبقًا للقانون الذي ينص على أن أي محاولة للخروج على الإمام أو السلطان ومحاولة الإستيلاء على الحكم بالسلاح والقوة، أي وجود هدف العصيان بشكل واضح، يجب على الفور إقامة الحد عليه وقتله، وقد أشفق رجال الدولة على السلطان مراد من فاجعة قتل ولده، وتوسطوا لديه كي يعفو عنه ويكتفي بنفيه، ولكنه أصر على تنفيذ الأوامر الشرعية وأمر بأن يُقتل أبنه، وهو ما حدث بالفعل.
سار الأمير "ساوجي" على رأس جيش ضد والده السلطان "مراد الأول" مُتحالفًا مع البيزنطيين، ووقع أسيرًا في يد الجيش العثماني، وأصر السلطان على عرض أمره على عُلماء الشريعة والقضاة، فحكموا بإقامة حد "البغي"، أي حد العصيان ضد الدولة، وأصدروا قرار بإعدامه، طبقًا للقانون الذي ينص على أن أي محاولة للخروج على الإمام أو السلطان ومحاولة الإستيلاء على الحكم بالسلاح والقوة، أي وجود هدف العصيان بشكل واضح، يجب على الفور إقامة الحد عليه وقتله، وقد أشفق رجال الدولة على السلطان مراد من فاجعة قتل ولده، وتوسطوا لديه كي يعفو عنه ويكتفي بنفيه، ولكنه أصر على تنفيذ الأوامر الشرعية وأمر بأن يُقتل أبنه، وهو ما حدث بالفعل.
السلطان سليم
السلطان سليم وأخويه
نموذج آخر من نماذج العصيان التي تم تنفيذ قانون القتل بها، هي إعدام السلطان سليم لأخويه، بعد أن لجأ أحدهما لإيران الصفوية التي كانت أكبر أعداء الدولة العثمانية، وتعاون معها ضد الدولة، وكون الأخر مجموعة من العصابات المُسلحة وأعلنا سويًا العصيان على الدولة، وبالطبع بعد أن توافرت عناصر جريمة "البغي" في حركة الأخوين واكتملت أركانها استخرج السلطان سليم قرار العقوبة وصدرت وثيقة إعدامهما.
نموذج آخر من نماذج العصيان التي تم تنفيذ قانون القتل بها، هي إعدام السلطان سليم لأخويه، بعد أن لجأ أحدهما لإيران الصفوية التي كانت أكبر أعداء الدولة العثمانية، وتعاون معها ضد الدولة، وكون الأخر مجموعة من العصابات المُسلحة وأعلنا سويًا العصيان على الدولة، وبالطبع بعد أن توافرت عناصر جريمة "البغي" في حركة الأخوين واكتملت أركانها استخرج السلطان سليم قرار العقوبة وصدرت وثيقة إعدامهما.
السلطان يلدرم بيازيد
السلطان "يلدرم بيازيد" وأخيه الأمير "يعقوب"
وقع في عهد السلطان "يلدرم بيازيد" أول جريمة قتل للسياسة، حيث لم يكتمل شرط قتل البغي وعناصره لم تكن متوفرة، وأن احتمال قتله لشقيقه "يعقوب" ظُلمًا احتمال كبير، حيث أنه لم يقم بأي عصيان أو دخول في أي نزاع على السلطة، ولكن بسبب أهداف سياسية قام حاشية الملك بالوشاية عنه وتحريض السلطان على قتله بحجة الحيلولة دون قيامه في المستقبل بعصيان أو إنقلاب، ويؤكد المؤرخون العثمانيون على أنه أول أمير قُتل في تاريخ الدولة من أجل السلطنة.
وقع في عهد السلطان "يلدرم بيازيد" أول جريمة قتل للسياسة، حيث لم يكتمل شرط قتل البغي وعناصره لم تكن متوفرة، وأن احتمال قتله لشقيقه "يعقوب" ظُلمًا احتمال كبير، حيث أنه لم يقم بأي عصيان أو دخول في أي نزاع على السلطة، ولكن بسبب أهداف سياسية قام حاشية الملك بالوشاية عنه وتحريض السلطان على قتله بحجة الحيلولة دون قيامه في المستقبل بعصيان أو إنقلاب، ويؤكد المؤرخون العثمانيون على أنه أول أمير قُتل في تاريخ الدولة من أجل السلطنة.
السلطان سليمان القانوني
السلطان "سليمان القانوني" وإبنه الأمير "مصطفى"
واقعة أليمة ظالمة هي الأشد سوادًا وقعت في عهد السلطان "سليمان القانوني"، بعد أن أعدم أحب أبناءه إليه الأمير "مصطفى" بُناء على وشاية من بعض الخونة، حيث تدخلت المصالح الشخصية والسياسية بين الأب وإبنه وأفسدوا العلاقة بينهما، فمن ناحيه أوصلوا للأمير مصطفى أن أبوه يريد قتله، ومن ناحية أخرى أظهروا للسلطان سليمان أن إبنه يريد الإنقلاب عليه، فأصدر قرار بقتله وإعدامه، ولكن أثبت المؤرخون العثمانيون أنه كان بريئًا.
واقعة أليمة ظالمة هي الأشد سوادًا وقعت في عهد السلطان "سليمان القانوني"، بعد أن أعدم أحب أبناءه إليه الأمير "مصطفى" بُناء على وشاية من بعض الخونة، حيث تدخلت المصالح الشخصية والسياسية بين الأب وإبنه وأفسدوا العلاقة بينهما، فمن ناحيه أوصلوا للأمير مصطفى أن أبوه يريد قتله، ومن ناحية أخرى أظهروا للسلطان سليمان أن إبنه يريد الإنقلاب عليه، فأصدر قرار بقتله وإعدامه، ولكن أثبت المؤرخون العثمانيون أنه كان بريئًا.
السلطان سليم الثاني
السلطان "سليم الثاني" وأخيه الأمير "بيازيد"
مأساة وقعت بين السلطان "سليم الثاني" والأمير "بايزيد" ابنا السلطان "سليمان القانوني"، فعلى الرُغم من أنهما عاشا بوئام حتى عام 1558م، إلا أن العلاقة قد ساءت بينهما فيما بعد بسبب شهوة السلطنة والحكم، وبسبب الوشاة الذين وقعوا بينهما، جمع "بيازيد" جيوشًا وتوجه لقتال والده السلطان "سليمان"، ثم فر بعد ذلك وإلتجأ إلى إيران التي قامت بتسليمه إلى والده، فأُصدر الحكم بإعدامه، ونفذ الحكم الأمير "سليم الثاني" وقام بقتل شقيقه وخمسة من أبناءه.
مأساة وقعت بين السلطان "سليم الثاني" والأمير "بايزيد" ابنا السلطان "سليمان القانوني"، فعلى الرُغم من أنهما عاشا بوئام حتى عام 1558م، إلا أن العلاقة قد ساءت بينهما فيما بعد بسبب شهوة السلطنة والحكم، وبسبب الوشاة الذين وقعوا بينهما، جمع "بيازيد" جيوشًا وتوجه لقتال والده السلطان "سليمان"، ثم فر بعد ذلك وإلتجأ إلى إيران التي قامت بتسليمه إلى والده، فأُصدر الحكم بإعدامه، ونفذ الحكم الأمير "سليم الثاني" وقام بقتل شقيقه وخمسة من أبناءه.
السلطان مراد الثالث
السلطان مراد الثالث
السلطان مراد الثالث كان رجلًا ضعيفًا جدًا، وتدخلت النساء في عهده في الحُكم بدرجة كبيرة، لدرجة وصول الأمر لتصارع الجواري على السلطة، وعلى الرغم من علمه الكبير وإتقانه للغتين العربية والفارسية ونظم الشعر بهما، إلا أن حبه للنساء جعل شخصيته معدومه، وقد قام بإعدام 5 من أخوته بناء على وشاية ممن هم حوله، وبناء على فتاوى ضعيفة لا تنطبق عليها الشروط كاملة.
السلطان مراد الثالث كان رجلًا ضعيفًا جدًا، وتدخلت النساء في عهده في الحُكم بدرجة كبيرة، لدرجة وصول الأمر لتصارع الجواري على السلطة، وعلى الرغم من علمه الكبير وإتقانه للغتين العربية والفارسية ونظم الشعر بهما، إلا أن حبه للنساء جعل شخصيته معدومه، وقد قام بإعدام 5 من أخوته بناء على وشاية ممن هم حوله، وبناء على فتاوى ضعيفة لا تنطبق عليها الشروط كاملة.
السلطان محمد الثالث
السلطان محمد الثالث
السلطان محمد الثالث ابن السلطان مراد الثالث، وقد كان رجلًا قاسيًا غليظ القلب، وأبعد ما يكون عن الدين والأحكام الشرعية، فبعد توليه الحكم مباشرة وفي نفس اليوم أمر بقتل 19 أخًا بريئًا، ضمنهم ثلاثة رضع وخمسة أطفال، وبالإضافة لهذا قام بقتل إبنه الأمير "محمود" نتيجة عن وشاية واهية ممن حوله.
السلطان محمد الثالث ابن السلطان مراد الثالث، وقد كان رجلًا قاسيًا غليظ القلب، وأبعد ما يكون عن الدين والأحكام الشرعية، فبعد توليه الحكم مباشرة وفي نفس اليوم أمر بقتل 19 أخًا بريئًا، ضمنهم ثلاثة رضع وخمسة أطفال، وبالإضافة لهذا قام بقتل إبنه الأمير "محمود" نتيجة عن وشاية واهية ممن حوله.