كيف رسمت الاضطرابات السياسية في عهد الدولة الأموية مستقبل القدس
الجمعة 01/يونيو/2018 - 05:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كانت القدس جزءاً من ولاية الشام التي تولاها معاوية بن أبي سفيان، في خلافة عمر بن الخطاب، ثم ولاه عليها عثمان بن عفان، فلما استشهد عثمان بقي معاوية والياً عليها واستقل بها، فكان سكان بلاد الشام هم أنصار معاوية في خلافه مع علي بن أبي طالب ومطالبته بالثأر لذي النورين عثمان بن عفان، وكان معاوية يدعى الشام أميراً.
عهد معاوية بن أبي سفيان .. هكذا كان الحال
اسم معاوية بن أبي سفيان
انتقلت الخلافة إلى معاوية، تم مبايعته في القدس، واتخذ سلام بن قيصر والياً على المدينة، ويذكر بن طاهر المقدسي أن القدس كانت خرابا حتى دخولها في الإسلام فعمرها عمر بن الخطاب، ثم من بعده معاوية بن أبي سفيان، ولعل هذا الإعمار كان للمسجد الأقصى الذي لم يكن بناؤه قائماً عند فتح المسلمين للمدينة، فيذكر أن عمر بن الخطاب بنى مسجدا سمي باسمه، ثم أضاف إليه معاوية بن أبي سفيان، أما البناء الحقيقي للمسجد فتم إنجازه في خلافة الوليد بن عبد الملك.
واهتم معاوية بأهل الذمة وبخاصة نصارى المدينة ويذكر بأنه كان يتردد عليها، فبعد مبايعته بالخلافة قام بزيارة الجلجة وصلى هناك، ثم قصد الجثمانية وهبط منها إلى قبر السيدة مريم وصلى هناك أيضاً.
ويقال بأن معاوية كان ميالا للنصارى لأن زوجته ميسون الكلبية مسيحية ولكونه نشأ في كنف أخواله المسيحيين، واختلاطه مع المسيحيين في دمشق، ولعل السبب الأهم في اهتمامه بالنصارى هو أن تسامح الإسلام مع أهل الكتاب الذين يعيشون في رعاية دولة المسلمين، ومن الأولى أن يكون خليفة المسلمين مثلا في ذلك.
أما بالنسبة إلى اليهود، فقد منعوا من الإقامة في المدينة منذ خلافة عمر بن الخطاب، وعهد الخلفاء الراشدين، وفي صدر الدولة الأموية، فلم يجرؤ أحد من اليهود على دخول المدينة والإقامة فيها، فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان استخدم اليهود في أعمال النظافة وخدمة المساجد في مدينة القدس، وهما مسجد قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك.
القدس بعد موت مؤسس البيت السفياني
عملة عليها صورة عبدالملك بن مروان مؤسس قبة الصخرة
بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان سنة 60ﻫ الموافق 697م انتقلت الخلافة إلى ابنه يزيد فشهد عهده الكثير من الفتن والاضطرابات الداخلية لعدم رضى بعض المسلمين من أهل الحجاز عن بيعته كالحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وغيرهما.
انتهى الأمر بخروج عبد الله بن الزبير على الحكم الأموي والانفصال بالحجاز، فأقام إمارة مستقلة في مكة لا تدين لحكم بني أمية وحاول اجتذاب أهل الولايات الإسلامية أو السيطرة عليها وإخراج بني أمية منها كما حدث في الكوفة والبصرة، غير أن ذلك لم يطل كثيرا فبعد وصول الخلافة إلى عبد الملك بن مروان سنة 65ﻫ الموافق 685م أخذ يعد القوة ويحاصر بن الزبير في مكة، فضيق عليه حتى تمكن من دخول مكة حيث قبض على ابن الزبير وقتله.
ثورة بن الزبير .. كيف أثرت في مستقبل القدس أموياً ؟
الكعبة - مقر ثورة عبدالله بن الزبير
فتحت ثورة عبد الله بن الزبير المجال أمام من يرغب في الثورة على الأمويين، فاتهم عبد الملك بن مروان بأنه تخوف بأن يأخذ عبد الله بن الزبير البيعة من حجاج الشام، فأراد منعهم من الحج إلى مكة، وتحويل الحج إلى القدس.
غير أن هذا ليس له ما يدعمه وإنما كان الاهتمام بالقدس الذي كان واضحا في خلافة عبد الملك بن مروان لما تتمتع به المدينة من قدسية، وإن ما فعله إعطاء المدينة العناية التي تليق بها، فقد كان الخليفة يحب الإقامة فيها.
غير أن هذا ليس له ما يدعمه وإنما كان الاهتمام بالقدس الذي كان واضحا في خلافة عبد الملك بن مروان لما تتمتع به المدينة من قدسية، وإن ما فعله إعطاء المدينة العناية التي تليق بها، فقد كان الخليفة يحب الإقامة فيها.
درهم لسليمان بن عبدالملك
ولما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة بعد وفاة أخيه الوليد 96ﻫ الموافق 715م توجه إلى القدس وجاءته الوفود فيها تبايعه.
يذكر المقدسي في كتابه عن تاريخ القدس أن سليمان كان يجلس في قبة في صحن مسجد بيت المقدس مما يلي الصخرة ويتقبل التهاني والتبريك.
ورغب سليمان في الإقامة ببيت المقدس واتخذها منزلا لنفسه هناك، وقام بتحويل عاصمة ملكه من دمشق إلى بيت المقدس، فكان للقدس وال خاص وقاض خاص، ودرس إمكانية اتخاذها عاصمة، فوجد أن المراكز الإدارية كانت قواعد للمقاتلة وتلبي حاجاتهم إلى المراعي والمناخ وتكون مرتبطة مباشرة بشبه الجزيرة العربية، ولم تكن المدينة وحرمها مناسبة لهذا الغرض لذلك عاد وتخلى عن تلك الفكرة.
يذكر المقدسي في كتابه عن تاريخ القدس أن سليمان كان يجلس في قبة في صحن مسجد بيت المقدس مما يلي الصخرة ويتقبل التهاني والتبريك.
ورغب سليمان في الإقامة ببيت المقدس واتخذها منزلا لنفسه هناك، وقام بتحويل عاصمة ملكه من دمشق إلى بيت المقدس، فكان للقدس وال خاص وقاض خاص، ودرس إمكانية اتخاذها عاصمة، فوجد أن المراكز الإدارية كانت قواعد للمقاتلة وتلبي حاجاتهم إلى المراعي والمناخ وتكون مرتبطة مباشرة بشبه الجزيرة العربية، ولم تكن المدينة وحرمها مناسبة لهذا الغرض لذلك عاد وتخلى عن تلك الفكرة.