"يابخت من كان أبوه الرئيس" حكاية دخول "جمال السادات" كلية الهندسة بأمر رئاسي
الأحد 03/يونيو/2018 - 06:01 م
مريم مرتضى
طباعة
بدأ اليوم الماراثون السنوي لامتحانات الثانوية العامة، وتُعد هذه هي أكثر اللحظات الفارقة في حياة ومستقبل هؤلاء الطلاب الذين يؤدون الإمتحانات، وبالطبع يتمنى جميع الأهالي لو يتمكنوا من مُساعدة أبنائهم بأي طريقة كانت، فقط.. ما باليد حيلة انتهى الأمر ووقع الحال في أيدي الطلاب أنفسهم، ولكن أن تكون رئيس الجمهورية إبنك يؤدي امتحانات الثانوية العامة، فوقتها فقط يمكنك أن تُغير القوانين، وتُسخر المدرسين، لتتمكن من إدخال إبنك لدراسة الهندسة على الرغم من أنه فاشل في الرياضيات!، هذا بالظبط ما حدث عام 1974م، عندما كان "جمال السادات" يؤدي امتحانات الثانوية العامة.
تستعرض لكم "بوابة المواطن" تفاصيل الحدث، وكيف دخل جمال كلية الهندسة على الرغم من مستواه الضعيف دراسيًا؟، وكيف تدخل السادات لتأمين مستقبل ولده؟.
جمال السادات مع والديه
شهادة للتاريخ
في عام 2005م، تحديدًا شهر مايو، نشرت مجلة "وجهات نظر" في عددها الـ 76، من الصفحة 67 إلى 69، شهادة تاريخية للدكتور "عبدالعظيم أنيس" الذي كان رئيس اللجنة القومية لتعليم الرياضيات في التعليم العام بفترة منتصف السبعينيات، ومستشار للوزارة ومشرف على تدريب المُدرسين في الرياضيات المعاصرة آنذاك، شهادة كشف بها كيف تدخل "السادات" وزوجته "جيهان السادات" في تغير مسار إبنهما "جمال"، وتغير قوانين الثانوية العامة.
في عام 2005م، تحديدًا شهر مايو، نشرت مجلة "وجهات نظر" في عددها الـ 76، من الصفحة 67 إلى 69، شهادة تاريخية للدكتور "عبدالعظيم أنيس" الذي كان رئيس اللجنة القومية لتعليم الرياضيات في التعليم العام بفترة منتصف السبعينيات، ومستشار للوزارة ومشرف على تدريب المُدرسين في الرياضيات المعاصرة آنذاك، شهادة كشف بها كيف تدخل "السادات" وزوجته "جيهان السادات" في تغير مسار إبنهما "جمال"، وتغير قوانين الثانوية العامة.
د. عبدالعظيم أنيس
قال الدكتور "عبدالعظيم أنيس".. أنه في عام 1974م عندما كان
"جمال السادات" طالبًا بالثانوية العامة، وخلال الفترة التي يُفترض أن تنشغل
فيها الصحف الحكومية بالجيش الثالث المحاصر على الجبهة، إلا أنها تركت ذلك وبدأت
تتحدث عن "صعوبة مناهج الثانوية العامة"، والأغرب من ذلك هو اجتماع مجلس
الوزراء برئاسة الدكتور عبدالقادر حاتم لمناقشة صعوبة المناهج، وانتهى الاجتماع
بتشكيل لجنة وزارية مكونة من كلًا من :"د. حسن الشريف وزير التأمينات، ود.
محمود عبدالحافظ وزير الإسكان، والدكتور كامل ليلة وزير التعليم الأسبق، والدكتور
علي عبدالرازق وزير التربية والتعليم وقتها"، وكان يتم استدعاء د. عبدالعظيم
أنيس لحضور اجتماعات اللجنة مع أساتذة آخرين من الجامعات.
وكان واضحًا من أول اجتماع، أن مادة الرياضيات هي المُستهدفة، وطالب وزير الإسكان بإلغاء كتاب التفاضل والتكامل من مناهج الثانوية العامة، الأمر الذي قُوبل بالرفض الشديد من قِبل أساتذة الرياضيات.
وأوضح د. عبدالعظيم أنيس في شهادته، أن هذا الاجتماع كان في يناير 1974م، وأنه انشغل بعدها بوضع امتحان الثانوية العامة لدور يونيو 1974م في الرياضيات، وفي جمعة خلال شهر مارس، خرج مع أسرته لقضاء النهار وتناول الغداء خارج البيت، وعندما عاد للبيت أخبره الجيران أن سيارة من رئاسة الجمهورية جاءت تسأل عنه مرتين، وأن رجلاً ترك له ورقة مكتوب فيها أنها من مكتب الرئيس ومكتوب عليها أرقام للإتصال، وعندما إتصل بالرقم طلب منه له الشخص الذي رد أن يحدد ميعاد لإرسال سيارة من الرئاسة لتقله إلى منزل رئيس الجمهورية، لأن جمال لديه أسئلة في الرياضيات يريد أن يسأل فيها! ، وقوبل الطلب بالهجوم والغضب الشديد من د. عبدالعظيم أنيس وأوضح أنه غير مسموح لأساتذة الجامعة أن يعطوا دروس خصوصية، كما أنه واضع امتحان الثانوية العامة، وقام بإعطائه رقم أعطيته أحد المدرسين الأوائل بالمدارس الثانوية ليتصلوا به حتى يُجيب عن أسئلة جمال السادات في الرياضيات، وأنهى المكالمة.
وأوضح د. عبدالعظيم أنيس في شهادته، أن هذا الاجتماع كان في يناير 1974م، وأنه انشغل بعدها بوضع امتحان الثانوية العامة لدور يونيو 1974م في الرياضيات، وفي جمعة خلال شهر مارس، خرج مع أسرته لقضاء النهار وتناول الغداء خارج البيت، وعندما عاد للبيت أخبره الجيران أن سيارة من رئاسة الجمهورية جاءت تسأل عنه مرتين، وأن رجلاً ترك له ورقة مكتوب فيها أنها من مكتب الرئيس ومكتوب عليها أرقام للإتصال، وعندما إتصل بالرقم طلب منه له الشخص الذي رد أن يحدد ميعاد لإرسال سيارة من الرئاسة لتقله إلى منزل رئيس الجمهورية، لأن جمال لديه أسئلة في الرياضيات يريد أن يسأل فيها! ، وقوبل الطلب بالهجوم والغضب الشديد من د. عبدالعظيم أنيس وأوضح أنه غير مسموح لأساتذة الجامعة أن يعطوا دروس خصوصية، كما أنه واضع امتحان الثانوية العامة، وقام بإعطائه رقم أعطيته أحد المدرسين الأوائل بالمدارس الثانوية ليتصلوا به حتى يُجيب عن أسئلة جمال السادات في الرياضيات، وأنهى المكالمة.
وفي الصباح توجه مباشرة إلى وزير التعليم العالي وقتها د. علي عبدالرازق ليعرف منه إذا كان على علم بهذا الأمر أم لا؟، ووجد أنه يحاول إقناعه بالذهاب بعد أن تدخلت السيدة جيهان السادات في الأمر بسبب قلقها حول مستوى إبنها الدراسي، ولكنه رفض طلب الوزير أيضًا وصمم على موقفه.
د. مصطفى كمال حلمي
ولم يمض على هذه الواقعة أكثر من شهر حتى حدث تعديل وزاري، وتم إخراج د. علي عبدالرازق من الوزارة، وتم تعيِّن د. مصطفى كمال حلمي مكانه في إبريل 1974م، وبقى على امتحان الثانوية شهرين فقط، وفجأة تم إخراج جمال من امتحان الثانوية العامة المصري، وإدخاله امتحانات الثانوية البريطانية في يونيو، حيث لا يوجد امتحان في اللغة العربية، وحيث امتحان الرياضيات هو ضرب وقسمة فقط.
وهكذا تمكن "جمال أنور السادات"، من دخول قسم الهندسة الكيمائية بكلية هندسة القاهرة، بتدخل والديه.