البرادعي بين "البصلة وقشرتها" أعطى إسرائيل قيمة لا تستحقها وتجاهل جهود الشعوب

الإثنين 04/يونيو/2018 - 07:26 م

عواطف الوصيف

الأردن تواجه تغيرات جذرية، لم تكن متوقعة، فلم يكن أحد متوقعا، أن يكون قانون الضريبة سببا في إحداث تغيرات جذرية نمس الحكومة وبشكل مباشر، لكن هذا هو الواقع الذي حدث.

ثورة نواب البرلمان

ارتفع عدد النواب الذين طالبوا الملك بإقالة حكومة هاني الملقي اليوم الى 57 نائب بالبرلمان الأردني نتيجة ما أسموه بـ"سياسات التأزيم المتلاحقة وتحويل حياة المواطن إلى حالة من الضنك والمعاناة"، وأكد النواب في رسالتهم الى الملك ان حكومة الملقي لم تعد تحظى بثقتهم بعد ان اوصلت الشارع الى الانفجار.

وفقا لما ورد، فقد ورفع النواب، رسالة إلى الملك، أعربوا فيها عن عدم ثقتهم في الحكومة، وأنها أوصلت المواطن الأردني إلى حالة الانفجار نتيجة سياسات التأزيم، مؤكدين بأن تلك التراكمات تجعل رحيل الحكومة ضرورة سياسية واقتصادية وأمنية.

البرلمان الاردني

الإحتجاجات تجني ثمارها

تمكنت الإحتجاجات الشعبية، من جني ثمارها، وتحققت نتائج تعد إيجابية بنسبة كبيرة، حيث تم تكليف عمر الرزاز، لتشكيل الحكومة الأردنية خلفا لهاني الملقي بعد أن قدم استقالته .

الإحتجاجات في الأردن

يا داخل بين البصلة وقشرتها

إذا تذكرنا المثل الشهير "ياداخل بين البصلة وقشرتها"، لا تتعجب، لكن حينما نقرأ تغريدة السياسي محمد البرادعي، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي، "تويتر" ستجد أن هذا المثل تم تأليفه لتطبيقه عليه هو بالتحديد.

سر علاقتك

باديء ذي بدء، لابد من توجيه سؤال هام للبرادعي، وهو ما هي سر علاقتك بالأمر، وما الذي يجعلك مصر على إقحام نفسك في أمور لا دخل لك فيها، ولا تخصك من قريب أو بعيد، أم أنك تريد فقط أن تظهر نفسك بصورة المحلل المثقف القادر على تقييم الأمور بشكل جيد، لكن تحليلاته الأخيرة حيال الأردن، تؤكد أنه لابد له من البحث عن مجالات أخرى لا علاقة بالسياسة.

محمد البرادعي

معاقبة وموقف من القضية الفلسطينية

حاول محمد البرادعي، أن يضع لمسته وتحليله كعادته للأمور المتداولة في المنطقة العربية من حوله، فقد حرص في تحليله لما تمر به الأردن الآن، تجاهل قانون فرض الضريبة، الذي أشعل الشعب ضد ممثلي الحكومة، واعتبر أن ذلك بسبب موقفه المؤيد للقضية الفلسطينية، خاصة بعد أحداث غزة الأخيرة.

القدس

هربت منك

يعد تفسير البرادعي، لا علاقة له بالواقع من قريب أو بعيد، فهو بهذه الطريقة يبدو وكأنه يريد أن يقلل من شأن الشعب الأردني، ومن الجهود التي بذلها لتحقيق أهدافه للوقوف أمام استغلال الحكومة، وفرض القوانين الظالمة، محاولا إقناع الجميع بأن إسرائيل هي سر هذه التظاهرات، وهي السبب في اندلاع هذه المواجهات الضارمة، وأنها هي السبب وراء التغيرات، التي جرت، وهو بهذا الشكل غير قادر على الانتباه بأنه يعطي إسرائيل أكبر من حجمها، لتبدو وكأنها هي صاحبة الأمر، وإتخاذ القرارات في الأردن أو غيرها من المنطقة العربية.

كارثة الغفلة

يبدو أن محمد البرادعي، كان في غفلة من أمره، وهو يحاول أن يعقب على الأوضاع في الأردن، ولم ينتبه للنتيجة التي تعد بمثابة الكارثة، فتحليله الخاطيء والصادم أيضا، هو إعلاء من شأن إسرائيل، لأنه يصورها وكأنها قادرة على إدارة الدفة، وصاحبة القرار، ولديها ملكة إحداث التغيرات الجذرية، في الحكومات العربية حتى ولو كانت بعيدة عن الصورة.

إسرائيل

نقطة نظام

تثير تغريدة محمد البرادعي، سلسلة من التساؤلات، تجبرني على ضرورة توجيهها له، وجميعها تحتاج لإجابات وتفسيرات، كيف يمكن لرجل، دائما ما أدعى أنه ثوري، ومؤيدا للانتفاضة الشعبية، أن يقلل من قيمة احتجاجات وتظاهرات الشعب الأردني؟، كيف يمكن لرجل دائما ما أدعى أنه ثوري ومؤيدا للانتفاضة الشعبية، عدم الإعتراف بالإجراءات التعسفية من قبل الحكومة ضد، الشعب، وهو ما بات واضحا من خلال قانون الضريبة، الذي تم فرضه، والأهم كيف يمكن لرجل دائما ما أدعى أنه ثوري، وأنه ضد إسرائيل، أن يضفي قيمة لمثل هذا الكيان الصهيوني، ويحاول إقناع الكثيرون بأن ممثليه قادرين على إدارة الأمور وفرض سيطرتهم على الحكومات العربية بهذه الصورة.

ختاما

لم نقصد الإساءة بأي شكل من الأشكال، لكن ما قام به السيد محمد البرادعي، من خلط الأوراق والقضايا، وربط القضية الفلسطينية، بم تشهده الأردن، يدل على أنه غير قادر على تقييم الأمور بشكل سليم، ويمكن تطبيق المثل الشعبي عليه، "عائشة على أم الخير"، ولا تغضب سيدي محمد البرادعي، لكن عفوا، لتبحث عن مجال آخر، سيكون أفضل لك.