" إستر فانوس ".. المرأة المسيحية التي وقفت تخطب في الجامع
الخميس 07/يونيو/2018 - 08:34 ص
مريم مرتضى
طباعة
كانت ثورة 1919م مُنطلق الحركة الوطنية والقومية في مصر، وكانت أيضًا نقطة إنطلاق نساء مصر للدفاع عن الحرية والاستقلال بشكل عام، وتثبيت أقدامهن في المجال العام، وتحقيق ذواتهن بشكل خاص، وكانت " إستر فانوس " من أهم ما أنتجته لنا ثورة 1919م، تلك الفتاة الثورية التي وقفت تخطب في الجامع لتحمس بنات ونساء جيلها على صناعة مستقبل وتاريخ هذا الوطن.
وُلدت " إستر أخنوخ فانوس " في 19 فبراير 1895م، بأسيوط، لأب يعمل محامٍ، وله دور هام في الحياة الحزبية في مصر، ونشأت في أسرة ثرية تهتم بتعليم بناتها، حيث التحقت إستر بالمدرسة الإرسالية الأمريكية عام 1901م، وكان والدها قد أعلن على صفحات جريدة مصرعام 1908م، عن إنشاء الحزب المصري، الذي رأه المؤرخون مغاليًا في علمانيته وقتها، وكان مؤسَسًا على قواعد طائفية، مما أدى إلى عدم استمراره.
وأصبحت إستر تحمل لقب " إستر فهمي ويصا " بعد أن تزوجت في 24 يوليو عام 1913م من فهمي بك ويصا الأسيوطي مثلها، وكان لإستر وويصا اهتمامات مشتركة بالشأن العام المصري، فكانوا ضمن أوائل المنضمين إلى حزب الوفد فور الإعلان عنه في 13 نوفمبر 1918م.
وأصبحت إستر تحمل لقب " إستر فهمي ويصا " بعد أن تزوجت في 24 يوليو عام 1913م من فهمي بك ويصا الأسيوطي مثلها، وكان لإستر وويصا اهتمامات مشتركة بالشأن العام المصري، فكانوا ضمن أوائل المنضمين إلى حزب الوفد فور الإعلان عنه في 13 نوفمبر 1918م.
وكانت إستر في الصفوف الأولى لسيدات ثورة 1919م، فقد شاركت في المظاهرات النسائية كافة، وتولت مهام مخاطبة المندوب السامي بالقاهرة، في ما بين الفترة من عام 1922م وحتى 1926م لعرض مطالب الحركة الوطنية المصرية، والمطالبة بالإفراج عن سعد زغلول، فكانت إستر إلى جانب هدى شعراوي طوال مشوار ثورة 1919م من أجل تثبيت أقدام المرأة المصرية في الحركة الوطنية.
أسستا معًا ومع ما يقرب 3 آلاف سيدة لجنة الوفد المركزية للسيدات، وتم اختيارها نائبة لرئيسة اللجنة، هدى شعراوي، عام 1920م، وساهمت اللجنة في إعلان مطالب الحركة الوطنية بشكل واضح دون خوف، وعندما علمت إستر من صديق العائلة مكرم عبيد بنفي سعد زغلول لمالطة وخروج المصريين فى المظاهرات للمطالبه بعودته كتبت إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ويلسون قائلة :" أرسلنا أربعة أشخاص للقتال في هذه المعركة -سعد زغلول ورفاقه -, وإذا كانت هناك ضرورة ملحة سوف نرسل 400 وقد تصبح 4000 أو 4 ملايين لتحرير هؤلاء الأربعة".
أسستا معًا ومع ما يقرب 3 آلاف سيدة لجنة الوفد المركزية للسيدات، وتم اختيارها نائبة لرئيسة اللجنة، هدى شعراوي، عام 1920م، وساهمت اللجنة في إعلان مطالب الحركة الوطنية بشكل واضح دون خوف، وعندما علمت إستر من صديق العائلة مكرم عبيد بنفي سعد زغلول لمالطة وخروج المصريين فى المظاهرات للمطالبه بعودته كتبت إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ويلسون قائلة :" أرسلنا أربعة أشخاص للقتال في هذه المعركة -سعد زغلول ورفاقه -, وإذا كانت هناك ضرورة ملحة سوف نرسل 400 وقد تصبح 4000 أو 4 ملايين لتحرير هؤلاء الأربعة".
وعندما نُفى سعد زغلول للمرة الثانية فى أغسطس 1922م إلى جزيرة سيشل، لفشل المفاوضات مع ملنر قامت إستر بإرسال الاحتجاجات إلى كل من وزير الخارجية البريطانية في لندن ، وإلى المعتمد البريطاني في مصر.
وسافرت إستر إلى القاهرة للقاء صفية زغلول التي اقترحت توقيع الثلاث نساء " صفية زغلول - هدى شعراوي - إستر فانوس " على الرسالة المبعوثة للرئيس ويلسون، بعد ذلك وقّعت مئات النساء علي الرسالة وخرجن في مظاهرات وأطلقت الصيحة الشهيرة في وجه الاستعمار- أطلق النار علينا إن قدرت -، ومن هنا بدأ النضال الفعلي لاستر التى شاركت في تأسيس الاتحاد النسائي المصري، ومن ضمن أعمالها وقت أن عقدت النساء اجتماعًا في المرقسية لتأسيس الاتحاد النسائي برئاسة هدى شعراوى وكان من السكرتارية "إستر فانوس " وبعدها عقدوا اجتماعًا في مسجد وخطبت إستر فيه بحضور النساء والرجال ولم يقل وقتها أحدًا أن صوت المرأة عورة ولا كيف لقبطيات أن يدخلن الجامع.
وعلى صعيد آخر، كان الاهتمام بوضع النساء في مصر، وتمكينهن اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا الشغل الشاغل لإستر، فقامت بإنشاء جمعية الشابات المسيحيات، كما أسست جمعية العمل من أجل مصر عام 1924م، التي كانت تهدف من خلالها مساعدة النساء الفقيرات، وتعليمهن التمريض والمهارات المنزلية ليعتمدن على أنفسهن، وساهمت في إنشاء الاتحاد النسائي المصري بصحبة هدى شعراوي عام 1923م.
وفي 28 أغسطس 1990م، في الإسكندرية، رحلت إستر بعد مُعاناة مع المرض، وبعد مشوار طويل صنعت خلاله مجد السيدة المصرية، وتاريخ الحركة النسائية.